رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تتوقف الحرب الإسرائيلية قريبًا؟

 أعتقد أن اللقاء الأخير بين الرئيس عبدالفتاح السيسى مع وليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بحضور الوزير حسن رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، له دلالة قاطعة على تفهم الإدارة الأمريكية الرؤية المصرية فى وقف الحرب الإسرائيلية البشعة التى امتدت لمدة عام حتى الآن، وأهمية إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذى يعانى الأمرّين جراء عمليات القتل والقمع والتخريب فى البشر والبنية الأساسية التى سببتها الآلة العسكرية الإسرائيلية. 

هذا اللقاء فى مثل هذا الوقت بالتحديد له دلالة قاطعة على أهمية الاستماع إلى الرؤية المصرية، التى طالما أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مرارًا وتكرارًا، من أجل وقف الحرب الإسرائيلية، ومنع دخول المنطقة والإقليم إلى حرب إقليمية شاملة.. هذا اللقاء بالتحديد يعنى أن الرؤية المصرية باتت على وشك التنفيذ، ويعنى أيضًا أنه لا حل لوقف المشهد المعقد جدًا فى المنطقة إلا بضرورة الانصياع إلى رؤية مصر الثاقبة فى هذا الأمر. 

لقد تناول اللقاء بين الرئيس ورئيس الاستخبارات الأمريكية مستجدات الجهود المشتركة للتهدئة فى قطاع غزة، وسبل دفع المفاوضات قدمًا للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين، وكذا النفاذ الفورى والكامل للمساعدات الإنسانية باعتباره أولوية قصوى لمصر فى ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع.

كما تم تأكيد أهمية تطبيق حل الدولتين، كونه مسار تحقيق السلام والأمن فى المنطقة.

وتطرق اللقاء إلى الأوضاع فى لبنان، وكذا التصعيدات المتبادلة التى شهدتها المنطقة مؤخرًا، حيث أكد الرئيس أهمية التوصل بشكل عاجل لوقف إطلاق النار فى لبنان بما يحفظ سيادته وسلامة أراضيه، ويحمى استقراره وأمن شعبه الشقيق، كما حذر الرئيس من خطورة استمرار التصعيد على المستوى الإقليمى بما له من تداعيات جسيمة على شعوب المنطقة كلها.

وما زلت عند الرأى أن دور مصر فى هذه المسألة هو المهم والأساسى، وأن وقف الحرب الإسرائيلية يمنع وقوع حرب إقليمية، وهذا هو الحل الوحيد من أجل ضمان سلامة العالم أجمع وليس المنطقة والإقليم وحدهما. ومن هذا المنطلق أعتقد أن الأيام المقبلة ستحمل أخبارًا سارة من أجل وقف الحرب الإسرائيلية البشعة، التى وقف المجتمع الدولى بكامله متفرجًا عليها. وكما قلت من قبل، فإن مفتاح الحل هو بإشارة أمريكية وستقف على الفور. وأعتقد أيضًا أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الاستخبارات الأمريكية له أسباب قوية، من ضمنها السماع جيدًا إلى الرؤية المصرية وإيجاد الحلول فى أسرع وقت.

والمعروف أن الدولة المصرية قامت بجهود كبيرة، لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، مع كل الأطراف الضالعة، خاصة المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وهذا ما دفع هذه القوى لتغيير مواقفها وتأييد رؤية مصر الشاملة لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى لإقامة دولة فلسطينية.

كما أن جهود مصر أسهمت فى فضح أكاذيب الاحتلال الإسرائيلى ومجازره البشعة فى غزة، وبالتالى أدرك العالم عمق الأزمة الفلسطينية، خاصة على المسار الإنسانى.

ولا يخفى التناغم المصرى مع القوى الدولية فيما يتعلق بالرؤية المصرية، ما دفع معظم دول العالم إلى تغيير موقفها بشأن القضية الفلسطينية.

والحقيقة أن مصر منذ بدء الأزمة أعلنت عن رؤية شاملة لوقف الصراع من خلال خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل فى مفاوضات لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال «حل الدولتين»، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية. إن حل الدولتين هو المفتاح الوحيد لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط على المدى الطويل.. هل إذن تتوقف الحرب الإسرائيلية قريبًا؟