الكنائس الغربية في مصر تحتفل بالقديس متى كاتب الإنجيل وقديستان آخرتان
تحتفل الكنائس الغربية في مصر ممثلة في الطوائف اللاتينية والمارونية والبيزنطية بذكرى مار متّى الإنجيليّ والرسول، الذي كان مُوَظَّفاً لِجِبايَةِ الضَرائِب في كَفَرْناحُوم. وَقَدْ إتَّبَعَ المَسيح الذي دَعاه، وَكانَ شَاهِداً لَهُ في حَياتِِهِ وَألآمِهِ وَمَجْدِهِ. أرجح الظن أنَّه كَتَبَ إنْجِيلَه بادِئ ذي بِدِء بِاللُغَةِ الآرامِيَة العامَة في فِلَسْطين، وَنُقِِلَ الإنْجِيل الى اللُغَة اليونانِيَة، وأنَّه َقَد فُقِدَ النَّص الآرامي وَلَـم يَبقَ إلاَّ اليوناني.
مِيزَة هَذا الإنجيل هُوَ أنَّ مَتَّى قَد كَتَبَهُ لليَهود في فِلَسطين مُبَيِّناً لَهُم أنَّ يَسوع هو الذي وَعَدَ بِهِ الأنْبِياء، وَأنَّهُ يُتَمِّم الكُتُب والنُبُؤات. وَيُحَذِّرُ مَتّى المَسيحيين الأوَلين مِن الفِرّيسيين، الذين حارَبوا المَسيح وَيَحاربون تَعاليمَهُ وَالـمُؤمنين بِهِ، مِن أَجْلِِ مَصْلَحَتَهُم الخاصَة بَعيدين عَن تَفسير الكُتُب. يَقول التَقليد إنَّ مَتّى بَشَّرَ بِلاد الحَبَشَة وإنَّهُ إستُشْهِدَ في أواخِر القَرنِ الأوَل.
كما تحيي الكنائس أيضا تذكار القدّيسة جرترودا، البتول التي ولدت في أيْسْلِيبن في مقاطعة تُورِنجِن عام 1256. أودعها أهلها مدرسة في دير للراهبات الكرتوزيات وهي طفلة منذ سن الخامسة. ارتدت الى الله في شبابها، فسارت سيرة الكمال المسيحي مواظبة على الصلاة والتأمل. وتوفيت عام 1301 .
هذا بالاضافة الى تذكار القدّيسة مَرغَريتا، الملكة الإسكُتلَنديّة التي ولدت في بلاد المجر في عام 1046، حيث كان والدها في المنفى. تزوجت من ملك اسكوتلندا مالكولم الثالث، ورزقت ثمانية أبناء. كانت مثال الوالدة والملكة. وتوفيت في أدنبره عام 1093.
وعلى خلفية الاحتفالات القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أيوجد وسيلة فعّالة لتشجعينا على الصلاة أكثر مِن مَثَل القاضي الظالم الّذي أخبرنا إيّاه الربّ؟ من المؤكّد أنّ القاضي الظالم لا يخاف الله ولا يحترم البشر. لم يُظهر أيّة شفقة تجاه الأرملة الّتي التجأت إليه، ومع ذلك، عندما تغلّب عليه الضجر، انتهى به الأمر بسماعها. فإذا استجاب (القاضي الظالم) لهذه المرأة الّتي أزعجته بصلواتها، كيف لا يُستجاب لنا من ذاك الّذي يشجّعنا لنقدّم له صلواتنا؟ لذا اقترح الربّ هذه المقارنة المستوحاة من الأضّداد كي يفهمنا أنّه علينا دائمًا أن نصلّي ولا نملّ. وزاد قائلاً: "وَلَكِن، مَتى جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسان، أَتُراهُ يَجِدُ ٱلإيمانَ عَلى ٱلأَرض؟"
إذا اختفى الإيمان، انطفأت الصلاة. من يستطيع أن يصلّي فعليًّا كي يطلب ما لا يؤمن به؟ هذا ما قاله بولس الرسول حاثًّا على الصلاة: "كُلُّ مَن يَدْعو بِاسمِ الرَّبِّ يَنالُ الخَلاص" . وبعد ذلك، لكي يُظهر أنّ الإيمان هو مصدر الصلاة وأنّ الجدول لا يجري إن كان النبع جافًّا، أضاف قائلاً: "كَيفَ يَدْعونَ مَن لم يُؤمِنوا بِه؟" . فلنؤمن إذًا كي نستطيع أن نصلّي ولنصلِّ حتّى لا ينقصنا الإيمان، الّذي هو مبدأ صلاتنا. إنّ الإيمان ينشر الصلاة، والصلاة بانتشارها، ترسّخ بدورها الإيمان.