التركة الصعبة.. كيف يتعامل ترامب مع الشرق الأوسط فى الولاية الثانية؟
بعد فوزه الكاسح فى الانتخابات الأمريكية، أصبح الرئيس المنتخب دونالد ترامب مطالبًا بالتعامل مع تركة صعبة، بعد أن ورث الكثير من التحديات الرئيسية حول العالم، من سلفه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، خاصة بعدما ألزم نفسه- كما وعد خلال حملته الانتخابية- بالبحث عن حلول لعدد من الأزمات والصراعات، وإيقاف الحروب المستمرة فى عدة مناطق حول العالم، وعلى رأسها منطقة الشرق الأوسط.
ويعد إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التى دخلت عامها الثانى منذ عدة أسابيع، وتمددت آثارها إلى لبنان والعراق والبحر الأحمر، مع تصاعد التوتر وتوالى الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران على مدار الأشهر الماضية- على رأس أولويات إدارة ترامب، فضلًا عن ضرورة التعامل مع ملفات أخرى تشهد مزيدًا من التصعيد، من بينها الحرب الأهلية فى السودان، والصراع فى سوريا وليبيا، وغيرها من الملفات التى نلقى عليها الضوء فى السطور التالية.
ليبيا.. تدخله يتوقف على تفاهماته وصفقاته مع روسيا
وصف النائب الليبى جاب الله الشيبانى الملفات التى تنتظر إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأنها معقدة للغاية، بل إن بعضها يحمل مخاطر قد تصل إلى مستوى الحرب النووية، كالتوترات بين روسيا وأوكرانيا، والصراع مع إيران وأذرعتها فى المنطقة، إضافةً إلى التنافس الحاد مع الصين. وأضاف «الشيبانى» أن الملف الليبى، رغم أهميته الجيوسياسية، قد لا يحتل أولوية عالية فى أجندة «ترامب»، لكن سيظل سعيه قائمًا على تعزيز المصالح الأمريكية فى ليبيا، باعتبارها بوابة استراتيجية إلى إفريقيا وجنوب أوروبا، مشيرًا إلى أن «ترامب» سيعمل على مكافحة الإرهاب فى المنطقة وتقييم التواجد الروسى بما يتماشى مع المصالح الأمريكية.
وأوضح أن موقف «ترامب» النهائى من ليبيا قد يعتمد على طبيعة الصفقات والتفاهمات مع روسيا فى عدة ملفات دولية.
وأكد أن ترامب سيدعم أى حكومة ليبية قادرة على فرض الاستقرار والسيطرة، من خلال التعاون الوثيق بين السفارة الأمريكية وبعثة الأمم المتحدة لضمان التوازن الإقليمى، وتعزيز الدور الليبى فى حماية المصالح الأمريكية والأمن الإقليمى.
من جهته، رأى الصحفى الليبى على رمضان أن عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تحدث تغييرًا حاسمًا فى مسار الأزمة الليبية، خاصة أن ليبيا باتت ساحة دولية للتنافس، إذ تتشابك مصالح القوى الإقليمية والدولية، ما يعقد أى محاولة للتوحيد الداخلى. وأضاف «رمضان» أن الجمود السياسى المستمر فى ليبيا نتج عن غياب الإرادة الموحدة، وسط تناحر بين الفصائل السياسية المختلفة دون القدرة على تشكيل حكومة واحدة تجمع جميع الأطراف وتحقق تطلعات الشعب الليبى. وأوضح: «أزمة غياب المبعوث الدائم للأمم المتحدة والتباين بين روسيا والولايات المتحدة حول مسار الملف الليبى أعاقا كل جهود التهدئة»، لافتًا إلى أن عودة «ترامب» تحمل معها سياسة خارجية مختلفة عمّا اتبعه الرئيس الديمقراطى السابق جو بايدن، إذ يُعرف ترامب بنهجه المباشر وقدرته على التحرك بقوة إذا رأى فرصة لتحقيق مصالح بلاده فى المنطقة.
اليمن.. فى انتظار ضغط يجبر الحوثيين على الحل السياسى
أكد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، نبيل عبدالحفيظ، أنه بالنسبة للدول العربية أصبحت الأمور واضحة جدًا؛ سواء جاء رئيس ديمقراطى أو آخر من الحزب الجمهورى، فجميعهم لديهم تعهد بالعمل من أجل إسرائيل، وتسخير إمكانات الولايات المتحدة للعمل فى هذا الإطار.
