حفاوة تناسب مانفريد فيبر
السياسى الألمانى المحافظ مانفريد فيبر، يرأس كتلة «حزب الشعب» فى البرلمان الأوروبى، منذ سنة ٢٠١٤، وسنة ٢٠٢٢ صار الرئيس السابع للحزب، خلفًا لدونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى السابق، الرئيس البولندى الحالى، بعد منافسة شرسة مع ألكسندر ستوب، رئيس وزراء فنلندا الأسبق، ورئيسها الحالى، وكان مرشح التكتل الرئيسى لرئاسة المفوضية الأوروبية، فى الانتخابات التى جرت منتصف السنة الجارية، قبل ترشيح وانتخاب أورسولا فون دير لاين، المنتمية إلى التكتل نفسه، لفترة ثانية.
المجموعة أو الكتلة السياسية الأكبر فى البرلمان الأوروبى، منذ سنة ١٩٩٩، والأكبر فى المجلس الأوروبى، منذ سنة ٢٠٠٢، المعروفة اختصارًا باسم «EPP»، أسستها الأحزاب الديمقراطية المسيحية الأوروبية، سنة ١٩٧٦، ثم توسعت عضويتها لتشمل أحزابًا محافظة، وأخرى تنتمى إلى يمين الوسط، وأعطاها حجمها الكبير نفوذًا قويًا فى جميع مؤسسات الاتحاد الأوروبى.
المهم، هو أن فيبر، Manfred Weber، زار القاهرة أمس الأول، الإثنين، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، الذى اجتمع معه لاحقًا. كما استقبله المستشار حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، فى مقر المجلس بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومساء اليوم نفسه، التقاه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة، بحضور المستشار محمود فوزى، وزير الشئون النيابية والقانونية، والسفير وائل حامد، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.
التطورات غير المسبوقة، التى تشهدها العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، خاصة بعد ترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، جرى تأكيدها خلال لقاء الرئيس السيسى و«فيبر». كما أعرب رئيس كتلة «حزب الشعب» الأوروبى عن تقديره الكبير لمصر، وحرص كتلته السياسية على تعزيز التعاون معها، فى جميع المجالات، منوهًا بالعلاقات الاقتصادية المتشعبة والمتنامية، وزيادة الاستثمارات الأوروبية فى مصر، لتحقيق الاستفادة المشتركة من الجهود التنموية، التى تشهدها الدولة المصرية.
وأشاد «فيبر»، كذلك، بدور مصر الثابت والراسخ فى دعم الاستقرار الإقليمى، وجهودها الحثيثة لتسوية الأزمات القائمة بالمنطقة. وفى هذا السياق، أكد الرئيس السيسى ضرورة تضافر جهود الأطراف الدولية، بما فى ذلك الاتحاد الأوروبى، للدفع بقوة فى اتجاه التهدئة ووقف إطلاق النار فى غزة ولبنان، وإنهاء الاعتداءات فى الضفة الغربية، والإنفاذ الكامل والفورى للمساعدات، مؤكدًا أن حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، هو سبيل تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
مشددًا على الالتزام الأوروبى التام بتعزيز الشراكة المصرية الأوروبية، أشار «فيبر»، خلال لقائه رئيس مجلس النواب، إلى ضرورة استمرار الحوار البرلمانى الأوروبى المصرى، مكررًا إشادته بجهود مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمى. ومن جانبه، أكد «جبالى» تمسك مصر بثوابت الشراكة الاستراتيجية القائمة، مع الاتحاد الأوروبى، متطلعًا إلى دعم كتلة «حزب الشعب» لتعزيز هذه الشراكة.
تناول رئيس مجلس النواب، أيضًا، جهود الدولة المصرية لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الأمن الإقليمى، ومحاولاتها الحثيثة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. كما شدّد على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والوقف الفورى لإطلاق النار فى لبنان. كما تناول الجهود المصرية لوقف الحرب الجارية فى السودان، و... و... وأكد أن قضية الأمن المائى تأتى على رأس أولويات الأمن القومى المصرى، لافتًا إلى رفض مصر التام، السياسات الإثيوبية، بشأن ذلك السد، الذى تبنيه على النيل الأزرق، والقائمة على محاولة فرض الأمر الواقع.
.. وتبقى الإشارة إلى أن رئيس مجلس الوزراء استعرض خلال اجتماعه مع «فيبر»، مختلف جوانب وعناصر الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى. ولدى تناولهما الحزمة المالية، التى قرر الاتحاد تقديمها إلى مصر، خلال مراجعة الميزانية الأوروبية النصفية، أعرب الدكتور مدبولى عن تطلعه إلى دعم كتلة «حزب الشعب» من أجل سرعة صرف الشريحة الأولى من هذه الحزمة، وقيمتها مليار يورو، قبل نهاية السنة الجارية، وكذا من أجل التصويت، فى البرلمان الأوروبى، لصالح القرار الخاص باعتماد أربعة مليارات يورو، هى قيمة الشريحة الثانية، للسنوات الثلاث المقبلة.