الطريق إلى البيت الأبيض.. خبراء أمريكيون يرسمون صورة مصغرة لمعركة الانتخابات الرئاسية
قبيل أسبوع من أهم انتخابات رئاسية تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الثلاثاء الموافق ٥ نوفمبر المقبل، بين كل من المرشح الجمهورى دونالد ترامب، الرئيس السابق، ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالى جو بايدن- اتفق عدد من الخبراء الأمريكيين على أن السباق نحو البيت الأبيض متقارب للغاية، ويصعب جدًا التنبؤ بالأقرب لحسمه.
وتوقع الخبراء الأمريكيون، فى حوارات خاصة مع «الدستور»، اندلاع أعمال عنف من قبل الجمهوريين، حال خسارة الرئيس السابق «ترامب»، واصفين فى الوقت ذاته منافسته كامالا هاريس بأنها «أضعف مرشح للديمقراطيين منذ جيمى كارتر». كما بينوا دور ما تسمى «الولايات المتأرجحة» فى حسم السباق لأى من المرشحين، متوقعين كذلك مقاضاة «ترامب» على جرائمه القانونية، سواء فاز بكرسى البيت الأبيض، أم خسره لصالح نائبة منافسه فى الانتخابات الماضية جو بايدن.
أليسون شورتل: «ترامب» عاد بقوة بعد تفوق مؤقت لـ«هاريس».. ومخاوف من اندلاع أعمال عنف حال خسارة المرشح الجمهورى
أكدت أليسون شورتل، أستاذ مشارك ومدير الدراسات العليا فى قسم «العلوم السياسية» بجامعة «أوكلاهوما»، صعوبة التنبؤ بالمرشح الأكثر قربًا من حسم السباق الانتخابى المنتظر، خاصة مع اشتعال المنافسة فى جميع أنحاء «الولايات المتأرجحة».
وقالت «شورتل»: «أنا أضع قاعدة عدم التنبؤ بالانتخابات الرئاسية، إلا إذا كان هناك فائز واضح حسب استطلاعات الرأى. لا تشير استطلاعات الرأى الحالية إلى فائز واضح. المنافسة مشتعلة فى جميع أنحاء الولايات المتأرجحة، التى تضم الناخبين الذين سيقررون من سيفوز فى الانتخابات».
وأضافت: «الفائز عادة هو المرشح الذى يوصل أنصاره إلى صناديق الاقتراع. وبينما شهدت بداية حملة هاريس الكثير من الحماس، حقق ترامب مكاسب فى الأسابيع الماضية، ما يجعل من الصعب معرفة من سيفوز فى انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل».
وتوقعت أن تشهد الفترة التى تسبق يوم الانتخابات، محاولة «ترامب» و«هاريس» إقناع كتلة التصويت الحاسمة، التى ستقرر نتيجة انتخابات هذا العام، والمقصود بها الناخبون الذين لم يحسموا أمرهم بعد فى «الولايات المتأرجحة».
وواصلت: «عندما ننظر إلى الولايات المتأرجحة، كانت استطلاعات الرأى تميل إلى هاريس، فى أواخر أغسطس الماضى، لكنها الآن متأرجحة بشكل أساسى. لا يمكن لأى استطلاع أن يحدد بشكل قاطع من سيفوز بالسباق، لأنه متقارب للغاية».
وأكملت: «فى الوقت الحالى، يبدو أن ترامب يحقق مكاسب فى هذه الولايات، لكن لا تزال أمامنا بضعة أسابيع، لذلك سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت هاريس ستعود بقوة مع اقترابنا من يوم الانتخابات أم لا».
وعن توقعاتها لمستقبل «ترامب» حال خسر الانتخابات الرئاسية، قال مدير الدراسات العليا فى قسم «العلوم السياسية» بجامعة «أوكلاهوما»: «نظرًا لسلوكه السابق، فمن غير المرجح أن يعترف ترامب بخسارة الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٤، إذا خسر أمام هاريس».
