القوية.. زينب المعيدة بجامعة السادات: الكرسى المتحرك لا يمنعنى من التدريس
زينب محمد عزت، شابة عشرينية، تقيم بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، اختبرها الله، سبحانه وتعالى، بالإعاقة الحركية منذ صغرها، فلم تستسلم، بل حولت محنتها لمنحة تنير طريقها، إلى أن حققت أحلامها، وأصبحت معيدة بكلية التجارة.
رغم إعاقتها، ظلت «زينب» من المتفوقين طيلة مسيرتها الدراسية، وحصلت على الثانوية العامة بمجموع ٩٦.٨٪، حلمت بعده بدخول إحدى كليات القمة، ولكن ظروف إعاقتها حالت دون دخولها إلى الكليات التى تتطلب تدريبات عملية، لكنها لم تستسلم، بل قررت الدراسة بكلية التجارة الإنجليزية، التى تفوقت فيها كعادتها، إلى أن أصبحت الأولى على قسمها، والرابعة فى الترتيب العام على كليتها فى دفعة ٢٠٢٣، وتم تعيينها معيدة بالكلية.
وفى حديثها، لـ«الدستور»، أوضحت «زينب» أنها واجهت بعض الصعوبات أثناء تعيينها، لكن بفضل الله، ووقوف الدكتورة شادن معاوية، رئيسة جامعة السادات، تم تذليل تلك العقبات، ما أدخل السرور على قلبها وقلب والدتها، بعدما تم تعيينها لتستمر فى مسيرتها التعليمية للحصول على الماجستير والدكتوراه.
وأكدت «زينب» دور والدتها فى حياتها، الذى وصفته بأنه «محورى»، قائلة إن أمها ظلت السند والداعم الدائم لها، وهى صاحبة الفضل فى كل شىء، فهى من تولت تنظيم أمورها، بمساعدة أشقائها، وظلت تصطحبها للمدرسة كل صباح حتى وصلت للمرحلة الجامعية، بالإضافة إلى المساعدة فى كل التفاصيل الدقيقة فى حياتها اليومية.
وأشارت إلى أن المعوقات التى قابلتها فى حياتها بسبب ظروفها الصعبة تركت أثرًا طيبًا فى نفسها، وتعلمت منها أن تصبح أقوى، موضحة أن من أهم تلك المعوقات صعوبة الحركة وتعطل الكرسى المتحرك فى بعض الأحيان، الأمر الذى كان يؤلمها ويبكيها، بالإضافة إلى عدم قدرتها على دخول بعض الكليات العملية، وهو ما تغلبت عليه بعد ذلك، بتفوقها فى دراستها الحالية.
وأضافت «زينب» أنها تتمنى مزيدًا من الاهتمام بذوى الهمم، وتوفير كل ما يساعدهم فى التفوق، وتسهيل أمورهم فى الكشوفات بالمجالس الطبية، كما تحلم بتخصيص مداخل لهم فى كل الجهات التعليمية والحكومية، مع تحسن نظرة المجتمع إليهم ومعاملتهم بشكل أفضل، لأن الإعاقة لا تعنى عدم القدرة على تحقيق النجاح.