رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفاجأة المنتدى الحضرى العالمى.. مصر نموذج رائد فى التنمية المستدامة

من حق الإنسان أن ينعم بأجواء منعشة، وأن يتنفس الصعداء هوءًا نقيًا ورؤية بصرية تبعث الراحة والسكينة.. من حقنا جميعًا أن نعيش فى مدن حضرية بمواصفات عالمية.. مدن محاطة بساحات خضراء وحدائق غناء نقتبس من الطبيعة ما تجود به من صور إبداعية هى من صنع الخالق.
لأسباب مختلفة نرى العالم يتجه نحو التنمية الحضرية المستدامة فى خطوات جادة بدأتها الأمم المتحدة عام 2001 تم تدشين المنتدى الأول لمعالجة قضية التحضر العالمى، ومنذ ذلك الحين يعقد المنتدى كل عامين.. غدًا يعقد فى القاهرة إحدى الدورات المهمة لهذا المنتدى الهدف الرئيس منه هو النهوض بالتنمية المستدامة للدول المشاركة. من خلال بناء مدن ذكية حديثة يطوقها مساحات وحدائق خضرية، بما يقلل من ظاهرة الاحتباس الحرارى فى مواجهة الصناعات الكبرى الملوثة للمدن.
شعار منتدى القاهرة الحضرى فى دورته الثانية عشرة: «كل شىء فى المنزل.. إجراءات محلية من أجل مدن ومجتمعات محلية مستدامة».. هدفها جودة الحياة وتحقيق المساواة بين سكان الكوكب.
وفقًا  لتقارير وإحصائيات الأمم المتحدة، يعيش نحو نصف سكان العالم فى المدن الحضرية ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 70% بحلول عام 2050، حيث تؤثر هذه النسبة على اقتصاديات المدن وتغير المناخ والسياسات المعالجة لأضرار الزيادة السكانية وما يتبعه من تحديات تواجهها دول العالم، كما تتأثر القارة الإفريقية بهذه الزيادة التى قد تصل إلى ضعف تعداد السكان الحالى، وبالطبع تنعكس مثل هذه الزيادة على عاصمة مصر «القاهرة» أكبر المدن الإفريقية بشكل واضح عن قارات العالم، وإن كانت مصر تعلن جاهزيتها فى مواجهة جميع الأزمات التى قد تنجم عن هذه الزيادة السكانية وما يتبعها من تحديات.
اختيار الأمم المتحدة لانعقاد الدورة الثانية عشرة فى القاهرة لم يكن من قبيل الصدفة، إنما تأكيد على  الجهد الذى قامت به مصر ومكانتها الرائدة فى مجال التنمية المستدامة والحضرية، وفقًا لما حققته مصر من أرقام فى المجالات المختلفة للتنمية على مدار عشر سنوات مضت على سبيل المثال لا الحصر، فى مجال الطرق تم التخطيط لإنشاء عشرة آلاف كيلو متر.. فى مجال تطوير العشوائيات قدمت مصر نموذجًا عالميًا من تطوير وإزالة المناطق العشوائية إيمانًا من القيادة المصرية بحق الإنسان فى مسكن صحى يناسب المواطن المصرى، كما أن الدولة المصرية لديها برنامج طموح يهدف إلى بناء مصر حديثة وجمهورية جديدة يشهد به القاصى والدانى، وزوار مصر يعرفون كيف تغيرت الصورة القديمة بكل ما هو حديث.
مصر من الدول التى وضعت استراتيجاتها نحو التنمية المستدامة برؤية واضحة وعميقة حين بدأت فى التخطيط لمدن جديدة وفرت كل سبل التنمية المستدامة من خلال مشاريع تنموية تتناسب مع كل محافظة ومدينة وفقًا لمواردها الطبيعية والظروف البيئية، وفرت لهذه المدن رءوس الأموال والمشروعات التنموية التى يمكن لهذه المدن أن تحقق الاكتفاء الذاتى وتوفير فرص عمل، مما يقلل الهجرة الداخلية مثل دعم صناعة الأثاث فى دمياط.
مجالات التنمية المستدامة للمدن التى تستحق أن يطلق عليها مدن حضرية تحققت فيها ومن أجل مواطنيها كل نواحى الحياة الكريمة التى تحقق التنمية، سواءً فى مجالات التعليم والصحة  بما يحقق العدالة الحضرية للمواطن المصرى فى كل أنحاء الوطن.. من أجل ذلك كانت مصر رائدة وستظل رائدة فى المحيط العربى والإفريقى والعالمى فى تقديم نموذج عالمى يحقق التنمية المستدامة فى حق من حقوق الإنسان وفقًا للدستور والقانون المصرى.