سلسلة "العبور" تصدر 5 إصدارات جديدة عن حرب أكتوبر
تلعب سلسلة "العبور" إحدى إصدارات الإدارة العامة للنشر الثقافى بالهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة تحرير الكاتب محمد نبيل، مدير التحرير محمد سلطان؛ دورًا كبيرًا في إلقاء الضوء على الثقافة العسكرية وإظهار تاريخ الجيش المصري وبطولاته، والتشابك مع المجتمع المدني من خلال ما تقدمه من دراسات ورؤى استراتيجية مهمة للمجتمع المصري.
ومن المقرر صدور 5 مؤلفات عن سلسلة "العبور" خلال أيام قليلة، تحت عناوين "ذكريات مواطن عن حرب أكتوبر" للواء أركان حرب متقاعد علي علاء الدين، و"أنور السادات وحرب أكتوبر 1973" لـ"محمد عبد الحميد أحمد علي"، و"حكايات من حرب الاستنزاف" و"الأولة في القتال.. الله أكبر" لـ"محمد علي السيد"، و"رجال من الفولاذ" لـ"مدحت حسن"، توثق حرب السادس من أكتوبر 1973 بشهادات أبطالها.
من أجواء كتاب "ذكريات مواطن عن حرب أكتوبر"
حتى لا تضيع ذكريات انتصارنا فى زحمة الحياة، وننساها مع الأيام، وتصبح ذكراها مجرد يوم يأتى كل عام نحتفل فيه بسماع أغانى وطنية واكبت أحداث الحرب، يلقي هذ الكتاب الضوء مجددا على حرب أكتوبر فى شكل قصصى من خلالِ سردٍ لذكريات مواطن شارك فيها، وشهد الأحداث الوطنية والحروب التى وقعت قبلها؛ حتى يعرف أولادنا وأحفادنا ماذا قدم الآباء والأجداد فى حرب أكتوبر من تضحيات وبطولات، وماذا جرى لهم فى الحروب السـابقة لها.
ويتناول كتاب اللواء أركان حرب متقاعد علي علاء الدين الأحداث المتشابكة والمؤثرة خلال أكثر من ثلاثة عقود، بدءا من قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ودخولنا حرب عام 1956، مرورا بتجربة الوحدة مع سوريا الشقيقة فى عام 1958، ثم وقوع الانفصال فى عام 1961، وانعطافاعلى حرب اليمن عام 1962 التى استمرت خمس سنوات، تأييدا للثورة اليمنية، وحتى وقوع نكسة عام 1967 المؤلمة، وصولا إلى انتصارنا فى حرب أكتوبر 1973 تحت قيادة الرئيس أنور السادات، وانسحاب القوات الإسرائيلية فى الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، بعد خمسة عشر عاما من الاحتلال، وأخيرا عودة طابا إلى أرض الوطن، ورفع الرئيس مبارك علمنا عليها عام1989، بعد سبع سنوات من المعارك التفاوضية الصعبة، التى لا تقل ضراوةً عن معارك ميادين القتال.
لا تُمثل "ذكريات مواطن عن حرب أكتوبر" حالة شخصية أو سيرة ذاتية، كما لا تُعتبر مذكِّرات، بل ذكريات جيل كامل، عاش هذه الفترةَ بحلوِها ومرِّها من الهزيمة، وحتى تحقيق النَّصر واستعادة سيناء المحتلة.
والأحداث والبطولات الواردة فى الذكريات حقيقية، لكن الأسماء من وحى الخيال، وتعكس دورَ المواطن المصرى المقاتل فى تحقيق هذا الانتصار، رغم حالة اليأس التى مررنا بها والضغوط الخارجية التى تعرَّضنا لها، وتُبرز كيف كان الإنجازُ عظيما وصفحة مشرقة فى تاريخ الشعب المصرى، خاصةً أنها الحرب الوحيدة عبر تاريخ الصراع العربى-الإسرائيلى التى حققنا فيها انتصارا، واستعدنا كرامتنا وكبرياءنا بعد سلسلة من الهزائم فى ثلاث حروب سابقة، زُج فيها بقواتنا المسلحة فى ميادين القتال دون تخطيط أو إعداد، وعدم وجود خطة واضحة لقواتنا فى سيناء، فلم يصدر لها توجيه سياسى عسكرى، ولم تراعِ القرارات السياسية إمكانياتنا وقدراتنا القتالية، فكانت النتائج مؤلمة والآثار موجعة.
هذه الذكريات مهداة إلى أجيال الأبناء والأحفاد التى لم تعش تلك الفترة، لعلها تقرأ حتى تعرف الحقيقة وتُدرك ماذا قدم آباؤهم وأجدادهم من تضحيات دفاعا عن الوطن.
