رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة الروح.. «الدستور» داخل «النصر للسيارات»: أحدث المعدات والتقنيات وإنتاج يليق باسم مصر

عودة الروح
عودة الروح

- تعاون مع «ترون تكنولوجى» و«يور ترانزيت» لتصنيع أول مينى باص كهربائى

- نستطيع إنتاج 20 ألف سيارة ملاكى فى الوردية الواحدة بعضها يعمل بالكهرباء والآخر بالبنزين

- تسليم أول دفعة من الأتوبيسات لشركات «النقل» وقريبًا لصالح شركة مصر للسياحة 

بعد ١٥ عامًا من التوقف عن الإنتاج عادت شركة النصر للسيارات من جديد تدير ماكيناتها بدعم من القيادة السياسية، لتحتل مكانتها كأحد أعمدة الصناعة المصرية، منذ تأسيسها فى عام ١٩٦٠، حين لعبت دورًا رياديًا فى تلبية احتياجات السوق المحلية من السيارات والأتوبيسات خلال فترة نشاطها الأول، وقد أنتجت العديد من الموديلات التى عرفت بجودتها واعتماديتها.

وواجهت الشركة تحديات اقتصادية وتقنية أدت إلى توقف الإنتاج عام ٢٠٠٩، ما شكل خسارة كبيرة للصناعة الوطنية، لكن فى ١٦ نوفمبر الماضى أعلنت الحكومة عن عودة مصنع النصر للسيارات للإنتاج، ضمن خطط تطوير الصناعة الوطنية، وبدأ الأمر من خلال تصنيع الأتوبيسات الكهربائية والهجينة، كجزء من استراتيجية مصر للتحول للطاقة النظيفة، وتم تجهيز المصنع بأحدث التقنيات، وتدريب العمالة الوطنية لرفع الكفاءة الإنتاجية وضمان الجودة، كما تم التعاون مع شركات دولية لتطوير خطوط الإنتاج وتوفير قطع الغيار.

«الدستور» زارت المصنع، والتقت المهندس خالد شديد، رئيس شركة النصر للسيارات، كما التقت عددًا من العاملين، وأجرت معايشة داخل الموقع، الذى يمثل انتصارًا للإرادة الوطنية، وخطوة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى.

العاملون: حلم وتحقق بفضل الرئيس السيسى.. ونعد بالعودة إلى القمة

قال أحد العاملين إن عودة شركة «النصر للسيارات» للعمل من جديد هو حلم تحقق بالنسبة له ولزملائه، مشيرًا إلى أنه يعمل فى المصنع منذ ٢٠ عامًا، وشهد «أيام العز» الخاصة به، قبل أن يتوقف الإنتاج بشكل مفاجئ، ما سبب له ولزملائه معاناة شديدة.

وأضاف العامل: «نشعر بأننا عدنا إلى الحياة من جديد. الدعم الذى حصلنا عليه من الدولة، خاصة من القيادة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسى، منحنا دفعة قوية للعمل. أشعر بالفخر وأنا أرى الأتوبيسات الجديدة تُصنع بأيادينا، وتخرج من خطوط الإنتاج بمواصفات عالمية. لدينا أحدث المعدات والتقنيات. لكن أهم شىء هو إحساسنا الداخلى بأننا نصنع مستقبل بلدنا، من خلال منتج وطنى يحمل اسم مصر».

ورأى عامل آخر أن العمل فى «النصر للسيارات» يتجاوز كونه مجرد وظيفة، بل يمثل فخرًا لكل عامل، باعتباره جزءًا من مشروع وطنى كبير، مؤكدًا أن هدف الجميع هنا هو إخراج منتج نهائى يحتذى به فى الجودة والابتكار، لذا كل قطعة ينتجونها تمر بمراحل عديدة من الاختبارات والفحوصات.

وأضاف العامل: «عودة المصنع للعمل بعد توقف ١٥ عامًا إنجاز يجب أن نفتخر به جميعًا. دعم الدولة لعب دورًا محوريًا فى ذلك، لذا نشعر بامتنان كبير للقيادة السياسية، خاصة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى جعل الحلم واقعًا، ونعد الجميع ببذل قصارى جهدنا لتقديم منتج يليق باسم مصر، وإيصال الشركة إلى المكانة التى تستحقها كصرح صناعى وطنى كبير».

