من روائع الأدب العالمى..
وليد سيف يرصد حالة التربص بالشعب المقاوم فى "التغريبة الفلسطينية"
"التغريبة الفلسطينية.. أيام الأولاد" الجزء الأول، هى من أمتع الروايات التى كتبت فى تاريخ النضال الفلسطينى بل يمكننا القول دون تهويل أو مبالغة إنها من أجمل ما كتب فى أدب المقاومة، ومؤلفها هو الكاتب الفلسطينى الكبير الدكتور وليد سيف، صاحب التاريخ الطويل والمديد والثرى فى كتابة السرد والدراما التاريخية على مستوى الوطن العربى، والمشهور بلغته السلسلة والعميقة التى تؤصل لحقبات مهمة فى التاريخ العربى والإسلامى.
فهو كاتب مسلسلات: عمر والخنساء وصلاح الدين وليالى وثلاثية الأندلس والتغريبة الفلسطينية التى نحن بصدد الحديث عن الرواية التى ألفها ثم كتب لها السيناريو والحوار لتتحول إلى مسلسل تمت إذاعته عام 2004 وكان العمل من إخراج العبقرى الراحل حاتم على وبطولة جمال سليمان وخالد تاجا وتيم حسن.
تفاصيل الرواية
كان الأديب العالمى نجيب محفوظ يقول: لا تحاسبونى عن الأعمال الدرامية التى تناولت أعمالى الأدبية، ولكن حاسبونى على نصوصى الأدبية. والحقيقة أن نجيب محفوظ كان محقًا فى ذلك، فرؤية كاتب السيناريو ربما تختلف عن رؤية مؤلف الرواية هذا بخلاف الأسلوب ولغة الحوار بين كاتب النص الأصلى وكاتب السيناريو والحوار.
لكننا فى حالة رواية التغريبة الفلسطينية لا نخضع لنفس المعطيات، ذلك لأن مؤلف الرواية هو نفسه كاتب السيناريو والحوار، فإذا قرأت الرواية ستجد الحوار نفسه هو الموجود فى المسلسل ولا عجب فى ذلك، لأن وليد سيف اعتمد فى روايته على الحوار أكثر من الوصف.
تدور أحداث الرواية فى قرية فلسطينية مجهولة الاسم ولم يكن الأمر عبثًا بل كان مقصودًا من قبل الكاتب وليد سيف الذى أراد أن يقول إن ما عانته هذه القرية هو ما عانته وتعانيه غيرها من القرى الفلسطينية وهو تعميم منطقى وذكى جدًا.
تبدأ أحداث الجزء الأول من الرواية بعام 1932 وتنتهى بعام النكبة 1948 هو نفس العام الذى ولد فيه المؤلف فى طولكرم الفلسطينية.
وتحكى عن أسرة الشيخ صالح على يونس وأسرته الفقيرة المعدمة "الغربية" التى وفدت من قرية أخرى وليست لها عزوة ولا سند. أبناؤه هم أحمد ومسعود وهما شابان يفلحان فى قطعة أرض بسيطة لهما أخت شابة تدعى خضرة وأخوان صغيران هما حسن وعلى. عانت الأسرة من ويلات أبوعايد الذى أراد أن يتملك قطعة الأرض البسيطة الخاصة بهم والتى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
كما عانت من محاولة تعليم ابنيها الصغيرين بسبب الفقر، فلحق الأصغر على بمدرسة حيفا بينما بقى حسن للفقر والفلاحة.
يستمر الصراع بين أبوعايد والمختار وجهاء القرية وأسرة صالح يونس حتى مقتل عزالدين القسام 1935 ثم تشتعل الثورة ليصبح أحمد الفقير المعدم هو القائد أبوصالح صاحب الشأن العظيم
فيرتفع شأن أسرته بشرف قيادته وتفوق أخيه على الدراسة.
ثم تنتهى الثورة ثم تشتعل من جديد إلى أن نصل إلى عام النكبة فيكون آخر سطر فى الجزء الأول من الرواية هو يتبع...
الهدف من رواية التغريبة الفلسطينية
أراد الكاتب الفلسطينى وليد سيف أن يقول من خلال روايته التغريبة الفلسطينية وبخاصة فى جزئها الأول والتى رصد فيها حال أسرة الشيخ صالح يونس أن فلسطين وقعت بين فكى الرحى المستعمر البريطانى واليهود من ناحية والخذلان الأخوى من ناحية أخرى.