مصدر كنسي: الكنيسة القبطية تشارك كمراقب في عملية انتخاب بطريرك "التوحيدية"
كشف مصدر كنسي تفاصيل لقاء البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، مع وفد من كنيسة التوحيد الأريترية الأرثوذكسية، بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك لانتخاب بطريرك جديد لهم.
وقال المصدر الكنسي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": إن وفد من الكنيسة القبطية يكون مُراقب في عملية الانتخابات، ثم في تجليس البطريرك المنتخب إما بحضور البابا أو مندوب عنه.
وكان قد صدر عن المجمع المقدس لكنيسة التوحيد الأريترية الأرثوذكسية بيانًا بخصوص الترتيبات المقررة لإجراء انتخابات بطريرك الكنيسة الأريترية الأرثوذكسية القادم، حيث جاء ذلك بعد الزيارة التي قام بها باسيليوس رئيس أساقفة إيبارشية البحر الأحمر الشمالية والقس بركات كيداني مسؤول مكتب العلاقات الخارجية والبروتوكولات بالمجمع المقدس للكنيسة توحيدو الأريترية الأرثوذكسية، للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من أجل التشاور مع قداسته في بعض الأمور الكنسية طبقًا للبروتوكول الموقع بين الكنيستين في مايو 1998.
وجاء في نص البيان من المجمع المقدس بخصوص انتخاب البطريرك الجديد: يعلن المجمع المقدس، كما تم شرحه مسبقًا، أن الإجراءات المتبعة لانتخاب البطاركة السابقين وتحديد القوانين والنظم الانتخابية للبطريرك المقدس قد تم إعدادها وتنفيذها وفقًا لقوانين الكنيسة الأرثوذكسية وتقاليدها.
بناءً على ذلك، واستنادًا إلى البروتوكولات المعتمدة داخل الكنيسة الأرثوذكسية، وبالأخص مع الكنيسة الأرثوذكسية الإريترية وتوجيهات البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرسي المرقسي، فإننا نؤكد أهمية العمل المشترك لتعزيز الوحدة الروحية والتعاون بين الكنائس الأرثوذكسية.
في هذا السياق، قرر المجمع المقدس في جلسته الأخيرة تشكيل لجنة انتخاب مكونة من ثلاثة أعضاء للإشراف على الانتخابات القادمة للبطريرك الجديد، وسيتم إصدار تقرير شامل عن اللجنة الانتخابية في الأول من يناير 2025، برئاسة قداسة أبونا بطرس، القائم مقام بطريرك إريتريا والأمين العام للمجمع المقدس.
وستبدأ اللجنة عملها بصلوات وبركة من آباء المجمع المقدس، حيث ستقوم اللجنة بوضع الضوابط القانونية وتنظيم عملية الانتخاب وفقًا لتقاليد الكنيسة، وسيشمل هذا العمل مراجعة متأنية للقوانين والإجراءات لتقديم توصيات واضحة تضمن سير العملية الانتخابية بطريقة شفافة وروحية.
كما يؤكد المجمع على ضرورة أن تكون الانتخابات نزيهة وخالية من أي تدخلات دنيوية أو مصالح شخصية، مشددًا على أهمية اختيار بطريرك يجسد الوحدة الروحية والقيم المسيحية لخدمة الكنيسة والشعب.
وفي الختام، يدعو المجمع المقدس جميع أعضاء الكنيسة، في الداخل والخارج، إلى التعاون في هذا العمل الكنسي الروحاني الكبير وإظهار الالتزام بالقيم المسيحية لضمان نجاح هذه العملية بما يخدم الكنيسة والوطن.
وكان قد استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة، وفدًا من كنيسة التوحيد الأريترية الأرثوذكسية، ضم كل من صاحب النيافة المطران أبونا باسيليوس المدبر العام للكنيسة والأب بركات رئيس مكتب العلاقات الخارجية والمراسم بالمجمع المقدس، الذي سلم قداسته رسالة من المجمع المقدس الإريتري، وذلك لبحث الإجراءات الكنسية المطلوبة، من أجل إجراء الانتخابات الخاصة باختيار بطريرك جديد لإريتريا.
وتناقش الوفد مع الوفد القبطي المكون من أصحاب النيافة الأنبا دانيال مطران المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الشمالية، والأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق، والأنبا ديسقورس أسقف ورئيس دير القديس يحنس القصير بطريق العلمين.
جاء ذلك في إطار البروتوكول الموقع بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وكنيسة التوحيد الأريترية الأرثوذكسية، بضرورة مشاركة أي من الكنيستين في إجراءات انتخاب بطريرك جديد.
وقد تم الاتفاق على إجراء الانتخابات في إريتريا يوم ٩ ديسمبر القادم، على أن تجرى مراسم تنصيب البطريرك الجديد في يناير ٢٠٢٥ في العاصمة أسمرة.
يذكر أن كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية هي كنيسة أرثوذكسية شرقية، كانت في البدء جزء من كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الاثيوبية، واعترف البطريرك الاثيوبي باستقلالها عقب استقلال إريتريا عن اثيوبيا عام 1993م.
وتعد تلك الكنيسة هي الطائفة الأكبر بين المسيحيين هناك في إريتريا حيث يصل عدد المسيحيين إلى حوالي 60 % من تعداد الشعب، الذي يصل إلى نحو 5 مليون نسمة.
أما بخصوص العلاقة بين الكنيستين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الإريترية الأرثوذكسية، فقام البابا شنودة الثالث بسيامة أول بطريرك لكنيسة إريتريا “بإسم أبونا فيلبس الأول” وذلك بعد توقيع البروتوكول الرسمى مع هذه الكنيسة بالقاهرة فى مايو 1998 م.