عبد الكريم الحجراوي: "سيرة هشة ليوم عادي" رواية تتحدى أعراف الكتابة (خاص)
يصدر قريبا عن بيت الحكمة للثقافة والفنون رواية " سيرة هشة ليوم عادي "وتعد العمل الروائي الأول للكاتب والناقد المسرحي عبد الكريم الحجراوي.
وفي تصريحات خاصة للدستور، قال الناقد والأكاديمي الدكتور عبد الكريم الحجراوي، إن أحداث رواية «سيرة هشة ليوم عادي»، تدور في 24 ساعة فقط في قرية مصرية هامشية، في جنوب مصر وتعتمد في حبكتها وعالمها على التفاصيل البسيطة التي يلتفت إليها عاد؛ لكنها هي التي تصنع عالمنا.
وتتميز الرواية برصد قدر كبير من مختلف الشخصيات في عالم القرية، المصرية، فهي تضم أكثر من مائتي وخمسين اسما بين جنباتها، تتمتع بالجرأة والمغامرة على كل المستويات.
وتابع الحجراوي: "هذه الرواية تتحدى أعراف الكتابة في الرواية العربية صانعة لنفسها طريقًا خاصًا في السرد وتتابع الأحداث، وفق بناء هندسي دقيق لا مجال فيه للصدفة أو الارتجال.
وأكد انه "لا تكتمل حكايات وفهم ألغاز الرواية إلى بعد الانتهاء من قراءتها فهي أشبه بفن الفسيفساء، تتكون من قطع وأشكال هندسية صغيرة التي لا تصنع صورتها الجمالية إلا في النهاية، كما أنها تتبع أسلوب سردي مغاير لما هو موجود على الساحة الإبداعية الروائية العربية. قادمًا بصورة ما من طريقة سرد المؤرخين العرب القدماء للأحداث التاريخية من منظور زمني في المقام الأول وموضوعي في المقام الثاني.
واشار الحجراوي إلى ان "تتكون الرواية من 3 أجزاء وكل جزء مقسم إلى 8 فصول بما هو مجموعة 24 فصلًا كل فصل يمثل ساعة من ساعات اليوم «الشفق، الغسق، العتمة، السدفة، الفحمة، الزلة، الزلفة، البهرة، السحر، الفجر، الصبح، الصباح، الشروق، البكور، الغدوة الضحى، الهاجرة، الظهيرة، الرواح، العصر، القصر، الأصيل، العشي، الغروب»
ويظهر في «سيرة هشة ليوم عادي» عالم القرية بما فيه من أحداث تبدو عجائبية بالنسبة لمن لا يؤمنون بها أو من خارج هذه الثقافة من عالم السحر والأعمال السفلية والربط، عن الوضع الاقتصادي لأهل هذه القرية المنعزلة، وعن علاقتهم مع المحيط الجغرافي الخاص بهم ومع العاصمة، عن الحب والموت والحزن والفرح عن العادات والتقاليد، ومعتقدات، ورؤية العالم لكل هذه الجموع والأحداث الشتى التي تتناولها الرواية بالسرد.
ومن اجواء الرواية "سيرة هشة ليوم عادي
في الجانب الغربي من تلك القرية حيث تقع جبانة الموتى، لن ترى عينا مبصر المرأتين المنهمكتين في العمل داخلها، فالقمر محاق لا يظهر له أثر في السماء المرصعة بالنجوم بخيلة الضوء على الأرض. والصقيع ألزم الناس السُّبات. وسط هذا السكون الذي لا يخترقه سوى نقيق الضفادع، وأزيز حشرات، ونباح الكلاب الليلية الباحثة عن الرمم أو التزاوج، ووشيش اهتزاز شواشي النخيل والهيش النامي على حواشي المجرى المائي الملاصقة للجبانة. لا يبدو على «عَمُّوشَة» أي من آيات الخوف أو القلق كأنها تفعل أمرًا اعتادت عليه وكررته عشرات المرات، عكس ابنتها «صباح» التي ترافقها وترجوها أن يغادرا المكان على الفور وليفعل زوجها ما يشاء حتى وإن تزوج عشرًا عليها لا مرة كما فعل.
لا تبالي عموشة بكلام ابنتها وتحثها بلهجة حازمة أن تشاركها إزاحة التراب حتى تنجزا ما جاءتا من أجله قبل أن يُرفع آذان الفجر، فوقت السحر قارب على الانتهاء.
نبذة عن الكاتب والناقد عبد الكريم الحجراوي
عبدالكريم الحجراوي.كاتب وناقد مسرحي، حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة PH.D مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبع وتبادل الرسالة بين الجامعات العربية من كلية الآداب جامعة القاهرة في النقد المسرحي برسالة بعنوان «تحولات الخطاب المسرحي من السير الشعبية إلى المسرح العربي 1967: 2011م».
حاصل على درجة الماجستير من جامعة القاهرة في الفن المسرحي بتقدير امتياز بأطروحة بعنوان «المسرحية الشعرية العامية في مصر دراسة تحليلية 1921: 1986 ».
عضو باتحاد الكتاب، صدرت له مجموعة قصصية بعنوان كان لك معايا في 2020، وكتابين في النقد هما المسرحية الشعرية العامية في مصر 1921: 1986 وكتاب تجليات السير الشعبية في المسرح العربي، عن دار بتانة في القاهرة.