مصطفي البلكي يكشف لـ الدستور تفاصيل "الولد الذي حمل الجبل فوق ظهره"
ينتظر الكاتب الروائي، مصطفي البلكي، روايته الأحدث، “الولد الذي حمل الجبل فوق ظهره”، والتي تصدر قريبا عن دار سما للنشر والتوزيع. وهي الرواية رقم 14 في مسيرة الروائي مصطفى البلكي الإبداعية، والتي بدأت مع النشر سنة 1998.
لماذا الماضي يكون مقبولا عندما نعود إلى الحاضر؟
وفي تصريحات خاصة لــ"الدستور" كشف “البلكي” تفاصيل روايته، مشيرًا إلى أن الرواية تبحث عن إجابة للسؤال: لماذا الماضي يكون مقبولا عندما نعود إلى الحاضر؟ هو سؤال تجيب عنه، فهى رواية المصالحة مع الماضي من خلال المصارحة معه، فيها يذهب منصف إلى بيوت قريته القديمة، التي لا يدخلها أحد.
وأوضح “البلكي”: يذهب ليعرف سر خوف الأهالي، فيلتقي فيها بشخيصات عاشت يوم الكارثة، شخصيات ماتت يعودون ليوقظوا الحياة التي كانت من خلال الحكايات، يعودون بعد خمسين سنة وهم قادرون على مواجهة تجاربهم... في رحلة الاكتشاف والاشتباك، ليروا أسباب الغفلة، وكل واحد يمسك بما كان، من خلال مرويات حدثت قبل نصف قرن يعودون وهم على صلة بالواقع الذي كان بدقة ودون خلل، بيقين يدرك معه كل عائد أن لديه مسؤولية كشف الحقيقة، وكأنهم في صلة دائمة مع الواقع الذي حدث، وخلف تلك المرويات تكون أسباب ومقدمات الكارثة، ويصبح إعادة ما كان، ليس لفقد الأماكن وما حدث، بل لاكتشاف كيف حدث ما حدث ولماذا. وهم عالقون حيث تلعب الأحلام دورا مهما في فك لغز ما كان...
الولد الذي حمل الجبل فوق ظهره
ومما جاء في رواية الكاتب مصطفي البلكي، “الولد الذي حمل الجبل فوق ظهره” نقرأ: "سمحَ لقطراتِ الماء لتلمس وجهه، خافَ أن يحتضنَ حلمًا لاح يتسكّعَ أمامه، اقتربَ منه فالتصق بجلده، أخبره أنهُ منفلتٌ منه من أيامِ الطفولة، حينما كان يلطِّخُ الجدران بوجوهٍ تحمل الرعبَ لمن يراها، وقتها ولدت فكرةُ أمه، أحضرت له لوحات، سرعان ما أصبحَ قادرًا على رؤية الفراغ بينَ الألوان، ومع الأيام بدأ يشغلها بأقمارٍ مضيئة وبيوتٍ صغيرة هادئةٍ أو أطفالٍ مهذبين بشكلٍ رائع، حاول ذاتَ مرّة أن يرسمَ طفلًا منهم على غلافِ كتاب نقله من مكتبة أمّه لغرفته، بعدَ تصفحه ودَّ أن يرسمَ طفلَ الكتاب، عجز فرسمَ بدلًا منه كرسيًا بجوار نافذةٍ تظهر منها شجرة، وقف أمامها وحلم بلمسها، أحبَّها وأصبحَ يشاهدها مع ضوء الغروب وهو يردِّد أنا لا أطلبُ المزيد.
محطات في مسيرة مصطفي البلكي
يشار إلى أن مصطفي البلكي، كاتب روائي، من مواليد محافظة أسيوط، والتي مازال يتمسك في الإقامة والعيش في رحابها، صدر له العديد من الأعمال الإبداعية السردية، نذكر من بينها روايات: “البهيجي” عن دار سما للنشر 2021. وعن نفس الدار صدر له في العام 2016 رواية “نفيسة البيضا”، ورواية “قارئة الأرواح” عن نفس الدار.
فضلا عن رواياته الأخري: تل الفواخير، بياع الملاح، طوق من مسد، سيرة الناطوري، جلنارة حمراء، ممرات الفتنة، بيت العدة والكرباج، سيدة الوشم، واد جده.. سجين قشرة البندق، سبع حركات للقسوة، الولد الذي حمل الجبل فوق ظهره.
كما صدر لـ مصطفي البلكي، المجموعات القصصية: الجمل هام للنبي، دوامات الصمت والتراب، صور مؤجلة للفرجة، أصوات الجرار القديمة، حكايات مبتورة، نصف الدهشة.