أسواني يعيد إحياء فن الرماية العربي القديم (صور)

مع ارتداءه زي المحاربين القدماء وحمله القوس في يده والأسهم جانبه، واختيار مكان مميز في قرية غرب أسوان النوبية، استطاع المدرب الماهر "عصمت أفندينا" لفت الأنظار إلى رياضة رماية "القوس والسهم العربي والتقليدي" وإعادتها من جديد، وتدريب مجموعة من المتدربين بمختلف الأعمار السنية، ليستطيع بذلك تكوين أول فريق على مستوى صعيد مصر يحتل مراكز متقدمه أثناء مشاركته في البطولات الرياضية.

أجرت "الدستور" معايشة لتدريب الكابتن محمد عبدالنبى الشهير بـ"عصمت أفندينا" لعدد من المتدربين على رماية "القوس والسهم العربي والتقليدي" في قرية غرب أسوان النوبية.

في ساحة واسعة وسط أجواء الطبيعة الساحرة التي تجمع الرمال والأشجار والخيام المطلة على ضفاف النيل مباشرة، يقف المدرب عصمت أفندينا في مقدمة طلابه مرتديًا الزي النوبي ذو اللون الأبيض ويضع عليه صديري المحاربين القدماء ممسكًا في يده السهم ليرمي به على منطقة التصويب بالشجرة، ثم يبدأ المتدربون بالدور في رمي الأسهم حتى يستطيعوا التصويب بالطريقة الصحيحة وهكذا حتى انتهاء وقت التدريب المخصص لهم فى الطبيعة الخلابة.

يقول الكابتن عصمت أفندينا، إنه من صغره يفضل لعبة رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى" بشكل كبير جدًا لكنها تعتبر من الألعاب الرياضية المندثرة في الصعيد بوجه عام رغم أنها أول لعبة فى التاريخ، موضحًا أن اختياره لبدء العمل بالدورات التدريبية لهذه الرياضة التي يعشقها لاسترجاع التراث والتاريخ مرة أخرى ويسعى دائمًا إلى نشرها على مستوى الصعيد وليس في أسوان فقط.

وأضاف "أفندينا" لـ"الدستور" أن رحلته لاتقان واحتراف رياضة رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى" بدأت منذ عام 2011 حيث أنه في ذلك الوقت تعرف على كابتن دولي محترف فيها ويدعى كرم بدوي، وتعلم على يده كافة الأساسيات التي تعتمد عليها اللعبة وكل ما يخص الأقواس والأسهم، مشيرًا إلى أنه التحق بالعديد من الدورات التدريبية التى جعلته يتقن هذه اللعبة بشكل احترافي حتى يستطيع نشر الرياضة التاريخية الهامة.

وأوضح أنه بعد انتهاء الدورات التدريبية لرياضة رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى" أصبح مدربًا في نفس المكان حتى تمكن في التدريب عليها أايضًا، وفي عام 2023 التحق في دورة نقابة المهن الرياضية وحصل على شهادة أول متخصص في رياضة القوس والسهم بشكل خاص في أسوان والصعيد عمومًا ويعد شرف كبير له يعتز به.

وتابع أنه عند بداية عمله في تدريب رياضة رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى" واجه العديد من الصعوبات نظرًا لأنه المدرب الوحيد على مستوى صعيد مصر ولكن كان لديه إصرار كبير لنشرها، لافتًا إلى أنه كان ينشر العديد من المقاطع لتدريب علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مما ساهم في الترويج لها بشكل واسع.

ولفت، أن الوضع حاليًا اختلف عن بداية عمله نظرًا لتوافد العديد من الطلاب بمختلف الأعمال السنية لتعلم رياضة رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى"، بجانب أنه يدرب في أكاديمية إحدى المدارس الخاصة التي تبنت الفكرة من بدايتها حتى أن المدرسة هى تشترى معدات التدريب "القوس والسهم العربى والتقليدى".

واستكمل أنه يستهدف دائمًا تدريب طلابه في الطبيعة والمناظر الطبيعية الساحرة داخل قرية غرب أسوان النوبية للترويج لهذه الرياضة والسياحة أيضًا، مضيفًا أنه بعد نشر العديد من المقاطع والصور أثناء تدريبه لطلابه عبر موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك "ساهم في نشر هذه الرياضة داخل المحافظة بجانب تواصل العديد الأشخاص المهتمين بهذه اللعبة من محافظات الصعيد وأبرزها الأقصر وأسيوط، وغيرها لتأسيس التدريب على رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى".

وأشار إلى أنه يحرص أثناء تدريباته للطلاب على رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى" على ارتداء الزى النوبى أبيض اللون ودمجه مع الصديرى الواقى وواقي زراع وخاتم لسحب الوتر لتشبه ملابسه المحاربين القدماء، حيث أن النوبة كان يطلق عليها أرض حاملي الأقواس أو الرماه ويعتبر تراث وفخر له وفخر وانازكنوبي بفتخر بيه وبسعي ارجعه تاني وشرف ليا اكون اول واخد في صعيد مصر

بينما قالت مرمام مصطفى رجب، البالغة من العمر 16 عامًا وتدرس بالصف الثالث الإعدادى، وإحدى الطلاب المتدربين، إنها سعيدة جدًا بتعلمها لرياضة رماية "القوس والسهم العربى والتقليدى"، حيثدأنها كانت تشاهدها فى المسلسلات التاريخية وتعلقت بها كثيرًا وبمجرد علمها أن هناك تدربيات لها التحقت بالتدريب عند كابتن عصمت مباشرة.

وعبرت قائلة: "كل يوم بيزيد حبي لرياضة رماية القوس والسهم العربى والتقليدى أكتر ونفسي ابقي بطلة أولمبياد في اللعبة دي وأن شاء الله هكمل لحد ما احقق حلمي".