الصنايعى.. حسين أسطى «الحدادة البلدى»: مهنة أجدادى.. وأفضل من الآلات
رغم معاناته وفقدانه ذراعه إثر حادث أليم، فإنه ما زال متمسكًا بمهنته التى ورثها عن أجداده وعن عائلته منذ قديم الأزل، وهى مهنة «الحداد البلدى»، التى يستعمل فيها أدوات عتيقة مثل كور النفخ والشاكوش الحديد، ومستلزمات أخرى اندثرت منذ زمن طويل.
هو محمد إبراهيم سليمان، وشهرته «حسين الحداد»، يعمل فى ورشة صغيرة مبنية بالطوب اللبن ومسقفة بجذوع وجريد النخيل منذ ٥٠ عامًا دون كلل أو ملل، ورغم فقدان ذراعه، فإنه راضٍ كل الرضا بما قسمه الله له. يقول «حسين»، ابن قرية المعصرة بمحافظة الوادى الجديد، إنه يعمل بمهنة الحدادة منذ نعومة أظفاره حتى الآن بنفس المكان الذى ورثه عن والده وعن أجداده منذ قديم الأزل، مؤكدًا أنه سعيد بهذه المهنة التى يعمل بها أولاده وأحفاده منذ نعومة أظفارهم حتى الآن، كونها مصدر الرزق الوحيد للعائلة المكونة من ٦ أفراد، فضلًا عن أحفاده الذين يساعدونه فى العمل بعد فقدان ذراعه.
يحكى أنه فقد ذراعه فى حادث أليم منذ ٤ سنوات، وتوقف عن العمل فترة قصيرة حتى خرج من المستشفى وعاد إلى منزله بين أولاده وأسرته، وتحمل ألم العجز وحزن فقدان أعز ما يملك وهو ذراعه التى يعمل بها ليل نهار؛ ليأتى بقوت يومه وأسرته التى تنتظره كل مساء يعود من العمل لتكتمل البسمة والفرحة فى عيونهم. ويحلم الرجل المسن بورشة كبيرة يعمل فيها ما تبقى من عمره ويورثها لأولاده الذين تعلموا تلك الحرفة منه وتعلمها هو عن الآباء والأجداد.
أما الابن الأكبر لــ«حسين»، ويُدعى «نصر»، فقال: «والدى يعمل منذ زمن بعيد فى هذه المهنة الشاقة التى ورثها عن الأجداد وعلمنا إياها بلا كلل أو ملل حتى تستمر هذه المهنة قبل اندثارها، خاصة نحن آخر جيل يعمل بها بعد التطوير الذى حدث للآلات، إلا أنها هى الأفضل وقبلة جميع المزارعين والفلاحين بالوادى الجديد، لأن الأدوات البلدية عمرها طويل مع العمل الشاق بين المزارع والحقول عن الأدوات الجديدة».