المكافحة.. أم محمد بائعة أنابيب من المنوفية: «ربيت عيالى بالشقا»
«أُم محمد»، سيدة خمسينية من محافظة المنوفية تمتهن مهنة الرجال، من خلال بيع أسطوانات الغاز على عربة «كارو» تسعى بها على رزقها، فى أكثر من قرية بمركز الباجور.
أصبحت «أم محمد» أمًا وأبًا لـ٧ أبناء، بعد أن اختبر الله زوجها بالمرض لسنوات، قبل أن يتوفى فى ٢٠١٩. ورغم كل الصعاب التى واجهتها منذ رحيله عن الدنيا، فإنها لم تستسلم فى أى لحظة، بل إن الفقر والشدة صلبا ظهرها، وجعلاها أقوى من الأيام.
قصّت بائعة الأنابيب الخمسينية حكايتها لـ«الدستور»: «أنا أم لـ٧ أبناء، زوجت ٥ منهم حتى الآن، ولا يزال لدىّ اثنان معى فى المنزل، ولد فى الصف الثالث الإعدادى، وابنة تخرج معى للعمل، إلى جانب حفيدين يتيمين أربيهما أنا أيضًا».
وأضافت «أم محمد»: «اقترضت من البنوك حتى أتمكن من ستر أولادى، وشراء منزل فى قريتى، وأعمل يوميًا من الصباح حتى المغرب، بدءًا من الذهاب إلى المستودع لأخذ حصتى، ثم أخرج متوكلة على وجه الكريم؛ لبيع أسطوانات البوتاجاز فى القرى».
وواصلت: «أنفق على أسرتى وأسدد ديونى للبنوك. صحيح أن مهنتى صعبة للغاية. لكن الأصعب هو سؤال الناس المساعدة، وهو ما لم أفعله قط، وأدعو الله عز وجل أن يسترنى لآخر نفس فى حياتى».
وأتمّت: «ربيت عيالى بالشقا، وكل أمنيتى فى الحياة حاليًا الستر والصحة، حتى أستطيع أن أستكمل هذه المسيرة. إن أردت شيئًا فهو تشطيب منزلى الفلاحى، حتى أتمكن أن أحيا حياة كريمة مع أولادى وحفيدىّ».