وقال عامل ثالث: «قبل سنوات، كنت أشعر بالقلق من اختفائنا من خارطة الصناعة المصرية. لكن عودة المصنع للعمل من جديد أعادت إلينا الأمل فى أن نراه بصورته الجديدة المتطورة، فى ظل التقنيات المتقدمة التى يستخدمها الآن، وروح الفريق الذى يعمل بكل جد وتفانٍ، ما يشعرنى بسعادة وفخر كبيرين».

وأضاف العامل: «نعمل هنا كعائلة واحدة، وهدفنا هو إعادة اسم (النصر للسيارات) إلى القمة. أعبر عن شكرى وتقديرى للرئيس السيسى، ولكل من أسهم فى إعادة هذا الصرح العظيم للحياة».

واعتبر العامل فى «النصر للسيارات» أن المصنع ليس مكانًا للعمل فحسب، بل هو رمز يعكس قوة الإرادة الوطنية، مختتمًا بقوله: «كلنا متحمسون لرؤية الأتوبيسات المصرية تجوب الشوارع فى المستقبل القريب».

وأكد عامل رابع أن عودة مصنع «النصر للسيارات» إلى العمل، بعد توقف لسنوات طويلة، لم يكن مجرد قرار اقتصادى، بل رسالة أمل لكل العاملين فى القطاع الصناعى، مضيفًا: «منذ أن بدأنا العمل هنا، تلقينا تدريبات على أحدث التقنيات العالمية، مع وجود تركيز كبير على تطوير المهارات، وتأهيل الكوادر الجديدة».

وأضاف العامل: «أشعر بفخر كبير بمشاركتى ضمن جيل جديد من العمالة الوطنية التى تسهم فى تطوير الصناعة، وأشكر القيادة السياسية على هذا الإنجاز الكبير، ونعد الجميع بأننا سنبذل قصارى جهدنا لجعل هذا المصنع نموذجًا يحتذى به فى الإنتاج والجودة».

ووصف عامل خامس عودة مصنع «النصر للسيارات» إلى العمل بأنه «بداية حياة جديدة»، مضيفًا: «كنا نعيش سنوات صعبة، عندما توقف المصنع عن العمل. لكن اليوم نشعر بفخر شديد، لأننا جزء من هذه النهضة الصناعية».

وواصل العامل: «المصنع أصبح أكثر تطورًا، ضمن خطة واضحة لمواكبة الأسواق العالمية. القيادة السياسية كانت الداعم الرئيسى لنا، لذا أود أن أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على قراره الشجاع بإعادة الحياة لهذا المصنع الوطنى، وأعد الجميع ببذل كل ما فى وسعنا لجعل المنتج المصرى الأفضل فى الأسواق المحلية والدولية».

<span style=
رئيس شركة النصر ومحرر الدستور

رئيس الشركة: الإنتاج التجريبى لأول سيارة ملاكى منتصف العام المقبل

■ ‎كيف ترى أهمية عودة شركة النصر للسيارات للإنتاج وتأثير ذلك على السوق؟ 

- شركة النصر للسيارات، التى تأسست فى خمسينيات القرن الماضى، تعد رمزًا للصناعة الوطنية فى مصر وشاهدة على قدرة الدولة على بناء قاعدة صناعية قوية ومستقلة. وعودة هذه الشركة للإنتاج تعتبر حدثًا مهمًا يستحق التوقف عنده. 

وكانت شركة النصر فى يوم من الأيام أحد أعمدة الصناعة المصرية وأنتجت سيارات بجودة عالية تنافس المنتجات العالمية، وعودة الشركة للإنتاج تمثل خطوة نحو تعزيز الصناعات الوطنية وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية، خاصة فى ظل الأزمات الاقتصادية العالمية وارتفاع أسعار السيارات المستوردة، وهذا يتيح للدولة تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتى فى قطاع السيارات، خصوصًا مع التوجه نحو السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة.

والسوق المصرية، بفضل تعداد السكان الذى يتجاوز ١٠٠ مليون نسمة، تعد من أكبر الأسواق الاستهلاكية فى المنطقة، وعودة «النصر» للإنتاج تتيح توفير سيارات بأسعار تنافسية تلبى احتياجات مختلف الفئات الاجتماعية، ما يسهم فى تقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم المنتجات المحلية، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركة التركيز على تقديم سيارات اقتصادية وصديقة للبيئة تتناسب مع احتياجات السوق المصرية المتنامية.

