رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس الغربية في مصر تحتفل بحلول تذكار جميع الموتى المؤمنين

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنائس الغربية المختلفة في مصر اللاتينية المارونية البيزنطية اليوم السبت بحلول تذكار جميع الموتى المؤمنين. 
وأنشأ تذكار جميع الموتى المؤمنين الراقدين القديس أوديلون عام 998، وقد رسم هذا التذكار وتذكار جميع القديسين البابا بونيفاسيوس، وذلك لأن المؤمنين الراقدين بالرب، وعليهم بعد قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحل السري، أو خطايا عرضية، لم يوفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون ان يكفروا عنها في المطهر لفترة زمنية ولذلك تقيم الكنيسة الصلوات والقرابين لأجل راحة النفوس المطهرية، فكما أقامت الكنيسة المجاهدة تذكاراً لشقيقتها المنتصرة في السماء، تقيم تذكاراً آخر لشقيقتها المتألّمة في المطهر. وهو أشهى تذكار على قلبها.


وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن كان الرُّسل أوّل مَن شاهدوا  يسوع معلّقًا على الصليب، فبكوا موته، ثمّ انتابهم هلع شديد من هالة قيامته، ولكن سرعان ما غمرتهم محبّة شديدة إثر تجلّي قوّته، فلم يتردّدوا ولو للحظة بأن يهرقوا دماءهم ليشهدوا للحقّ الذي رأوه بأمّ أعينهم.

فكّروا يا إخوتي، بما طُلب من الرُّسل: أن يذهبوا إلى أقاصي الأرض ليبشّروا بأنّ رجلاً ميتًا قد قام من بين الأموات وصعد إلى السماوات، وأن يتعرّضوا لشتّى أنواع العذابات إثر شهادتهم للحقيقة أمام عالم لا يكترث للحقّ: الحرمان، والنفي، والتكبيل بالسلاسل، والتعذيب الجسدي، والحرق، والتعرّض لهجوم الحيوانات الشرسة، والصلب، وأخيرًا الموت. هل كان هذا كلّه في سبيل المجهول؟

هل مات بطرس لمجده الخاصّ؟ وهل بشّر لمنفعته الخاصّة؟ مات هو، ليُمجّد شخص آخر. قُتل هو، فَعَبَدَ الناس آخر. وحدها شعلة المحبّة المتّقدة والإيمان بالحقيقة قادرة أن تشرح جرأة بهذا الحجم! مَن بشّروا به قد رأوه، فنحن لا نموت في سبيل حقيقة لسنا متأكّدين منها. أو هل كان عليهم نفي ما رأوه؟ ولكنّهم لم ينفوا: فقد بشّروا بهذا المائت وهم يعرفون بأنّه حيّ أبدًا، وعرفوا في سبيل أيّ حياة يزهدون بحياة الأرض، وفي سبيل أي سعادة يتحمّلون العذابات العابرة، ومن أجل أي مكافأة لا يكترثون بهول المعاناة. يا لهذا الإيمان، فهو أكبر من العالم بأسره!