الكنائس الغربية تحتفل بتذكار إليصابات المجريّة ومار غريغوريوس المعترف
تحتفل الكنائس الغربية في مصر، ممثلة في الطوائف اللاتينية والمارونية والبيزنطية، بتذكار القدّيسة إليصابات المجريّة، الملكة الراهبة، وهي ابنة ملك هنجاريا، ولدت عام 1207. زُوِّجت وهي صغيرة السن لملك مقاطعة تُورِنجِن (في ألمانيا). ورزقت ثلاثة أبناء. عكفت على التأمل في شؤون السماء. ولما توفي زوجها اعتنقت الفقر، وبنَت مَشفى حيث كانت تخدم المرضى بنفسها. توفيت في مدينة ماربورغ في ألمانيا عام 1231.
وذكرى مار غريغوريوس العجائبيّ المعترف، وتُعرَفُ حَياةُ هَذا القِدَّيس مِن النَبْذَة التي كَتَبَها القِدِّيس غْريغُورْيُوس أُسْقُف نِيصُص. وُلِدَ في القَيصَرِيَة الجَديدَة في البُنطَس سَنَة 213، وإتَّقَنَ العُلوم الفَلسَفِيَة واللاهُوتِيَة. وَهُوَ مِن تَلامِذَة المُعَلِّم اوريجانوس في قَيصَريَة فِيلِبُس. يَقولُ كاتِب حَياتِِه إنَّهُ سُيِّمَ أُسقُفاً عَلى بَلدَتِه القَيصَرِيَة الجَديدَة وَلَـم يَكُن فيها إلاَّ سَبعَةَ عَشَرَ مَسيحياً. وَلَمَّا مَاتَ حَوْلَ سَنَة 273 كانَ أكْثَرَهُم قَد إرْتَّدَ الى الدِيانَة المَسيحيَة وَلَم يَبْقَ إلاَّ سَبعَةَ عَشَرَ وَثَنِّياً! تَرَكَ بَعضَ المُؤَلَفات اللاهوتِيَة والقانونِيَة.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ما هو جوهري، أيّها الربّ الإله؟ أولَدُ في الحياة لكي أفارقَها بعد حين؛ آتي لأُظهرَ نفسي كالآخرين؛ وبعدئذٍ، لا بدّ من أن أختفي من الوجود. فكلّ ما في الكون يدعونا للموت: وغالبًا ما تعلن لنا الطبيعة أنّها لا تستطيع أن تترك لنا لفترة طويلة المادّة القليلة التي تعيرنا إيّاها... الأطفال الذين يولدون... يبدو أنّهم يدفعوننا من كتفنا ويقولون لنا: انسحبوا، جاء دورنا الآن... يا له من مكان ضيّق نحتلّه في هذا العالم!
يأتي الربّ يسوع المسيح لرؤية لعازر الميت، يأتي لزيارة الطبيعة البشريّة التي تئنّ تحت أمبراطوريّة الموت. وليست هذه الزيارة بلا سبب: إنّها كزيارة العامل الذي يأتي بنفسه ليرى ما هو ناقص في تحفته؛ لأنّه يسعى إلى إصلاحها وفق النموذج الأوّل: "على صورةِ خالِقِه".
أيّتها النّفس المليئة بالخطايا، تخشينَ بحقّ الخلود الذي يجعل موتك أبديًّا! لكن بشخص يسوع المسيح "القِيامةُ والحياة": مَن آمنَ به، لا يموت؛ مَن آمن به، يحيا حياة روحيّة وداخليّة، يحيا بحياة النّعمة التي تجذب خلفها حياة المجد. لكنّ الجسد عرضة للموت! أيّتها النفس، إطمئنّي: إذا ترك هذا المعماري الإلهيّ، الذي اهتمّ بإصلاحك، الهيكل القديم لجسدك يسقط تدريجيًّا، فلأنّه يريد أن يجعله في حال أفضل، لأنّه يريد إعادة بنائه بنظام أفضل: سيدخل لفترة وجيزة في امبراطوريّة الموت، لكنّه لن يترك شيئًا بين يديه، إذا لم نقل الفناء... مثل المبنى القديم غير المنتظم الذي نهمله، لكي نرمّمه من جديد في نسق هندسيّ أفضل؛ فهكذا بالنسبة إلى هذا الجسد المعوجّ بالخطيئة والحسد، يتركه الله يسقط حطامًا، لكي يعيد قَولَبته على طريقته، ووفق الخطّة الأولى لخلقه.