وإعادة إحياء شركة النصر تعنى خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة فى مختلف مراحل الإنتاج والتوزيع، كما أن النهوض بشركة النصر يمكن أن يشكل نموذجًا لإحياء الصناعات الأخرى المتعثرة، ما يخلق سلسلة من الفرص التنموية فى قطاعات متعددة.

والعالم يشهد تحولًا كبيرًا نحو السيارات الكهربائية لمواجهة التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الكربونية. وعودة النصر للسيارات، مع خططها لإنتاج السيارات الكهربائية بالتعاون مع شركات عالمية، تجعلها فى موقع مميز لدخول هذه السوق الواعدة، وهذا التحول يمكن أن يضع مصر على خارطة الدول المصدرة للتكنولوجيا النظيفة، ويدعم التزاماتها البيئية الدولية، وإعادة النصر للإنتاج تعكس قدرة مصر على تحقيق قفزات صناعية كبرى.

ومع نجاح الشركة فى إنتاج سيارات ذات جودة تنافسية، يمكن أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا لتصنيع السيارات وتصديرها للدول الإفريقية والعربية، ما يسهم فى تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة صناعيًا واقتصاديًا.

وخطط النصر لإنتاج سيارات كهربائية، بالشراكة مع شركات عالمية، تعزز التعاون الاقتصادى مع الدول الأخرى، هذه الشراكات ليست فقط مصدرًا لنقل التكنولوجيا والمعرفة، ولكنها تفتح أبوابًا لفرص استثمارية جديدة تدعم الاقتصاد المصرى.

وإنتاج سيارات محلية بجودة عالية يقلل من الحاجة لاستيراد السيارات الأجنبية، مما يخفف من الضغط على العملة الصعبة، ويقلل العجز فى الميزان التجارى، كما أن تنشيط القطاع الصناعى يخلق تأثيرًا مضاعفًا فى الاقتصاد، من خلال تحفيز القطاعات المرتبطة مثل الصناعات المعدنية والبلاستيكية والخدمات اللوجستية.

■ ‎متى سيتم إنتاج أول سيارة ملاكى بالشركة؟

-‎ من المقرر أن يبدأ الإنتاج التجريبى فى منتصف عام ٢٠٢٥ بنسبة مكون محلى تتجاوز ٤٥٪ كمرحلة أولى. 

■ ‎ما الشركات التى تعاقدت معها الشركة؟

- ‎لقد تعاقدت الشركة مع شركة «يوتنج» العالمية فى إنتاج الأتوبيسات، وهى إحدى الشركات الرائدة عالميًا فى هذا المجال، وهذه الحافلات من أحدث الحافلات من حيث التكنولوجيا والكفاءة، بالإضافة إلى تميزها فى التصاميم المريحة والآمنة، وتبلغ سعة الحافلة ٤٩ راكبًا بطول ١٢ مترًا، كما تم توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وشركتى «ترون تكنولوجى» السنغافورية التايوانية، و«يور ترانزيت» الإماراتية، بغرض تصنيع أول مينى باص كهربائى، ٢٤ راكبًا، للخدمة داخل المدن والقطاع السياحى، وذلك بطاقة إنتاجية تصل إلى ٣٠٠ أتوبيس فى عام ٢٠٢٥، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية ٦٠٠ بطارية فى عام ٢٠٢٥، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج اعتبارًا من منتصف العام المقبل، على أن تتم مضاعفة هذه الأعداد بداية من عام ٢٠٢٧، وتم تأسيس شركة باسم «إس إن أوتوموتيف» بالشراكة بين الشركة ومجموعة الصافى للقيام بأنشطة التسويق والمبيعات وشبكة الوكلاء وخدمات ما بعد البيع.

■ ‎ماذا عن الاستثمارات التى تم ضخها فى المشروع؟

- الشركة القابضة للصناعات المعدنية توفر دعمًا ماليًا كبيرًا، فهناك استثمارات فى تطوير البنية التحتية وأخرى خاصة بخطوط الإنتاج.

■ ‎ستنتج الشركة سيارة بعلامة النصر للسيارات.

- الأتوبيس الجديد «نصر سكاى» الذى يتم إنتاجه يحمل علامة «نصر».