"أنور السادات وحرب أكتوبر 1973"
ويتناول كتاب "أنور السادات وحرب أكتوبر 1973" "محمد عبد الحميد أحمد علي" في الفصل الأول المواجهات العربيَّة–الإسرائيليَّة السابقة على حَرب أكتوبر 1973، وكيف لعبت الولايات المتحدة الأمريكيَّة أدوارا متعددة لدعم إسرائيل فى حَرب الخامس من يونيو 1967، ويستعرض حَرب الاستنزاف وللاستنزاف المضاد الذى لجأت إليه إسرائيل، ويتطرق للمواجهات العَسكريَّة السابقة فى أعوام 1948 و1956 ثم 1967.
والفصل الثانى يتناول البيانات العَسكريَّة الأربعة الأولى الصادرة عن القيادة العامة للقوَّات المسلَّحة المصريَّة والتى أتت فور اندلاع حَرب أكتوبر، وكيف تحقَّقت المفاجأة الكاملة والناجحة عبر خطط وأساليب ودراسات أعدت ونفذت على أفضل ما يكون، ثم يختتم بتحليلات مختلفة لعملية الخداع وتحقيق المفاجأة ولم يتجاهل التحليلات الغربية بل والإسرائيليَّة.
أما الفصل الثالث فيتناول قَرار الرَّئيس السَّادات بخوض القِتال، وكيف كانت صعوبة اتخاذ هذا القَرار. ويتناول التوجيه الاستراتيجى الصادر عن الرَّئيس السَّادات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوَّات المسلَّحة وقتها تاليا للتوجيه السِّياسى والعسكرى، وكيف حدد الرَّئيس السَّادات الهدف من خوض القِتال وكيف جاء منطقيا ومحددا ومتسقا مع الواقع دونما تشنج أو مزايدة متلافيا أخطاء الماضى، وكيف كانت هناك أهداف محددة مطلوب تحقيقها قبل بدء القِتال.
وجاء الفصل الرابع متناولا مَوقِف قوَّاتنا الجوية فى حَربى 1956 و1967 وكيف دمرت طائراتنا وهى رابضة على ممراتها على الأَرض للأسف فى المرتين، ولماذا كانت القوَّات الجوية هى المشكلة الكبرى من وجهة نظر الرَّئيس عبد النَّاصِر.
ثم كان الفصل الخامس الذي تناول معوقات عملية عُبور قوَّاتنا لقناة السويس، والابتكارات والأفكار المصريَّة للتغلب على عوائق العُبور وتلك المشاورات والدراسات بين مختلف الضبَّاط بل وصف ضبَّاط. وفشل الذراع الطولى الإسرائيليَّة لإعاقة عملية العُبور لبراعة الدِّفاع الجوى المصرى وكيف أنشئ كقوة رابعة بقوَّاتنا المسلَّحة؟ وسلاح المهندسين ودوره البطولى فى سرعة إقامة وانشاء كبارى العُبور فى زمن قياسى رغم كل المعوقات.
ثم كان الفصل السادس لتناول بداية ظروف وملابسات إنشاء خطّ بارليف ونقاطه الحصينة وكيفية حصارها ثم الهجوم والانقضاض عليها فى جسارة وجرأة، وكيف سقطت أول نقطة حصينة حوالى الساعة الثالثة ظهرا فى اليوم الأول لبدء الحَرب أى بعد حوالى الساعة فقط من بدء القِتال ثم توالى سقوط النقط الحصينة تباعا وكيف تخلت إسرائيل عن عقيدتها العَسكريَّة والدينيَّة فتركت جُنودها لمصيرهم المحتوم وتخلت عنهم.
بينما تناول الفصل السابع المحاولات الإسرائيليَّة المتكررة لمحاولة صد الهجوم المصرى الناجح، فى محاولة منها لإعادة القوَّات المصريَّة من الضفة الشرقية لقناة السويس إلى ضفتها الغربية! ومحاولاتها تطوير هجومها حال تمكنت من صد الهجوم المصرى، وتكبد إسرائيل خسائر غير مسبوقة.
وجاء الفصل الثامن لنستبين منه كيف سقطت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى أشاعوا عنه أنه لا يقهر، وتناول هذا الفصل قضية شائكة وهى: لماذا لم تندفع قوَّاتنا عبر الصحراء الشاسعة على إثر النتائج والاكتساح الحادث بمعرفة القوَّات المصريَّة؟
وفى الفصل التاسع تناول للاستغاثات الإسرائيليَّة بالولايات المتحدة الأمريكيَّة، وعملية تطوير الهجوم المصرى والوقفة التعبوية للقوَّات المصريَّة خاصة واختلافات كثيرة دارت حولها، فهل كانت تلك الوقفة التعبوية بلا هدف؟ أم كانت لها أهداف محددة؟ وهل نجحت عملية تطوير الهجوم المصرى؟ أم فشلت؟ وتطرق للتدخل الأمريكى فى القِتال، وهل يعتبر من قبيل التدخل المباشر،أم كان بطريقة غير مباشرة؟
أما الفصل العاشر فتناول عملية التسلل الإسرائيلى للضفة الغربية لقناة السويس، والدور الأمريكى السابق لذلك التسلل وكيف قام باستطلاع للجبهة كاملة بل ولعمق مصر! وكيف أثر الخطأ الأولى فى تقييم التسلل الإسرائيلى لغرب القناة مما جعل التعامل معه عاديا وروتينيا فى بدايات الأمر. وتطرق لعديد من التساؤلات حول الثَّغرة وآثارها ونتائجها، وقبول الرَّئيس أنور السَّادات لوقف إطلاق النار.