وأضاف «عبدالحفيظ»: «بالنسبة لنا، لم نكن لنفرح بانتصار كامالا هاريس أو ترامب، فلا يوجد اختلاف كبير فى سياسة الحزبين تجاه قضايا الشرق الأوسط، لكن فى الأخير نحن نتعامل مع هذا الواقع».
وفيما يتعلق بالقضية اليمنية، قال: «نتمنى أن يبدأ ترامب من حيث انتهى فى فترته الرئاسية السابقة، بالقرار الذى أصدره فى آخر أيام ولايته بإعلان الحوثيين جماعة إرهابية.. عودة هذا القرار مهمة وتشكل نواة أساسية لصدور قرار أممى فى نفس السياق، وضغط سياسى وعسكرى واقتصادى نستطيع من خلاله تقييد هذه الجماعة وإجبارها على التوصل لحل سياسى للأزمة فى اليمن».
السودان.. لا تغييرات كبيرة فى ملف لا يحظى بالأولوية لدى الولايات المتحدة
حول ملف السودان، قال الإعلامى السودانى عماد السنوسى إن تعامل الولايات المتحدة فى عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع السودان لن يشهد تغييرات كبيرة، بسبب ارتباطه بتقاطعات إقليمية ودولية أخرى، تشمل دولًا تغذى الصراع السودانى، مع نظر ترامب إلى الملفات العالمية بنظرة اقتصادية وتجارية.
وأشار «السنوسى»، فى حديثه لـ«الدستور»، إلى وجود علاقات استراتيجية بين واشنطن وبعض الدول المتورطة فى الحرب السودانية، منوهًا إلى أن تقارب السودان مع كل من طهران وموسكو، يزيد من تعقيد المشهد السودانى.
وأوضح أنه لا يستبعد إمكانية حدوث اختراق فى الملف السودانى فى عهد ترامب، خاصة مع سعى واشنطن لاستعادة نفوذها، من خلال دعم الجيش السودانى، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسى، وافتتاح سفارتها فى بورتسودان، كخطوة أولية لسحب النفوذ من روسيا وإيران.
وأضاف: «أتوقع أن الحكومة السودانية ستبقى حذرة فى التعامل مع واشنطن، وستحافظ على مسافة متساوية من جميع المحاور الدولية المتنافسة».
فيما قال المحلل السياسى السودانى، أمجد فريد، إنه لا يعتقد أن السودان سيكون ملفًا ذا أولوية على مائدة إدارة ترامب، كما أنه لم يكن كذلك خلال إدارة سلفه جو بايدن، موضحًا أن بايدن ترك الملف السودانى فى يد دبلوماسيين يفتقرون إلى الخبرة والمعرفة العميقة بالسودان، مع تجاهل العناصر ذات العلاقة بالشأن السودانى حتى داخل الحزب الديمقراطى نفسه، ما أدى لغياب أى سياسة واضحة تجاه الملف.
وأضاف: «هذا النهج قد لا يتغير كثيرًا فى عهد ترامب، خاصة فى ظل تركيز الإدارة الأمريكية الجديدة على الملفات التى تمثل أولوية اقتصادية أو استراتيجية أكبر، مثل العلاقات مع الصين وإيران، والقضايا ذات التأثير المباشر على المصالح الأمريكية فى المنطقة».
وأكد أن السودان قد يظل فى مرتبة متأخرة من حيث الاهتمام، إلا إذا تمكنت الخرطوم من تعزيز علاقاتها بالقوى المؤثرة فى المشهد الدولى.
وتابع: «السودان يواجه تحديات داخلية وإقليمية معقدة، تجعل من الصعب جذب اهتمام واشنطن بشكل كبير، فحتى فى ظل محاولات السودان تعزيز علاقاته مع كل من إيران وروسيا، اللتين تعتبران منافستين استراتيجيتين للولايات المتحدة، فإن ذلك قد لا يكفى لتغيير أولويات إدارة ترامب».
واختتم «فريد» حديثه لـ«الدستور» بالإشارة إلى أن الخرطوم قد تضطر إلى اتخاذ موقف متوازن فى علاقاتها مع القوى الكبرى، لضمان عدم تعميق عزلتها الدولية، وللحفاظ على استقرارها الداخلى.