■ ‎كم يبلغ الإنتاج المستهدف من السيارات الملاكى؟

- ‎الطاقة التصميمية للمصنع تصل إلى نحو ٢٠ ألف سيارة سنويًا فى الوردية الواحدة، ونعمل على إنتاج سيارات تعمل بالكهرباء وأخرى تعمل بالبنزين.

■ ‎ما أبرز التحديات التى واجهت الشركة فى عودتها للتشغيل؟

- واجهت الشركة العديد من التحديات فى العودة للعمل والإنتاج، حيث كانت متوقفة منذ عام ٢٠٠٩، ولكن تم التغلب عليها بفضل العمل الجاد والمتواصل من الجميع والدعم الكبير من وزارة قطاع الأعمال العام والشركة القابضة للصناعات المعدنية، ومن بين هذه التحديات، البنية التحتية التى بدأنا فى تطويرها، وعمل شراكات مع كيانات عالمية، وبدأنا بالفعل فى ذلك من خلال عقد شراكات مع شركات كبرى، إلى جانب تأهيل الكوادر البشرية.

■ ‎هل ستنتج الشركة السيارات الكهربائية؟

- ‎نعم ستنتج الشركة السيارات الكهربائية، فهى مستقبل صناعة السيارات، وهناك اهتمام كبير بتصنيع السيارات الكهربائية، ومن المخطط إنتاج أتوبيسات كهربائية بالتعاون مع شركة يوتنج الصينية خلال المرحلة المقبلة، كما سيتم إنتاج مينى باص كهربائى وبطاريات للأتوبيسات الكهربائية بالتعاون مع شركتى «ترون تكنولوجى» السنغافورية التايوانية، و«يور ترانزيت» الإماراتية.

■ كم ستبلغ سعر السيارة الملاكى؟ 

- من المتوقع أنها ستبدأ بأسعار تناسب الطبقة المتوسطة، الغالبة فى مصر. 

■ ‎كم تبلغ نسبة المكون المحلى فى السيارة الملاكى والأتوبيس؟

- ‎نسبة المكون المحلى فى السيارات الملاكى ستكون بنحو ٤٥٪ كمرحلة أولى، ونستهدف زيادتها، وبالنسبة للأتوبيس تبلغ النسبة حاليًا نحو ٥٠٪، ونستهدف زيادتها إلى ٧٠٪ بحلول عام ٢٠٢٧. 

■ ‎متى سيتم توريد الأتوبيسات لصالح شركات النقل؟

- ‎تم تسليم أول دفعة من الأتوبيسات التى تنتجها شركة النصر لصالح شركات وزارة النقل بعدد ١٠ أتوبيسات من إجمالى ١٠٠ أتوبيس سياحى لشركتى شرق الدلتا للنقل والسياحة وغرب ووسط الدلتا للنقل والسياحة، التابعتين للشركة القابضة للنقل البحرى والبرى، وقريبًا سيتم توريد أتوبيسات لصالح شركة مصر للسياحة التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق.

■ ماذا عن الرؤية المستقبلية للشركة؟

- نستهدف استغلال جميع مصانع الشركة وإدخالها فى دورة الإنتاج، والاستثمار فى الصناعات المغذية للنمو وتعميق الصناعة، مع تنويع المنتجات لتشمل النقل الخفيف، وسيارات الجولف، والتوك توك الكهربائى، فضلًا عن تحقيق الاستغلال الأمثل للمنطقة الجمركية داخل الشركة لتسهيل وإسراع العمليات اللوجستية.

‎■ ما أهداف الشركة خلال السنوات المقبلة؟

- نعمل على إنتاج الحافلات وسيارات الركوب بقيمة محلية مضافة للمنتج مع مستوى تكنولوجى حديث، والشراكة مع كيانات عالمية ونقل التكنولوجيا وتطوير صناعة الحافلات والسيارات والصناعات المغذية، مع تعظيم نسبة المكون المحلى، والاستغلال الأمثل للطاقات المتاحة، فمصنع الأتوبيسات الذى بدأ الإنتاج، طاقته التصميمية نحو ٣٠٠ أتوبيس، ونستهدف زيادة الإنتاج إلى نحو ١٥٠٠ أتوبيس سنويًا بحلول عام ٢٠٢٧، وبالنسبة للسيارات الملاكى نشهد حاليًا المراحل النهائية فى أعمال تطوير البنية التحتية لمصنع سيارات الركوب تمهيدًا للبدء فى تركيب خطوط الإنتاج.