لماذا يفضل المخرجون تصوير الأفلام في الأهرامات بدلاً من نسخها؟
لطالما كانت مصر واحدة من الوجهات الرئيسية للمخرجين في صناعة السينما العالمية، خاصة تصوير الأفلام التي تستدعي أجواء الشرق الأوسط القديم أو الحضارات الفرعونية، على الرغم من أن العديد من الدول كالمغرب قدمت بديلاً جذابًا من خلال مناظرها الطبيعية والمعمارية التي تشبه المواقع المصرية القديمة، تظل مصر الخيار المفضل للمخرجين لأسباب متعددة تتراوح من الأصالة إلى البيئة الثقافية الغنية التي لا يمكن تقليدها.
مقارنة بين الاهرامات ونسختها في الدول الاخرى
- الأصالة والموقع التاريخي
وبحسب تقرير عبر مجلة فاراتيي الأمريكي، فلا شيء في العالم يمكن أن يعادل الأصالة التي تقدمها المواقع المصرية الأصلية وعلى رأسها الأهرامات، وهذه المعالم لا تتمتع فقط بجمالها المذهل، بل أيضًا بتاريخها العميق الذي يتجاوز الآلاف من السنين.
ومعروف أن المخرجين، سواء كانوا يعملون على أفلام تاريخية أو مغامرات خيالية يفضلون استخدام المواقع الأصلية لتصوير مشاهد حضارات قديمة مثل مصر، لأن تلك المواقع تمتلك بُعدًا تاريخيًا لا يمكن نسخه في أماكن أخرى.
مواقع مثل أهرامات الجيزة و أبو الهول تشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية مصر الثقافية، ما يجعلها محط أنظار السينمائيين الذين يسعون إلى نقل شعور غير قابل للتكرار من التاريخ القديم لجمهورهم. بينما يستطيع المخرجون استخدام تقنيات CGI (التصوير باستخدام الرسومات الحاسوبية) لإعادة إنشاء المواقع في أماكن أخرى، فإن التصوير في مصر يوفر بُعدًا حقيقيًا وواقعيًا يصعب محاكاته.
-تكلفة التصوير في مصر مقابل الدول الأخرى
على الرغم من أن بعض المخرجين قد يجدون أن التصوير في دول مثل المغرب قد يكون أقل تكلفة، إلا أن هناك مميزات مالية تقدمها مصر تجعلها خيارًا مفضلاً الدولة تقدم حوافز مالية من خلال مفوضية السينما المصرية، التي تساعد في جذب الإنتاجات الدولية عبر تقديم خصومات تصل إلى 30% على التكاليف، كما أن الحكومة المصرية تساهم بتسهيل الحصول على تصاريح التصوير في المواقع التاريخية مثل الأهرامات والمعابد.
من جهة أخرى، على الرغم من أن المغرب يتمتع بمناطق صحراوية شبيهة بالصحراء المصرية، إلا أن التصوير في المواقع مثل مدينة مراكش أو صحراء ورزازات قد يتطلب تعديلًا كبيرًا في المشاهد لإعادة خلق الأجواء المصرية الأصلية.
وفي النهاية، يتطلب هذا النوع من التعديلات على المواقع تكاليف إضافية قد تفوق فرق التكلفة بين مصر والمغرب.
الاستفادة من التنوع الثقافي والموقع الجغرافي
مصر تقدم تنوعًا ثقافيًا وجغرافيًا لا مثيل له في منطقة الشرق الأوسط. من صحراء سيوة إلى وادي الملوك في الأقصر، تقدم مصر مواقع متنوعة تعكس الثقافة الفرعونية القديمة والتاريخ الإسلامي العريق. المواقع الإسلامية في القاهرة أو الإسكندرية، إضافة إلى المواقع الفرعونية، تتيح للمخرجين خيارات متنوعة في التصوير تلبي مختلف الأنماط السينمائية.
من ناحية أخرى، رغم أن المغرب يحتوي على مناطق صحراوية جذابة، إلا أنه يفتقر إلى التنوع الجغرافي الذي تتمتع به مصر بينما يقدم المغرب خلفيات صحراوية رائعة، فإن المواقع الأخرى مثل المدينة القديمة في فاس أو القصور لا تملك نفس التأثير التاريخي الذي توفره المواقع المصرية.
الموقع السياحي في ابراز ونجاح الافلام السينمائية
وجود الأهرامات والمعابد الفرعونية لا يُعدّ مجرد بيئة تصويرية، بل يشكل أيضًا عامل جذب سياحي ضخم. العديد من السياح حول العالم يأتون إلى مصر للاستمتاع بمشاهدتها مباشرة، وهو ما يعزز من تأثيرها البصري في الأفلام. المخرجون يستغلون هذا العنصر بشكل فعّال لتقديم تجربة مرئية مباشرة يتفاعل معها الجمهور بشكل أكبر.
أما المغرب، على الرغم من تمتعه بمناظر طبيعية خلابة، إلا أنه لا يتمتع بتأثير بصري وقوة تاريخية مماثلة للأهرامات أو المعابد المصرية، بينما لا شك أن هناك مواقع ذات جمال خاص في المغرب، إلا أنها غالبًا ما تُستخدم لأغراض سينمائية تقتصر على تصوير مشاهد الصحراء أو المدينة القديمة.
جذب صانعي الأفلام والمواقع المناسبة
مصر تستمر في كونها وجهة سينمائية رائعة ليس فقط للأفلام التي تحكي عن مصر القديمة، بل أيضًا للأفلام الحديثة التي تستعين بأجواء الشرق الأوسط القديم، بالإضافة إلى المواقع التاريخية الشهيرة، توفر مصر مواقع تصوير أخرى مثل الواحات و الصحراء البيضاء، التي يمكن أن توفر الخلفيات المثالية للعديد من أنواع الأفلام.
وفيما يتعلق بالمغرب، رغم أنه قد يقدم مواقع مميزة مثل صحراء مراكش و مدينة ورزازات، إلا أن التنوع في المواقع لا يضاهي التنوع الذي تقدمه مصر، ما يجعلها الخيار الأول للأفلام التي تتطلب بيئات متعددة وواقعية.
بينما تقدم الدول مثل المغرب بدائل جذابة من حيث التكلفة والتنوع، تبقى مصر الخيار المفضل لصانعي الأفلام الذين يبحثون عن الأصالة والتاريخ الحي.