ندوة عالمية لتطوير وتحسين السفر الجوي لذوي الإعاقة
في خطوة نحو تعزيز شمولية السفر الجوي عالميًا، عقدت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) بالتعاون مع مجلس المطارات الدولي (ACI) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) ندوة بارزة استمرت لمدة يومين.
حضر الندوة، بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، 237 مشاركًا يمثلون حكومات، منظمات المجتمع المدني، والقطاع الصناعي.
نقطة انطلاق لرؤية عالمية موحدة
افتتح رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، سلفاتوري سكياشيتانو، الفعالية بكلمة أكدت أهمية التنوع في الأصوات المجتمعة، قائلًا إن وجود صناع القرار، الخبراء الفنيين، وجماعات المناصرة على طاولة واحدة يشكل فرصة حقيقية لإحداث تغيير جذري، يمكننا معًا تحديد الحواجز ووضع حلول فعالة تسهم في تعزيز شمولية الطيران.
التركيز على استراتيجية شاملة لإمكانية الوصول
وتسعى منظمة الطيران المدني الدولي، وفقًا لما أشار إليه أمينها العام خوان كارلوس سالازار، إلى تطوير استراتيجية شاملة لإمكانية الوصول.
وأكد "سالازار" أن التجارب الشخصية التي قدمها الأشخاص ذوو الإعاقة خلال الندوة أثرت على مسار المناقشات، مشيرًا إلى الرؤى المستقاة من هذه الندوة ستكون ذات قيمة كبيرة في تلبية احتياجات جميع الركاب، مع تجاوز التوقعات الحالية، وأن سماع قصص واقعية عزز عزمنا على تحقيق تغيير مستدام.
المطارات وشركات الطيران تدفع نحو التغيير
من جانبه، صرّح جاستن إيرباتشي، المدير العام لمجلس المطارات الدولي، بأن بعض اللوائح تركز على إمكانية الوصول داخل ولايات قضائية محددة، فإن تحقيق قفزة نوعية يتطلب إطارًا دوليًا موحدًا، وتلعب إيكاو دورًا محوريًا في جمع أصحاب المصلحة لتطوير هذا الإطار، والندوة الأخيرة هي خطوة كبيرة في هذا الاتجاه.
أرقام تسلط الضوء على الحاجة الملحة
قال ويلي والش، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (IATA)، لابد من الاعتراف بأهمية بناء استراتيجية عالمية موحدة.
وأضاف "ولش" أنه ليس سرًا أن إمكانية الوصول تمثل تحديات لعدد كبير من الركاب، وأن الندوة عززت الإجماع على ضرورة تطوير استراتيجية شاملة تُطرح للنقاش في جمعية الإيكاو المقبلة، بهدف تحقيق نظام عالمي متكامل يسهم في تحسين تجربة السفر للجميع.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 1.3 مليار شخص حول العالم – أي 16% من سكان الأرض – يعيشون مع أحد أشكال الإعاقة، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة مع شيخوخة السكان.
قدمت الندوة مدخلات محورية لمنظمة الطيران المدني الدولي لتطوير استراتيجية شاملة وبرنامج عمل محدد لإمكانية الوصول، كما كان للتجارب الشخصية التي شاركها الركاب من ذوي الإعاقة تأثيرًا مباشرًا على صياغة السياسات المستقبلية، مما يعكس التزامًا عالميًا لجعل السفر الجوي تجربة متاحة للجميع.
كما أبرزت الندوة أهمية تعاون الحكومات والمنظمات الدولية والصناعة لضمان أن يصبح السفر الجوي أكثر شمولية، مما يُعد خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان حقوق الأفراد ذوي الإعاقة عالميًا.