رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل ترد إيران على الضربة الإسرائيلية الأخيرة؟.. محللة سياسية تكشف (خاص)

الباحثة السياسية
الباحثة السياسية في الشأن الإيراني سمية عسلة

أوضحت الباحثة السياسية في الشأن الإيراني، سمية عسلة، أن التوترات بين  إيران وإسرائيل تُظهر أن الحرب الدائرة بينهما، رغم استخدام كلا الطرفين أسلحة استراتيجية مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، هي حرب باردة، إذ لم تصب الهجمات البنية التحتية أو المدنيين في كلا البلدين حتى الآن.

وأضافت "عسلة"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة لإيران جاءت ضمن الخطوط الحمراء التي وضعتها الولايات المتحدة، والتي تمنع استهداف البنية التحتية والبرنامج النووي الإيراني.

وتفسّر هذا الضبط في الصراع بوجود تفاهمات غير معلنة بين الولايات المتحدة وإيران، خاصة بعد زيارة "بزشكيان" إلى الولايات المتحدة وتصريحاته عن العلاقات بين البلدين.

مسار تفاهمات إيرانية- أمريكية واستراتيجية إيران المستقبلية


وتشير "عسلة" إلى أن إيران، على ما يبدو، أبدت مرونة فيما يتعلق بملف الميليشيات المرتبطة بها في المنطقة، وتستغل وجود ميليشيا الحوثي كأداة ضغط أساسية بعد تراجع نفوذ "حزب الله" وضعف ميليشيات الحشد الشعبي في العراق. 

وترى الباحثة أن إيران تسعى لإعادة توجيه استراتيجياتها، لا سيما بتعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر بالقرب من اليمن، ما قد يكون بمثابة ورقة ضغط جديدة للتهديد بأمن الممرات المائية.

وأضافت أن إيران تراوغ فيما يخص ملفها النووي، حيث تروج لتوجهها نحو اتفاق جديد مع القوى الكبرى رغم تطلعها الفعلي لتطوير برنامجها النووي حتى الوصول إلى إنتاج قنبلة نووية بحلول عام 2025. 

وأضافت أن إيران تهدف من وراء هذا التطوير إلى الحفاظ على مصالحها، سواءً فيما يخص برنامجها النووي أو تحقيق انتعاش اقتصادي ولو مؤقت، لتهدئة الشارع الإيراني المحتج على تدهور الأوضاع المعيشية.

انقسامات داخلية وتحديات سياسية فى إيران


وأكدت "عسلة" أن قيادات المؤسسة العسكرية الإيرانية حالياً تتبادل الاتهامات حول المسئولية عن الفشل في حماية قادة بارزين، مثل إسماعيل هنية وهشام صفي الدين.

واختتمت بأن الانقسامات طالت حتى الحوزات العلمية الدينية في إيران، وعلى رأسها حوزة قم، ما يعبّر عن حالة الغضب والانشقاق داخل المؤسسة الدينية والسياسية الإيرانية، والتي قد تضعف موقف النظام الإيراني أمام التحديات الإقليمية والدولية المقبلة.