رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب سودانى يكشف سر رفض البرهان مشروع القرار البريطانى

الفريق عبد الفتاح
الفريق عبد الفتاح البرهان

قال الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم: أعتقد أن  الفيتو الروسي في جلسة مجلس الأمن الأخيرة كان مفاجئًا للكثيرين، خاصة بعد أن كان هناك توافق واسع بين 14 دولة في مجلس الأمن، من بينها دول صديقة للسودان مثل الصين والجزائر.

وأضاف "المعتصم"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا التوافق أثار تساؤلات عدة: كيف يمكن لدول صديقة للسودان أن تؤيد القرار بينما روسيا التي تُعتبر من أبرز حلفاء السودان هي الوحيدة التي استخدمت الفيتو؟ هل يعقل أن تكون هذه الدول الصديقة تدعم القرار، بينما روسيا فقط ترى مصلحة السودان وتعتبر أن الإدانة التي تضمنها القرار ضد قوات الدعم السريع لا تخدم مصالح السودان؟

لماذا رفض البرهان مشروع القرار البريطاني؟

وأوضح "المعتصم" أن قرار مجلس الأمن، الذي أعدته بريطانيا، كان يتضمن إدانة واضحة لقوات الدعم السريع بسبب أعمالها الإرهابية التي تسببت في معاناة كبيرة للشعب السوداني، في هذا السياق كان المشروع البريطاني يهدف إلى تحميل هذه القوات مسئولية الأفعال التي تمارسها ضد المدنيين، وهو ما كان من أولويات الحكومة السودانية التي طالبت منذ بداية الأزمة الدولية بإدانة هذه الممارسات.

وتابع أن ما حدث بعد ذلك كان غير متوقع، حيث استخدمت روسيا الفيتو ضد القرار، مما أوقف إمكانية اتخاذ أي إجراءات ضد هذه الممارسات الإرهابية من جانب قوات الدعم السريع، ورغم أن القرار سقط ولم يُنفذ، إلا أن الإدانة التي تضمنها كانت تعبيرًا عن رغبة المجتمع الدولي في التدخل والتأثير على الأوضاع في السودان.

ماذا يجب على السودانيين فعله الآن؟

وأضاف: وفي تقديري، ورغم موقف روسيا، فإن السؤال الأهم الآن هو: ماذا يجب أن يفعل السودان والسودانيون في ظل هذه الظروف المعقدة؟ أعتقد أن المسئولية لا تقع فقط على عاتق المجتمع الدولي أو دول مجلس الأمن، بل يجب على السودانيين أنفسهم، وخاصة المدنيين الذين يعانون يوميًا من آثار الحرب، أن يتخذوا خطوات عملية من أجل معالجة الأوضاع المتفاقمة في بلادهم، إن استمرار الأزمة في السودان ليس أمرًا يمكن السكوت عنه، والمجتمع الدولي قد يكون له دور مؤثر، لكنه لن يكون الحل الوحيد.

في ظل انسداد الأفق السياسي الحالي، أعتقد أن المسئولية الرئيسية تقع على عاتق السودانيين في الداخل، ويجب أن يبحثوا عن طرق للضغط على الأطراف المختلفة في الصراع للوصول إلى تسوية، يتعين عليهم العمل مع أصدقائهم في دول الجوار التي تملك تأثيرًا كبيرًا على الوضع في السودان، مثل مصر وتشاد وإثيوبيا، للبحث عن حلول دبلوماسية عاجلة تسهم في وضع حد للقتال الدائر، وتخفف من المعاناة الإنسانية في جميع أنحاء السودان.

وختم بقوله: بصرف النظر عن القرار الذي سقط في مجلس الأمن، تبقى الحاجة ملحة لحلول أكثر فاعلية من قبل السودانيين أنفسهم ودولهم الصديقة والجوار، فالقرار قد سقط، ولكن لا يزال أمام السودان فرصة لتغيير مسار الأوضاع، حيث إن حل هذه الأزمة يتطلب تكاتفًا داخليًا وإقليميًا أكبر من أي وقت مضى.