الأكاديمية الأوروبية للتنمية: الفتوى كآلية مهمة لضبط العمل الإسلامي
قال د.إبراهيم ليتوس، مدير الأكاديمية الأوروبية للتنمية والبحث في بلجيكا، إننا بحاجة للفتوى الصحيحة للتعامل مع القضايا اليومية والنوازل التي تواجهها المجتمعات المسلمة في أوروبا بشكل كبير.
وأضاف ليتوس، لـ"الدستور"، أنه لا يمكن أن ننكر بأن الفتوى لها تأثير ظاهر على الأفراد والدول والمجتمعات، وهناك خطأ لمن يتجاهل للعلاقة الجدلية القائمة التي توجد بين السلطتين العلمية الدينية- الفتاوى للمتدينين ـ من جهة والسياسية - إنفاذ القانون على الجميع.
وأوضح أنه عندما ننظر في حالة الإفتاء في العالم الإسلامي من خلال الفترات الأولى للتاريخ الإسلامي في بدايات الإسلام نجد تلك العلاقة الجدلية حاضرة، فضلاً عن أن الفتوى لها دور حساس في كيفية التفاعل مع القوانين الوطنية والمجتمعات المحلية.
وأوضح أن هناك فرق بين الفتوى في المجتمع الأوروبي والمجتمع الاسلامي داخل العالم الإسلامي، لا يجب إغفاله وسبب هذا الفرق سببين الأول، تغليب التدين الفردي في أوروبا وغير المقيد بمذهب فقهي أو مدرسة فكرية معينة.
والثاني هو: طبيعة وحدود المؤسسات الدينية نفسها، نظرًا لوضعيتها القانونية المحدودة واشتغالها في فضاء ذات طابع علماني؛ الذي يفصل بين الديني والدنيوي أو يفصل بين الدين والدولة.
وأوضح أن الفتوى كآلية مهمة لضبط العمل الإسلامي على مستوى التوجيه والإرشاد ولتعزيز الأمن الفكري لدى المسلمين والشباب، وهي من الأمور المهمة لمعالجة الأفكار الشاذة والمضللة، لاسيما في ظل انتشار التيارات العابرة للقارات وتفاقم نشاط الجماعات الاسلامية المتطرفة والعنيفة في عصر الرقمنة والإعلام الجديد.
وأشار إلى أن الأمن الفكري التي تشرف عليه الهيئات الإفتائية السديدة كالأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء في العالم في مصر يعتبر من أهم المرجعيات الإسلامية على المستوى العالمي بدون منازع، وتعد برامجها وما تقوم به من فتاوى عصرية وبحوث رصينة في غاية الأهمية وداعمة للأمن الفكري والروحي للمسلمين والضامنة لحاملي فكر الوسطية والاعتدال في العالم.
أكد أن قضية الأمن الفكري اليوم من أهم الأبعاد الاستراتيجية للأمن القومي والوطني، وإحدى الوسائل الهامة للحفاظ على السلم الاجتماعي، ومستقبل التنمية الشاملة واستمرارها، مضيفا أن الأمن الفكري، مسألة جوهرية وأساسية في تصحيح الأفكار للتفريق بين الصحيح والسقيم والغث والسمين.
وأشار أن مؤتمر الإفتاء نجح في حسن اختيار العنوان" الفتوى وتحقيق الأمن الفكري"، فبضل هذه المجالس والهيئات يمكن الإسهام في تحقيق الأمن والسلام بين مكونات مجتمعات الأوروبية والحد من مخاطر التطرف الفكري والإيديولوجي، معتمدة في ذلك المنحى العلمي، من أجل بلورة فتاوى متزنة وبالنسبة للمجتمع اللأوروبي شريطة أن تكون محلية الصنع لصوغ رؤى واقتراحات لحلول هادفة لهذه الظواهر المنتشرة والتنبيه على خطورة الفتاوى المستوردة وما قد تحمل في طياتها من أضرار وأخطاء في تحقيق مناطات الحكم التي قد تكون في كثير من الأحيان مسيَّسة ومؤدلجة وغير صادرة من جهات ذات مصداقية ومشهود لها بالعِلمية والاقتدار.
أوضح أنه يمكن صناعة الأمن الفكري من خلال تحصين فكر الإنسان من أي انحراف يظهر في سلوكه والذي يعد على المدى البعيد خطرًا على أمن المجتمع واستقراره.و العمل على تطوير المناهج التعليمية في المرحلة الثانوية والجامعية التي تعد أخطر المراحل في عمر الشباب وأحد الأساليب الوقائية القوية التي تقف حاجزا منيعا أمام أي اختراقات فكرية، وتعطي الشباب فرصة لتكوين وتشكيل أمن فكري ذاتي والتسلح به، بما يصنع منهم جيلًا منفتحًا ومتسامحًا من خلال الالتزام بمبادئ التسامح والعدل والوسطية ومن أهم الخطوات التي يجب أن نسير عليها لصناعة الأمن الفكري.