كيف ساهم تطوير شبكة الطرق فى انتعاش حركة التجارة وتهيئة المناخ الاستثمارى؟
أصبحت شبكة الطرق الحديثة، التي خضعت للتطوير والتحديث على مدار السنوات الأخيرة، أحد الأعمدة الرئيسية الداعمة للاقتصاد الوطني، حيث تسهم في تسهيل حركة التجارة الداخلية بين المحافظات.
وفي هذا التقرير، يرصد "الدستور" تعليقات خبراء الاقتصاد على تأثير هذه الشبكة على تحسين التجارة الداخلية والاقتصاد بشكل عام.
وأكد خبراء الاقتصاد أن تحسين شبكة الطرق في مصر يمثل خطوة هامة نحو تعزيز حركة التجارة الداخلية وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، فمن خلال هذه المشاريع أصبح بالإمكان تسريع تدفق البضائع وتقليل تكاليف النقل، ما يسهم في تقليل الأسعار وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المحلية.
خفض أسعار وتكاليف النقل
بداية، تعتبر البنية التحتية للنقل من الركائز الأساسية التي تسهم في تعزيز حركة التجارة الداخلية، حيث تُسهم الطرق الحديثة في تقليل الزمن اللازم للوصول إلى الأسواق المختلفة، ما يساعد في تقليل التكاليف اللوجستية، وزيادة الكفاءة الإنتاجية.
وأكد الدكتور محمد سعد الدين، نائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين، رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات المصرية، أن شبكة الطرق الجديدة في مصر تعد من أهم العوامل التي تسهم في زيادة حركة التجارة بين المحافظات.
وأشار سعد الدين إلى أن إنشاء شبكة الطرق السريعة والمباشرة يمثل رابطا حيويا بين المناطق الصناعية ومراكز الاستهلاك وسلاسل الإمداد، ما أسهم في تسريع نقل البضائع وتقليل تكاليف النقل، وينعكس ذلك إيجابيًا على الأسعار في السوق المحلية، حيث يتم نقل السلع بسهولة وبتكلفة أقل.
نمو القطاع الصناعى والإنتاج المحلى
وأشار الدكتور شريف طاهر، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات، إلى أن تحسين شبكة الطرق يؤدي إلى دعم قطاع الصناعات المحلية من خلال تقليل الوقت اللازم للوصول إلى المواد الخام وتوزيع المنتجات النهائية.
وأضاف "طاهر"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن نقل المواد الخام من الموانئ إلى المصانع أو من مصادر الإنتاج إلى الأسواق المحلية أصبح أكثر سلاسة وفاعلية، ما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات المحلية في الأسواق الداخلية والخارجية.
وأكد أن تحسين شبكة الطرق يفتح آفاقًا جديدة لخلق مراكز صناعية وتجارية جديدة في المناطق التي كانت تعاني من ضعف البنية التحتية، ما يؤدي إلى زيادة التنوع الاقتصادي وتنمية المناطق النائية.
الاستفادة من التخفيضات فى تكاليف النقل والوقت
وأشار الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إلى أن تحسين شبكة الطرق يساعد على تقليص الوقت اللازم لنقل البضائع بين المحافظات، وبالتالي تقليل تكاليف النقل بشكل كبير.
وقال "غراب"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن تكاليف النقل تمثل جزءًا كبيرًا من تكاليف الإنتاج، وحينما تتوافر طرق سريعة وآمنة، يمكن للمنتج أن يصل إلى السوق بأقل تكلفة ووقت، وهذا يسهم في تحسين الأسعار المحلية وتقديم منتجات بأسعار منافسة.
وأضاف أن طرق النقل الحديثة تسهم في تقليل الحوادث، التي كانت تحدث على الطرق القديمة، وبالتالي تقليل الخسائر الناجمة عن توقف الحركة أو تلف البضائع. وهو ما يسهم في ضمان استمرارية الحركة التجارية بين المحافظات دون عوائق.
الفوائد غير المباشرة لتحسين شبكة الطرق
وعلى الرغم من أن الفوائد المباشرة لتحسين شبكة الطرق واضحة، إلا أن هناك فوائد غير مباشرة لا تقل أهمية، حيث تسهم شبكة الطرق في تحسين البيئة الاستثمارية، إذ تعزز من حركة السياحة والنقل العام، وتساعد على تسهيل نقل الأفراد بين مختلف المناطق.
وتابع الدكتور محمد سعد الدين أنه مع تحسن شبكة الطرق ستستفيد الأنشطة الاقتصادية المختلفة من تسهيل التنقل بين المناطق السياحية والتجارية، ما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في هذه المجالات، وبالتالي زيادة فرص العمل وتحسين الاقتصاد المحلي.
دور شبكة الطرق فى تحقيق التكامل الإقليمى
كما تسهم شبكة الطرق الحديثة في تحقيق التكامل الإقليمي بين المحافظات، حيث تساعد على تحسين ربط المناطق الزراعية بالأسواق الحضرية، ما يعزز التجارة بين القطاعين الزراعي والصناعي.
وقال الدكتور شريف طاهر إنه من خلال تحسين طرق الربط بين المناطق الريفية والحضرية، يمكن تسهيل تسويق المنتجات الزراعية، ما يضمن وصولها إلى الأسواق بشكل أسرع وأرخص.
وأشار إلى أن هذه الشبكة تعتبر أداة هامة لزيادة التعاون بين مختلف المناطق والقطاعات الاقتصادية، ما يساعد على تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة.
الاستدامة الاقتصادية من خلال تحسين شبكة الطرق
ولفت "غراب" إلى أن البنية التحتية للنقل هي الأساس الذي يقوم عليه النمو الاقتصادي في أي دولة، ومع شبكة الطرق الجديدة نستطيع أن نرى تأثيرًا كبيرًا في زيادة الفاعلية الاقتصادية على المدى الطويل، سواء في التجارة الداخلية أو في جذب الاستثمارات الأجنبية.
الاستثمارات فى الشبكة القومية للطرق
وقالت الخبيرة الاقتصادية، الدكتورة سهر الدماطي، إن استثمارات الدولة في قطاع النقل، خاصة في شبكة الطرق القومية، تمثل جزءًا أساسيًا من خطة التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، مشيرة إلى أن مشروعات الطرق التي يتم تنفيذها تساعد بشكل مباشر في تسريع وتيرة التنمية الشاملة على مختلف الأصعدة، ومنها الاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت "الدماطي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن قطاع النقل يسهم في تعزيز حركة التجارة الدولية وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، ما يرفع من تصنيف مصر في مؤشر التنافسية الدولية.
وأكدت أن الاستثمارات في تطوير شبكة الطرق تعزز من قدرتها على دعم النمو الصناعي والزراعي والسياحي، ما يخلق مجتمعات عمرانية جديدة، ويخفض التكاليف التشغيلية التي تتحملها الدولة، خاصة فيما يتعلق بقطاع الوقود بسبب التخفيف من الازدحام المروري.
وأضافت أن نجاح الدولة في تنفيذ 85% من خطة شبكة الطرق القومية هو مؤشر قوي على التقدم الذي تحقق حتى الآن، وتقدم تصنيف مصر في جودة الطرق والنقل يعكس النجاح الكبير في تطوير البنية التحتية لهذا القطاع الحيوي.