وأضافت: «فى عام ٢٠٢٠، رفض ترامب الإقرار بخسارة الانتخابات، رغم كل الأدلة التى تشير إلى ذلك. وفى السنوات التى أعقبت خروج ترامب من البيت الأبيض، شارك الرئيس السابق بشكل متكرر فى نشر معلومات مضللة حول تزوير التصويت فى ٢٠٢٠، لتفسير تلك الخسارة، ما دفع العديد من أتباعه إلى عدم الثقة فى نزاهة الانتخابات، رغم عدم وجود صعوبة لإثبات أنها نزيهة».
وواصلت: «وفقًا لمركز النزاهة العامة، أقرت ٢٦ ولاية أمريكية من أصل ٥٠ قوانين نزاهة الناخبين، بعد انتخابات ٢٠٢٠، ما يجعل التصويت أكثر صعوبة على مواطنيها. فى تحليل أجريته مؤخرًا مع المؤرخة كاثرين شوميكر بجامعة سيدنى، سيصدر قريبًا فى The Conversation، وجدنا أن هذه القوانين أدت إلى انخفاض نسبة الإقبال على التصويت فى الولايات الجمهورية فى الجنوب الأمريكى، وهى منطقة معروفة بانخفاض مستويات إقبال الناخبين».
وأكملت توقعاته لمستقبل «ترامب» حال الخسارة: «نظرًا لاستمراره فى استضافة زعماء العالم، خلال فترة ولايته كرئيس سابق، أعتقد أنه سيحاول مواصلة مشاركته غير الرسمية فى الشئون العالمية، حتى بعد خسارة انتخابات رئاسية أخرى».
وعن احتمالية أن تشهد الولايات المتحدة موجة جديدة من العنف إذا خسر «ترامب»، قالت «شورتل»: «وفقًا لاستطلاع حديث أجراه معهد أبحاث الدين العام، من المرجح أن يرى أنصار ترامب أن العنف جدير بالاهتمام لتحقيق أهداف سياسية، عبر جميع مقاييس العنف السياسى المتاحة».
وأضافت: «فى استطلاع تمثيلى على المستوى الوطنى شمل أكثر من ٥٠٠٠ أمريكى بالغ، يعتقد أكثر من نصف مؤيدى ترامب أن الأمريكيين المدانين لدورهم فى الهجمات العنيفة التى وقعت فى ٦ يناير على مبنى الكابيتول الأمريكى، هم (وطنيون حقًا محتجزون كرهائن من قبل الحكومة)».
وواصلت: «وفقًا لهذا الاستطلاع الوطنى، الذى تم إجراؤه فى يونيو من عام ٢٠٢٤، يمتلك أنصار ترامب أيضًا أسلحة بمعدلات أعلى بكثير من معظم الأمريكيين الآخرين، نحو الضعف، وهم أكثر عرضة بـ٥ مرات من الأمريكيين الآخرين للموافقة على ذلك».
وأكملت: «بعيدًا عن هذا المسار، قد يضطر الوطنيون الأمريكيون الحقيقيون للجوء إلى العنف من أجل إنقاذ بلدنا. لا تضمن هذه المعتقدات وقوع أعمال عنف إذا خسر ترامب. لكن أرقام استطلاعات الرأى تشير إلى أن أنصار ترامب أكثر استعدادًا للانخراط فى أعمال العنف من المواطن الأمريكى العادى»، معتقدة أن «حدوث العنف بعد خسارة ترامب قد يعتمد على الإشارات التى يقدمها المرشح الجمهورى لمؤيديه».
