هبة حافظ: المستقبل للقصة القصيرة لأننا في زمن يميل لاختصار العالم
قالت هبة حافظ قارئة ومهتمة بالشأن الثقافي، ردًا على فرضية أن الذكاء الاصطناعي يضلل الباحثين، إن الذكاء الاصطناعي يقصد الرد بالتضليل ليس لنية التضليل لكن لغرض التعلم والتطور لأن نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة تعتمد على تكنولوجيا للتعلم اللغوي تسمى النموذج اللغوي الكبير LLM.
جاء ذلك في إطار فعاليات ندوة منتدى "أوراق" بمؤسسة "الدستور" عن "تحولات القصة القصيرة ومستقبلها".
يقدم الأمسية وبديرها، الكاتب والناقد الأكاديمي، الدكتور يسري عبد الله، ويشارك فيها كل من الكتاب والمبدعون، الكاتب القاص جمال مقار، الكاتبة القاصة دكتورة عزة رشاد والكاتب محمد خير.
وتابعت "حافظ" أن هذا النموذج اللغوي الكبير يتعلم ويتطور أكثر بالتجربة والتواصل، ولا يمكن أن يكون التعلم بأن يعترف أنه لا يعلم، فمعنى أن يعترف الذكاء الاصطناعي أنه لا يعلم أن الباحث لم يقدم حلول للتواصل ولن يعيد التواصل معه وسينهي المحادثة مما يفقد قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم بإنهاء المحادثة لذلك يهرب الذكاء الاصطناعي من معضلة أنه لا يعلم للرد بأي رد وبأي طريقة لكي تستمر المحادثة ويستمر في التعلم.
وردًا على ما أشارت له المنصة والضيوف على القلق على مستقبل القصة القصيرة، ترى "هبة" أن قدم القصة القصيرة من قدم الإنسان وقبل قيام الحضارات وأن القصة القصيرة هي من أسباب قيام وقوة الحضارات مما حملته من أغراض ساعدت البشر على التقدم، فبدون القصة القصيرة لم تكن هناك حكايات الأساطير التي ساعدت على حفظ السماء ومعرفة توارد النجوم ومنها حفظ أوقات الزراعة والمواسم ومن القصة القصيرة حكايات الأجداد التي ساعدت على نشر آداب وسلوكيات متحضرة.
وختمت "حافظ" بالتأكيد على أن القصة القصيرة نقلت التراث وعبرت عن هوية المكان والزمان ووسعت آفاق أجيال ونقلت المعرفة عبر أجيال أخرى، فدومًا سيحتاج الإنسان إلى القصة القصيرة ولا سيما في زمن يهتم بالمختصر ويمل بالتطويل حتى على مستوى المحتوى الرقمي، فالأحق بالقلق هي الرواية وليست القصة القصيرة.