كيف تستخدم الشائعات في سوريا لإضعاف الروح المعنوية للجيش السوري؟
استخدام الشائعات كأداة لإضعاف الروح المعنوية للجيش السوري وتأليب الرأي العام هو تكتيك قديم يعود إلى الحروب النفسية التي استخدمتها أطراف متعددة في النزاعات الإقليمية والدولية، الشائعات غالبًا ما تستهدف زعزعة الثقة بين الجنود وقيادتهم، وخلق حالة من الفوضى والانقسام الداخلي، ما يؤدي إلى تراجع المعنويات وفقدان القدرة على التماسك في مواجهة التحديات العسكرية.
وفي سوريا، استخدمت الشائعات بشكل مكثف خلال سنوات النزاع لتشويه صورة الجيش السوري، بما في ذلك الترويج لأخبار كاذبة عن الانشقاقات داخل الجيش، والاتهامات بالفساد، والهزائم العسكرية التي قد تثير القلق بين الجنود والمواطنين. هذه الشائعات يتم تناقلها عبر وسائل الإعلام المعادية، ومنصات التواصل الاجتماعي، في محاولة لتأليب الرأي العام ضد الحكومة والجيش، وبالتالي تقويض الدعم الشعبي والميداني للقوات العسكرية.
الجيش السوري يدعو إلى عدم تصديق الشائعات
في ظل التحديات الميدانية المستمرة التي يواجهها الجيش السوري في الحرب ضد التنظيمات المسلحة، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية بيانًا تؤكد فيه على ضرورة عدم تصديق الشائعات التي يتم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
البيان جاء ردًا على الحرب الإعلامية التي تشنها التنظيمات المسلحة، والتي تقوم بترويج أخبار كاذبة تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للجيش السوري. القيادة العامة شددت على أهمية متابعة الأخبار من خلال القنوات الوطنية والصفحات الرسمية لضمان الحصول على المعلومات الدقيقة والموثوقة.
القوات المسلحة السورية ترد على الحرب الإعلامية: لا صحة للشائعات بشأن الوضع الميداني
كما نفى مصدر عسكري سوري الأخبار التي تناولتها الصفحات المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية حول انسحاب الجيش من مناطق استراتيجية في محافظة حماة، مؤكّدًا أن القوات المسلحة السورية ما زالت متواجدة في مواقعها وتتمتع بالاستعداد الكامل للتصدي لأي هجوم إرهابي محتمل.
وقال المصدر إن الجيش السوري عزز دفاعاته وأعد خططًا لمواجهة أي محاولات من الجماعات المسلحة للسيطرة على المناطق الشمالية والشرقية في حماة، وفي إطار رد الجيش السوري على التهديدات الإرهابية، أكد البيان أن الطيران الحربي السوري والروسي يواصل استهداف تجمعات الإرهابيين وتحركاتهم في مختلف المناطق. كما أشار إلى أن الروح المعنوية العالية للقوات السورية تلعب دورًا مهمًا في استمرار جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات.
ضغوط إعلامية: نفي الانسحاب وتعزيز الدفاعات
إن تزايد محاولات نشر الشائعات حول الوضع العسكري يعكس جزءًا من الحرب النفسية التي يواجهها الجيش السوري، في حين تستمر القوات المسلحة في التصدي للتحديات العسكرية والاقتصادية في محاولة الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
محاولات سقوط سوريا كما حدث في العراق
من الأمثلة الواضحة على هذا التكتيك، يمكن الإشارة إلى الحملة الإعلامية التي استهدفت الجيش العراقي قبل وبعد الاحتلال الأمريكي في 2003.
وكانت الشائعات جزءًا من حرب نفسية مكثفة تهدف إلى تفكيك الروح المعنوية للجيش، وتعبئة الرأي العام ضد الحكومة العراقية في ذلك الوقت، كما ان الشائعات كانت تتنوع بين الحديث عن الهزائم الوشيكة، والانشقاقات داخل القوات المسلحة، واتهامات بالفساد والاضطهاد، مما أدى في النهاية إلى تقويض قدرة الجيش العراقي على مواجهة القوات الغازية.
وكانت هذه الحملة الإعلامية أسهمت في تعزيز فكرة أن الحكومة العراقية ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها، مما سهل تسريع سقوط الدولة العراقية.