مخلص رعد: الرغبة فى «إدارة جديدة» ترجح كفة «دونالد»
رأى مخلص رعد مخلص، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «ميج» للاستشارات الاستراتيجية، أن هناك تقدمًا لـ«ترامب» على «هاريس»، خاصة فى ظل التحول النوعى الملحوظ لعدد كبير من الناخبين الديمقراطيين إلى ضفة اليمين الجمهورى، أملًا فى إدارة جديدة من شأنها تغيير الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
وقال «مخلص»: «فى الوقت الحاضر، حيث تحتدم المنافسة بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى الولايات المتحدة، يبدو واضحًا التقدم الذى يحرزه الحزب الجمهورى ممثلًا فى الرئيس دونالد ترامب، ومرشحه لمنصب نائب الرئيس».
وأضاف: «خير دليل على ذلك هو التحول النوعى الملحوظ لعدد كبير من الناخبين الديمقراطيين إلى ضفة اليمين الجمهورى، أملًا فى إدارة جديدة من شأنها أن تغير من الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى الأمريكى، الذى بات يهدد الاستقرار الداخلى أولًا، إلى جانب دور الولايات المتحدة على المستوى الدولى أيضًا».
وواصل: «من الواضح أن الصراع السياسى يزداد حساسية باقتراب موعد الانتخابات، مع تركيز ترامب وهاريس على استراتيجيات رئيسية، أهمها بالنسبة لترامب، التواصل مع القواعد الشعبية بشكل واسع، وتحديدًا تجمعات كبيرة فى ولايات ومدن ذات أهمية استراتيجية، ما من شأنه تقوية وتعميق جذور الثقة مع الناخبين هناك».
وأكمل المتخصص فى الشئون الخارجية والأمن القومى الأمريكى: «الرسائل الموجهة، والتركيز على الولايات المتأرجحة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المحلية، وطموحات الشعب الأمريكى، سيكون لها الأثر الأكبر على مسار ونتائج الانتخابات».
وبالنسبة لـ«هاريس» تحديدًا، رأى «مخلص» أن محور حملتها الانتخابية يدور حول بناء التحالفات، من خلال التركيز على المجتمعات المتنوعة والجوانب الاجتماعية، وتسليط الضوء على أهداف الإدارة الحالية والمستقبلية، وحشد الناخبين من الشباب والأقليات.
وأضاف: «من الضرورى ملاحظة أن النطاق العام لحملة هاريس يبتعد بشكل كبير عن أى طرح جاد، ويفتقر إلى خطط واضحة أو برنامج محدد يخص التحديات الداخلية التى تواجه المجتمع الأمريكى، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية»، معتبرًا أنه «فى نهاية الأمر، سيتعامل كلا المرشحين مع مشاعر الناخبين والأحداث الجارية أثناء محاولاتهما النهائية لكسب السباق».
وقال رئيس «ميج» للاستشارات إن الخطاب المتوازن، والشفافية فى معالجة القضايا الداخلية التى تواجه الشعب الأمريكى، والرغبة الجادة فى مواجهة التحديات والأزمات الدولية، كلها عوامل من شأنها تغيير الواقع فى «الولايات المتأرجحة».
وأضاف «مخلص»: «من المهم الإشارة إلى أن عددًا من الولايات المتأرجحة بدأ يشهد تحولًا ديناميكيًا فى اتجاه الناخبين وميلهم نحو التغيير الشامل الذى يدعو إليه الحزب الجمهورى، وعلى رأسه الرئيس السابق دونالد ترامب».
وعما ينتظر «ترامب» إذا خسر الانتخابات الرئاسية، قال «مخلص»: «من المعروف أن ترامب لم يدخل عالم السياسة من باب الحاجة للظهور أو الرغبة فى السلطة، وإنما رغبة منه فى إعادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى موقعها الاستراتيجى عالميًا، وتصحيح مسار الدولة والمؤسسات، الذى خرج عن إطاره العام منذ أكثر من عقد أو عقدين من الزمن، شهدت فيها البلاد تقلبات كثيرة، وحملات تأثير ممنهجة، وتغيرًا جذريًا فى هيكل الدولة، والأساس الذى بنيت عليه المؤسسات الأمريكية». وأضاف: «بالتالى، أنا أثق، وكما هو الحال بالنسبة للكثير ممن يعرفون الرئيس ترامب عن قرب، فى أن خسارة الانتخابات لن تؤثر على سير ثورة الإصلاح، بل ستزيد من عزيمة وإصرار الرئيس ترامب ومؤيديه فى السعى قدمًا لتصحيح المسار، ومحاولة إعادة بريق الولايات المتحدة من جديد، وإن كان ذلك من خلال جبهة معارضة سياسية داخلية، أو تحالفات مصغرة داخل الكونجرس».
