"من الشك إلى الإيمان".. لماذا لاحقت تهمة "الإلحاد" مصطفى محمود ؟
يصادف اليوم ذكرى وفاة الكاتب والمفكر مصطفى محمود، الذي رحل عن عالمنا في 31 أكتوبر 2009، تاركًا إرثًا كبيرًا من الكتب الفكرية والفلسفية في المكتبة العربية، وخلال أعماله الفكرية حاول مصطفى محمود اكتشاف وجود الله في حياتنا، وبدأ رحلته في الشك مبكرًا، وهو صغيرًا، وترجم شكوكه هذه في الكثير من أعماله، فلاحقته الكثير من اتهامات "الإلحاد".
لماذا لاحقت مصطفى محمود اتهامات الإلحاد؟
ووفقًا لكتابه "رحلتي من الشك إلى اليقين"، يتذكر مصطفى محمود رحلة تمرده والشك الذي اختلج قلبه، وهو في مرحلة المراهقة، حينما كان لا يتجاوز الـ14 من عمره، وتسأل: "تقولون أن الله خلق الدنيا لأنه لابد لكل مخلوق من خالق ولابد لكل صنعة من صانع، ولابد لكل موجود من موجد.. فلماذا لا يصح في تصوركم أيضًا أن الدنيا جاءت بذاتها لا خالق وينتهي الإشكال".. وبسبب هذه الكلمات أثار مصطفى محمود الكثير من اللغط حول شخصية مصطفى محمود بل واتهامه الكثيرين بالإلحاد.
هل كان مصطفى محمود ملحدًا؟
وفي كتابه "الله والإنسان"، سعى مصطفى محمود إلى نفي الاتهامات التي واجهته بالإلحاد، وهي تهمة طالت الكثير من المفكرين، لينفى به محمود عن نفسه تهمة الإلحاد، قائلًا: "أن الله أقرب إلى الذين يجتهدون في فهمه من الذين يؤمنون به إيمانًا أعمى".
وعن رحلته الفكرية، التي دونها في الكثير من أعماله، كشف أنه خلال ثلاثون عامًا من المعاناة والشك والنفي والإثبات، ثلاثون عامًا من البحث عن الله!، قرأ فيها عن البوذية والبراهمية والزرداشتية، ومارس تصوف الهندوس القائم عن وحدة الوجود حيث الخالق هو المخلوق والرب هو الكون في حد ذاته وهو الطاقة الباطنة في جميع المخلوقات، ولكنه لم ينفى وجود الله.
ثلاثون عامًا أثرى بها مصطفى محمود المكتبة العربية، بعدد كبير من الكتب أبرزها "حوار مع صديقي الملحد"، "رحلتي من الشك إلى الإيمان"، "التوراة"، "لغز الموت"، "الله والإنسان"، "لغز الحياة"، وغيرها..
ماذا يفعل الإنسان لكي يصل إلى الله؟
ولم يدع مصطفى محمود، فرصة إلا وكشف للجميع عن أفكاره تجاه "الله"، مؤكدًا: "الإنسان لكي يصل إلى الله لا بد أن يتخطى العالم المادي، ثم يتخطى نفسه، ثم يتخطى حدود عقله، فهو في هجرة دائمة ويقظة وانتباه، يخشى أن يغفل لحظة واحدة، فيُضرب على عينيه حجاب من تلك الحجب، يبعده عن محبوبه.. خالقه، الذي جعله قبلة أسفاره وهدف رحلته".