كيف أصبحت "المصرية للأفلام" بوابة السينما العالمية للمواقع التاريخية؟
شهدت مصر في الآونة الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من صناعة السينما العالمية، حيث تم اختيار عدد من المواقع المصرية لتكون خلفية لثلاثة أفلام ضخمة مقبلة في العام المقبل وهذه الاختيارات تؤكد مكانة مصر كوجهة رئيسية للإنتاجات السينمائية الدولية، خاصة بعد التطور الملحوظ الذي شهدته اللجنة المصرية للأفلام منذ تأسيسها في 2019 حسبما أفادت مجلة فارايتي الأمريكية في تقرير لها.
صناعة السينما المصرية والعالمية
وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير صادر لها إلى أن استقطاب هذه الإنتاجات العالمية إلى مصر بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين صناعة السينما المصرية والعالمية، حيث سيكون لمصر دور متزايد في صناعة السينما العالمية.
كما أن ذلك يعكس التزام اللجنة المصرية للأفلام بترسيخ مكانة مصر كوجهة أساسية للإنتاجات السينمائية العالمية، سواء كانت أفلامًا ضخمة أو مشاريع مستقلة تبحث عن مواقع غير تقليدية.
بناءً على هذه التطورات، من المتوقع أن تشهد مصر مزيدًا من الانتعاش في صناعة السينما والتليفزيون في ظل الدعم المستمر من اللجنة المصرية للأفلام والمرافق الحديثة التي تقدمها المدينة الإعلامية للإنتاج.
وأفادت المجلة الأمريكية بأن الفيلم الأول الذي يبرز هذا التعاون هو "ويكِد الجزء الثاني"، وهو جزء من سلسلة شهيرة الذي استخدم بعض المواقع الخلابة في مصر، مثل محمية الصحراء البيضاء الوطنية، وذلك لتصوير مشاهد من عالم "أوز" المثير.
وتابعت "استمر التصوير لمدة 10 أيام في هذا الموقع، ما يعكس القدرات الفائقة التي تتمتع بها مصر لاستضافة مشاريع ضخمة تتطلب مواقع طبيعية فريدة.
تاريخ مصر العريق
أما الفيلم الثاني "Guy Ritchie’s ‘Fountain of Youth" فمن إخراج جاي ريتشي، فقد اختار هضبة الجيزة لتكون موقعًا لمشاهد أساسية في الفيلم. واستفاد المخرج من تاريخ مصر العريق، حيث تم تصوير مشاهد متنوعة بين الأهرامات وأبو الهول باستخدام معدات حديثة وطائرات هليكوبتر عسكرية تم تزويد الفيلم بها لأول مرة من قبل وزارة الدفاع التصوير في هذه المواقع التاريخية كان بمثابة تحدٍ كبير، لكن من الواضح أن التعاون بين صناع الفيلم واللجنة المصرية للأفلام قد أسفر عن تجربة تصوير سلسة واحترافية.
إضافة إلى هذين الفيلمين الضخمين، يأتي فيلم "الإرث" للمخرج نيل بيرجر ليعكس جانبًا مختلفًا من الثقافة المصرية، بينما تميز الفيلمان السابقان بمشاهد تاريخية ومعمارية اختار بيرجر تصوير فيلمه في القاهرة الحديثة، حيث انطلقت كاميرات فريقه في جولة تصوير استمرت أسبوعين عبر أسواق المدينة، والمطار، وأمام الأهرامات كان الهدف من هذه اللمسة الواقعية إظهار الحياة اليومية في القاهرة، وهو ما حققته هذه المواقع بشكل لافت.
اللجنة المصرية للافلام وأهميتها
اللجنة المصرية للأفلام تأسست كفرع تابع للمدينة الإعلامية للإنتاج السينمائي أصبحت نقطة محورية للمشاريع الدولية التي ترغب في التصوير داخل مصر، حيث توفر اللجنة خدمات شاملة تشمل التراخيص، والتنسيق مع الوزارات الحكومية، واقتراح أفضل مواقع التصوير. كما تسهم في تقديم حوافز مالية مثل خصومات الاسترداد النقدي بنسبة 30% للمشاريع التي تستخدم منشآت المدينة الإعلامية للإنتاج.
ومنذ تأسيسها، نجحت اللجنة في جذب 55 إنتاجًا دوليًا إلى مصر، ما يعكس زيادة الاهتمام بالمواقع المصرية.
أحد المسئولين البارزين في هذا السياق، جون راكيش، رئيس نقابة مديري المواقع الدولية، أكد أن هناك تحولًا ملحوظًا في صناعة السينما العالمية نحو العودة إلى مصر بعد سنوات من الاعتماد على مواقع بديلة مثل المغرب ووفقًا لراكيش، يمكن الآن للمنتجين والمخرجين استخدام المواقع المصرية الحقيقية، مثل الأهرامات، بدلًا من الاعتماد على مواقع مزيفة.