من ناحيته، قال الكاتب والباحث السياسى السودانى، شوقى عبدالعظيم، إنه من الواضح أن إدارة ترامب ستسعى لتحقيق نجاحات سريعة فى ملفات دولية، لا سيما تلك التى فشلت إدارة سلفه بايدن فى إحراز تقدم فيها، وذلك بهدف تعزيز رصيده السياسى، مع محاولة إنهاء عدد من الحروب الجارية، والوصول إلى تفاهمات قد تبدو سطحية لكنها قد تحقق مكاسب سياسية.
وأشار، فى حديثه لـ«الدستور»، إلى أن ترامب قد يعمل على فرض حلول لوقف القتال فى السودان، لكن هذه الحلول قد لا تتماشى بالضرورة مع تطلعات السودانيين.
وأضاف: «السيناريو الذى قد تتبناه إدارة ترامب قد يتشابه مع ما يجرى فى اليمن وليبيا، حيث تُبقى كل قوة، سواء كانت الجيش السودانى أو قوات الدعم السريع، فى مناطق سيطرتها دون تفكيكها، وهذا السيناريو يُمهّد لإقامة دولتين بحكومتين، تعملان بتنسيق محدود لحماية المدنيين واستغلال الموارد، مما يعنى فعليًا التمهيد لانفصال يصعب تجنبه».
وشدد «عبدالعظيم» على أن هذا المسار المتوقع قد يفرض على القوى المدنية السودانية تكثيف تحركاتها للتصدى لسيناريو التقسيم، وإلا فإن السودان قد يواجه واقعًا جديدًا يُكرّس الانقسام ويُضعف فرص الوصول إلى حل شامل يعيد توحيد البلاد.
إيران.. مزيد من العقوبات الاقتصادية وتشديد الرقابة على البرنامج النووى
قالت الباحثة فى الشأن الإيرانى، سمية عسلة، إنه من المعروف أن طهران كانت تخشى من فوز ترامب بولاية جديدة، بسبب التأثير الشديد للعقوبات التى فرضها فى ولايته الأولى على الاقتصاد الإيرانى، خاصة أن عودته تأتى فى وقت تعانى فيه إيران من تحديات اقتصادية كبرى، وتواجه ضغوطًا دولية متزايدة بشأن برنامجها النووى. وأضافت: «تترقب طهران عودة دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة المنشآت النووية الإيرانية وتفتيش مخزون اليورانيوم المخصب، فى وقت يرفض فيه النظام الإيرانى هذه الرقابة، خاصة بعد تحمله سنوات من الضغوط الاقتصادية، التى أشعلت عدة موجات من الاحتجاجات الشعبية، القائمة على خلفية ملفات حقوقية، مثل قضية مقتل مهسا أمينى».
وأشارت، فى حديثها لـ«الدستور»، إلى أن ترامب سيسعى لإثبات قدرته على إدارة أزمات الشرق الأوسط، لا سيما فى ظل انتقاداته المستمرة لإدارة بايدن لعدم قدرتها على حل أزمة غزة، والتى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بملف إيران وحلفائها فى المنطقة، وعلى رأسهم «حزب الله» اللبنانى. ورجحت أن يعيد ترامب فرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، لكبح جماح طهران، وإيقاف التصعيد المتزايد فى المنطقة.
العراق.. تركيز على المصالح الاقتصادية وتقوية المؤسسات الأمنية
حول ملف العراق، قال نسيم عبدالله، المحلل السياسى العراقى وعضو تحالف «الفتح»، إن السياسة الأمريكية تجاه العراق لن تشهد تغييرات جوهرية مع وصول إدارة ترامب الجديدة، إذ تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بدعم العملية السياسية فى العراق، رغم الاختلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين فى طريقة التعامل مع بعض الملفات.
وأوضح «عبدالله»، فى حديثه لـ«الدستور»، أن الولايات المتحدة لا تتبع سياسة متقلبة بشكل جذرى تجاه العراق، بغض النظر عن من يشغل البيت الأبيض، سواء كان ديمقراطيًا أو جمهوريًا، لأن هناك مصالح استراتيجية ثابتة تفرض استمرار دعم استقرار العراق، وتعزيز المؤسسات الرسمية فيه.
وأشار إلى أن إدارة ترامب قد تركز على جوانب اقتصادية وتجارية فى العراق، فى إطار استراتيجية أوسع لإعادة ترتيب الأولويات الأمريكية فى المنطقة.