فادى الحلانى: الولايات المتأرجحة هى ساحات القتال الرئيسية بين الطرفين
اتفق فادى الحلانى، الباحث فى المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية العربية، مع سابقيه بشأن صعوبة التنبؤ بالمرشح الأقرب للفوز بسباق الرئاسة، بين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
وقال «الحلانى»: «التنبؤ بالفائز أمر معقد، لأنه يعتمد على نسبة إقبال الناخبين، والناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، والولايات المتأرجحة. إذا كانت الانتخابات بين ترامب وهاريس، فإن قاعدة الناخبين الثابتة لترامب، وخاصة بين الأمريكيين من الطبقة العاملة، تجعله مرشحًا تنافسيًا، ومع ذلك، إذا تمكنت هاريس من تعزيز الدعم الديمقراطى، وتنشيط الكتل التصويتية الرئيسية كالناخبين السود والنساء وناخبى الضواحى، قد تكون لها الأفضلية».
وأضاف الباحث فى المجلس الوطنى للعلاقات الأمريكية العربية: «ونظرًا لاتجاهات استطلاعات الرأى الأخيرة، فقد يقتصر الأمر على الولايات المتأرجحة الرئيسية، مثل بنسلفانيا وجورجيا وأريزونا، حيث يمكن للهوامش الضيقة أن تحدد النتيجة النهائية للسباق المنتظر».
وتوقع أن يتبنى «ترامب» استراتيجية «عالية الطاقة»، فى اللحظات الأخيرة من السباق إلى البيت الأبيض، مع التركيز على التجمعات الحاشدة فى الولايات التى تشهد معركة وتعبئة لقاعدته الانتخابية.
وأضاف: «حملة ترامب ستعمل على مخاطبة المخاوف الاقتصادية، والمخاوف المتعلقة بالهجرة، مع تأطير عودته باعتبارها ضرورية لـ(استعادة أمريكا)، من خلال انتشار واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وهجمات حادة على سجل هاريس».
فى المقابل، والحديث لا يزال لـ«الحلانى»، من المحتمل أن تؤكد كامالا هاريس بناء التحالفات بين الأقليات والنساء والناخبين الأصغر سنًا، مع وضع نفسها كقوة استقرار ضد خطاب «ترامب» الأكثر إثارة للانقسام، فضلًا عن تركيز استراتيجيتها على حماية الولايات الرئيسية التى فاز بها الديمقراطيون فى عام ٢٠٢٠.
ورأى أن «الولايات المتأرجحة»، مثل بنسلفانيا وويسكونسن وجورجيا وأريزونا، ستكون «ساحات القتال الرئيسية»، خاصة أن استطلاعات الرأى تُظهر هوامش ضئيلة للغاية فى هذه الولايات.
وأضاف: «فى أماكن مثل ويسكونسن وجورجيا، سيكون إقبال الناخبين من بين الأقليات، وسيكون الناخبون فى الضواحى حاسمين بالنسبة لهاريس. وفى الوقت نفسه، يأمل ترامب فى قلب الولايات، من خلال زيادة نسبة الإقبال على التصويت بين الناخبين فى المناطق الريفية والطبقة العاملة». وواصل: «غالبًا ما كان المستقلون يميلون نحو الاستقرار، وهو ما قد يفيد هاريس. ومع ذلك، فإن أى أخطاء ملحوظة من جانب الحملة الديمقراطية يمكن أن تسمح لترامب بسد الفجوة مع منافسته».
