رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى ميلاده.. أجمل ما قاله الشاعر محمد الماغوط عن "الوطن"

محمد الماغوط
محمد الماغوط

ملء الشاعر والأديب السوري محمد الماغوط، الحياة، بكلماته الشعرية المعبرة عن قسوة الأيام وشدتها وأحزان وطنه، مع عدم التخلي عن أحلامه، في وطن تمنى أن "تتوفر فيه مقومات الحياة لا مسببات الموت"، فقد خص "الوطن" بالكثير من أشعاره، من ذكريات الطفولة حتى سنوات السجن مستميتًا في الدفاع عنه.

ويحل اليوم الموافق 12 ديسمبر، عام 1934 ذكرى ميلاد الشاعر والأديب السوري محمد الماغوط، الذي ملء الوطن العربي بشعره دفاعًا عن الفقير وأملًا في وطنه.

أجمل ما قاله الشاعر محمد الماغوط عن "الوطن"

ونستعرض في السطور التالية، أجمل ما قاله الشاعر محمد الماغوط عن "الوطن" الذي يأمله.

كتب محمد الماغوط في كتابه سأخون وطني:

من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتًا أو قوت يومي.

من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشرّدين.

من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.

الوطن هو حيث تتوفر مُقوّمات الحياة لا مُسبّبات الموت.

الإنتماء كذبة إخترعها الساسة وأصحاب السلطة لنموت من أجلهم.

لا أؤمن بفكرة الموت من أجل الوطن.

الوطن لايخسر أبدًا، نحن الخاسرون.

عندما يُبتلي الوطن بالحرب ينادون فقط على الفقراء ليدافعوا عنه.

وعندما تنتهي الحرب ينادون على المسؤولين ليتقاسموا الغنائم والمناصب.

عندما يُبتلى الوطن بالحرب، الأبطال الشرفاء الفقراء وحدهم من تمتليء صدورهم بالرصاص، بينما تمتليء بطون المسؤولين والخونة بالأموال.

عندما يُبتلى الوطن بالحرب، يموت من لا يستحق الموت بسبب من لا يستحق الحياة.

الوطن كذبة، إخترعوها ووضعوا لها حدودا وهمية، وصدّقناها..

ويناجي الماغوط طفولته والعروبة قائلًا: 

یا طفولتي..

یا شیخوختي..

یا عروبتي..

یا جدلي الطویل تحت المطر

في غفلة مني 

كان التسویق الأممي للجراح قد بلغ مداه

ولا أستطیع أن أفعل شیئا وأنا مقطع الأوصال

كرامتي على الرصیف

ودفاتري في مخفر

ومهمتي في حاویة

وقبعتي وغلیوني في حانة

والغروب مشتبك مع الصباح

والظهيرة مع الفجر

والهاجرة مع الجمیع

الكل یرید أن یعود إلى جذوره الأولى

وفجأة دهمني شتاء الطبیعة

وأنا في ثیاب الشعر

في ثیاب العري!

 الوطن مشرف على التحقيق

كما يصور الماغوط وطنه بأنه كـ "الطوفان" في قصيدة الوطن مشرف على التحقيق، فقال:

أيها الوطن البتول والجارف كالطوفان

رويدك عليّ

لألتقط قبعتي وعكازي وأنفاسي

فأنا لا أتنكّر لأحلامي بهذه البساطة

لمجرد إشارة من إصبعك

ثم أنت لم تنذرني

فمن يطلب إخلاء بيت.. مطعم.. مقهى

يعطي شاغله مهلة شهر أو أسبوع على الأقل

لأسدد الضرائب وأفي بالتزاماتي المالية

من أين؟ لا أعرف

لأن القانون يقول: نفذ ثم اعترض.

وأراعي حسن الجوار

ثم عندي ارتباطات مسرحية وشعرية

لا استطيع التنصل منها

ثم إنني لست سائحًا أو لقيطًا على باب جامع

بل مواطن حقيقي وأديت خدمة العلم حتى آخر رصاصة

ولم أهرب إلى إحدى دول الخليج لأعمل مربي أطفال أو عجائز

لتوفير بدل الخدمة

مع أنني معفى منها

فأنا وحيد لأهلي وزجاجاتي وقصائدي..

ومعيل لها

ثم كنت إلى جانبك في الأزمات دقيقة بدقيقة

وسجنًا سجنًا

وسوطًا سوطًا

فأنا قطار ودود لا أنسى المحطات التي زودتني بالوقود والمسافرين

وفلاح وفي

لا ألقي حجرًا في البئر الذي شربت منه

بل زهرة.. قصيدة.. برتقالة

فلربما كان جائعًا ووحيدًا هو الآخر.

أنا لا أنكر أنين نمت في أحضانك

وركبت على ظهرك وجدرانك في طفولتي

واحتميت بجدرانك في شيخوختي

ولكن أن تركب على ظهري طوال العمر مقابل ذلك

ومشترطًا أن يلامس جبيني سطح الأرض فلن أقبل:

فوقه بقليل ممكن

فأنا أيضًا عندي كرامة.