وأضاف: «رغم أن الجمهوريين يميلون إلى تبنى نهج أكثر صرامة، مقارنة بالديمقراطيين، فإن الإدارة الجديدة ستسعى إلى تحقيق استقرار نسبى فى العراق، مع الحفاظ على توازن القوى داخليًا، خاصة فى ظل تصاعد التوترات الإقليمية مع إيران، وقد تشهد الفترة المقبلة دفعًا أمريكيًا باتجاه تعزيز التعاون الأمنى مع الحكومة العراقية، خاصة فى ظل التهديدات المستمرة من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من الخارج».
ورأى «عبدالله» أن ترامب قد يستخدم النفوذ الأمريكى لإعادة ضبط المشهد العراقى بما يخدم مصالح واشنطن، من خلال دعم الحكومة المركزية وتقوية المؤسسات الأمنية، وهو ما قد يساعد فى الحد من نفوذ بعض الفصائل المدعومة من إيران، مشيرًا إلى أن هذا النهج سيستمر مع تغييرات طفيفة فى كيفية التنفيذ لتحقيق نتائج سريعة على الأرض.
فيما قال المحلل السياسى العراقى، واثق الجابرى، إن سياسة ترامب فى ولايته الثانية ستختلف كثيرًا عن سياسته فى ولايته الأولى، بما قد يخالف توقعات العديد من المحللين والمراقبين فى الشرق الأوسط، مع استمرار التركيز على تحسين اقتصاد الولايات المتحدة.
وأوضح، فى حديثه مع «الدستور»، أن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة ستظل قوية، خاصة أن هناك اتفاقات استراتيجية عديدة بين البلدين. وأضاف: «العلاقة بين واشنطن وبغداد تطورت من مجرد تعاون أمنى إلى شراكة تشمل مجالات متعددة، مثل الاستثمار، والسياسة، والدبلوماسية، بالإضافة إلى التعاون فى مجال الذكاء الاصطناعى، وبهذا، من المتوقع أن يستمر التعاون بين البلدين فى مجالات متنوعة، رغم التحديات التى قد تواجه العلاقة فى المستقبل».
وتابع: «ترامب فى رؤية لقيادة الولايات المتحدة يُعتبر رجلًا اقتصاديًا، فهو يركز بشكل أساسى على تحسين الاقتصاد الأمريكى، ولذا يدعو إلى إنهاء الحروب التى أنهكت الولايات المتحدة وأثرت سلبًا على قيمة الدولار نتيجة الحصار المفروض على بعض الدول، وإنهاء الحروب يجب أن يكون من خلال التسويات والدبلوماسية، لأن ترامب سيعتمد فى ولايته الثانية على مسار مختلف، يتماشى مع تطلعاته الاقتصادية».
واستطرد: «لهذا ستظل السياسة الأمريكية متمسكة بالدفاع عن إسرائيل، وهو ما يعتبره العديد من العراقيين مؤشرًا سلبيًا، فى ظل انتشار المخاوف من احتمال مهاجمة إسرائيل العراق، لكن هذا السيناريو مستبعد نوعًا ما، ومن المرجح أن تبقى السياسات الأمريكية تجاه العراق كما هى، متمحورة حول الأمن والمصالح الاستراتيجية».
فلسطين.. قد يدعم محاولات السيطرة على الضفة الغربية
قال السفير الفلسطينى السابق بركات الفرا إن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب سيحاول إخضاع المنطقة لإرادته، وابتزاز دول الخليج ماليًا بحجة أن يحميهم من إيران، وهى حجة كاذبة.
وأضاف «الفرا» أن «ترامب» سيعمل على دفع عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وبين إسرائيل وباقى دول الخليج العربى، متوقعًا فشله فى هذه المهمة.
وتابع: «كما سيعمل ترامب على تضييق الخناق على إيران ومنعها من امتلاك سلاح نووى ووضع عقوبات اقتصادية عليها».
وأشار إلى أن «ترامب» سيعمل على تنفيذ خطته السابقة بإقامة شبه دولة على جزء من أرض الضفة الغربية وجزء من غزة، وربما يوافق على ما يتمناه المتطرفون- رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزيره بتسلئيل سموتيرتش- على ضم الضفة الغربية.