أما الفصل الحادى عشر فيتناول بمزيد من التفصيل عمليات الدعم الأمريكى لإسرائيل، وكيف أن هذا الدعم بدأ منذ اليوم الأول للقِتال ولم يكن قاصرا فقط على مرحلة الثَّغرة كما يظن البعض، وكيف كان السَّادات شخصية متزنة وعاقلة فمثلما كان جريئا باتخاذه لقَرار الحَرب مثلما كان جريئا أيضا بقبوله لوقف القِتال بعدما ثبت له أن الولايات المتحدة بدأت فعليا التدخل المباشر فى القِتال وليس تدخلا غير مباشر.
والفصل الثانى عشر تناول مَوقِف القوَّات الإسرائيليَّة غرب قناة السويس ولماذا لم يلتزم العدوّ الإسرائيلى بقَرار وقف إطلاق النار على الرغم من موافقته عليه وإقَراره به؟ والهدف من مخالفته وتجاهله للقَرار، وهل نجح العدوّ الإسرائيلى فى احتلال مدينة السويس؟ خاصة وقد أعلن نجاحه فى احتلالها ثم إذ به يتراجع عن ذلك.
والفصل الثالث عشر تناول كيف تحسَّب الرَّئيس السَّادات عند موافقته على قَرار وقف إطلاق النار بإصراره على ضمان القوتين العظميين لذلك الاتفاق، وتقييم عملية التسلل الإسرائيلى لغرب قناة السويس (الثَّغرة) وأيضا مباحثات الكيلومتر 101 وكيف وصلنا إليها وما أثمرته تلك المباحثات بما يتبين معه وضوحا فشل المغامرة الإسرائيليَّة تماما.
أما الفصل الرابع عشر فتناول مَوقِف الدول العربيَّة من المشاركة فى دعم المعركة على كافة الأصعدة وكيف أن الدعم العربى جاء متأخرا عن القِتال بَيْدَ أنه كان الأفضل والأقوى عبر تاريخ التضامن العربى، وماذا لو جاء هذا الدعم مبكرا؟
"رجال من الفولاذ".. نلتقى مع أبطال حرب أكتوبر 1973
على صفحات هذا الكتاب؛ وهو من تأليف الدكتور مدحت حسن؛ نلتقى مع بعض أبطال (الكواليس) فى حرب أكتوبر 1973، مجموعة صاعقة مصرية، هى المجموعة 139 قتال بقيادة العقيد أحمد أسامة إبراهيم، كانت هذه المجموعة مكونة من 4 كتائب صاعقة وقامت بأدوارٍ مجيدة فى المعركة.
شاركت في الحرب منذ اليوم الأول وحتى وقف إطلاق النار. أقامت المجموعة كمائن ناجحة عرقلت تقدم احتياطات العدو على المحور الأوسط والشمالي، وهو ما ساعد الجيش الثاني الميداني في العبور وإفامة رؤوس كباري دون تدخل قوي من مدرعات العدو. كما شاركت المجموعة في المجموعة في معركة الهجوم على حصن شرق بور فؤاد (حصن بودابست) أقوى حصون خط بارليف. كما كلفت المجموعة بمهمة الدفاع عن مدينة الإسماعيلية أمام هجوم قوات الجنرال الإسرائيلي الدموي آرييل شارون، ونجح الرجال في القضاء على سن الحربة الإسرائيلية في معركة أبو عطوة على مشارف الإسماعيلية، وهي المهمة التي نفذتها بنجاح شهد به العدو.
لقد كُلفت هذه المجموعة بأصعب المهام وأخطرها فى بداية الحرب ونهايتها، وفاقت خسائرها خسائر باقى مجموعات الصاعقة.
يضم الكتاب شهادات ومذكرات مجموعة من أبرز رجال مجموعة أسامة (اللواء مدحت حسن عثمان الذى كان رئيسا لأركان المجموعة، اللواء مصطفى حامد سليمان الذى كان رئيسا لاستطلاع المجموعة، اللواء على أمين كان قائد الكتيبة، اللواء صادق عبد الواحد كان رئيسا لعمليات الكتيبة، اللواء حمدى شلبى كان قائد السرية، اللواء على حلمى كان قائد الفصيلة، العقيد محمد التميمى كان قائد الفصيلة صاعقة).
هذا الكتاب يبقى مجرد محاولة متواضعة، لكشف بعض بطولات رجال قواتنا المسلحة، خلال أصعب اللحظات.. فى مواجهة الموت، خلال معركة العبور العظيم التى تظل أكثر الأعمال العسكرية العربية إبهارا فى التاريخ العسكرى الحديث.