وأوضح: «الإرادة الفلسطينية قادرة على إفشال المخططات الاستعمارية، ولن يسمح لهم الشعب الفلسطينى بتمرير مخططهم مهما بلغ حجم التضحيات».
سوريا.. موقفه يتحدد حسب مصالحه
ذكر النائب السورى مجيب دندن أن العالم يعرف الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، بما رآه فى ولايته السابقة، موضحًا: «ترامب الذى أعلن سابقًا فى ٢٠١٩ عن سحب قواته من سوريا وتراجع عن هذا القرار، سيكون موقفه تجاه الملف السورى متوقفًا على مزاجيته ومصالحه رغم ما جرى إعلانه خلال الحملة الانتخابية».
وأشار «دندن» إلى أن هناك قلقًا من أن يكون الجنود الأمريكان وقودًا بين القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مؤكدًا أن التصريحات الانتخابية قد لا تتحقق بعد تسلم «ترامب» الرئاسة من جديد.
لبنان.. اللوبى الصهيونى سيجعل تنفيذ وعوده بالتهدئة صعبًا
أكد الكاتب والمحلل السياسى اللبنانى، محمد الرز، أهمية النظر بتمعن إلى وعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى أطلقها بشأن إنهاء الحرب فى غزة ولبنان، موضحًا: «إذا نظرنا بعقلانية إلى وعود ترامب بإنهاء الفوضى فى الشرق الأوسط، سنجد أنه من المبكر الحكم على جديتها».
وقال «الرز»: «إسرائيل لم تتوقف بالتزامن مع وعود الرئيس الأمريكى، بل استمرت فى هجماتها على لبنان وقطاع غزة، ما يعكس احتمال أن تواجه هذه الوعود تحديات كبيرة بسبب تأثير اللوبيات الداعمة لإسرائيل فى الولايات المتحدة».
وأشار إلى أن تعيينات «ترامب» قد تكون مؤشرًا على طبيعة السياسات التى سيعتمدها فى الشرق الأوسط؛ فقد عين رجل الأعمال اليهودى والمقرب منه، ستيفان ويتكوف، مبعوثًا خاصًا للشرق الأوسط، وكذلك عيّن مايك هوكابى، الداعم للاستيطان الإسرائيلى، سفيرًا للولايات المتحدة فى إسرائيل.
وتابع: «هذا الاختيار يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق تهدئة حقيقية، خاصة أن هوكابى يدعم سياسات الاستيطان ويعتبر الضفة الغربية جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل.. كل ذلك يسهم فى تأخير الحلول التى قد لا تتضح حتى شهر أبريل المقبل».
وأوضح أن المراقبين يراهنون على أمرين؛ أولًا تصاعد المواجهات الميدانية فى لبنان وغزة، التى قد تكسر الخطة الإسرائيلية، وثانيًا الضغط العربى الرسمى لمواجهة الحرب.
فى السياق ذاته، قال السياسى اللبنانى والنائب السابق عن تيار المستقبل، مصطفى علوش، إن «ترامب» قد يجد صعوبة فى فرض رؤيته للسلام فى المنطقة، ما لم يكن لديه نهج متوازن يحفظ مصالح جميع الأطراف.
وأوضح «علوش»: «لبنان فى حاجة إلى استقرار، والسياسات الأمريكية يمكن أن تسهم فى تحقيق هذا الاستقرار فقط إذا كانت متوازنة وليست متحيزة لأى طرف»، مشيرًا إلى أن حزب الله يمثل نقطة حساسة فى هذه المعادلة؛ إذ يُنظر إليه فى لبنان على أنه قوة عسكرية قوية، ولكن سياساته الخارجية تدفع البلاد إلى التوتر.
وأكد: «ترامب سيواجه ضغطًا شديدًا من قبل اللوبيات المؤيدة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، لكن الأمل يبقى فى أن يدرك أهمية الاستقرار الإقليمى».
أما المتحدث باسم حزب القوات اللبنانية، شارل جبور، فقال: «الولايات المتحدة انتقلت من إدارة ديمقراطية تعتمد سياسة الاحتواء مع إيران إلى إدارة جمهورية تتبنى موقفًا سياسيًا حازمًا وقاطعًا».
وأوضح «جبور»: «ترامب لا يسعى إلى إعادة انتخابه، وهو متحرر من التزامات ولاية ثانية، ما قد يجعله أكثر استقلالية وحزمًا فى اتخاذ قرارات تاريخية.