وعمّا ينتظر «ترامب» إذا خسر الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال فادى الحلانى: «من المرجح أن يواجه تحديات متعددة، منها المشاكل القانونية، فهناك العديد من القضايا القانونية الجارية ضده، بدءًا من تعامله مع المستندات السرية، حتى التحقيقات المالية؛ لذا فإن خسارة الانتخابات قد تجعل من الصعب عليه تجنب هذه التهديدات القانونية».
وأضاف «الحلانى»: «قد تؤدى خسارة ترامب إلى إثارة صراع داخلى داخل الحزب الجمهورى، حيث تناقش الفصائل ما إذا كان عليها الابتعاد عن علامته الشعبوية، أو مضاعفة جهودها فى الانتخابات المقبلة».
وواصل: «وحتى لو خسر، نفوذ ترامب قد لا يتضاءل. من الممكن أن يظل قوة سياسية كبيرة، سواء فى تأييد المرشحين المقبلين، أو الترشح مرة أخرى فى عام ٢٠٢٨، خاصة أن مشاريعه الإعلامية، مثل Truth Social، ستضمن بقاءه على صلة بالخطاب العام».
جون روسوماندو: هاريس أضعف مرشح ديمقراطى منذ جيمى كارتر
توقع جون روسوماندو، الخبير فى شئون الأمن القومى الأمريكى، فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، خاصة فى ظل «ضعف» منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وقال «روسوماندو»، ردًا على سؤال حول توقعاته الأخيرة للسباق نحو البيت الابيض: «أعتقد أن الاحتمال الأكبر هو فوز ترامب، بناءً على استطلاعات الرأى الأخيرة، لأن كامالا هاريس هى أضعف مرشح قدمه الديمقراطيون منذ جيمى كارتر»، وفق وصفه.
وأضاف خبير الأمن القومى الأمريكى، حول كيفية تعامل الديمقراطيين مع هذا «الضعف»: «الاحتمال الأكبر أن الديمقراطيين سيمارسون أعمال شغب، حال حدوث الأمر المحتمل وهو فوز ترامب، تمامًا كما فعلوا فى عام ٢٠١٦».
واعتبر أن أداء «هاريس» ضعيف بين الأقليات، خاصة المجتمع العربى فى «ميشيجان»، الذى تحتاجه للفوز بهذه الولاية الرئيسية، واصفًا كامالا هاريس بأنها «غير محبوبة»، تمامًا مثل هيلارى كلينتون.
واختتم بقوله: «خطط الديمقراطيون لأعمال شغب، إذا فاز ترامب فى عام ٢٠٢٠. وفعلوا ذلك قبلها فى ٢٠١٦. وبالمثل سيقدمون على أعمال شغب، إذا فاز ترامب هذه المرة. لذا أعتقد أن التهديد يأتى من أنصار هاريس».
جون والكوت: التنبؤ بالمرشح الأقرب إلى حسم السباق «صعب»
أكد جون والكوت، أستاذ مساعد فى كلية «والش» للخدمة الخارجية بجامعة «جورج تاون»، صعوبة التنبؤ بالمرشح الأقرب لحسم السباق الرئاسى.
وقال «والكوت»: «ليس لدىّ أى فكرة عمن سيفوز، ولا أى شخص آخر. أكن احترامًا كبيرًا لشركات الاقتراع، لكن عددًا من العوامل، بما فى ذلك الهواتف المحمولة، والعزوف المتزايد بين الناس عن التحدث بحرية، جعلت مهمة هذه الشركات صعبة على نحو متزايد».
وأضاف: «الولايات المتحدة تعتمد على نظام الهيئة الانتخابية، وهو عبارة عن حل وسط بين الولايات ذات الكثافة السكانية العالية والأقل، ويمنح عددًا من الأماكن تأثيرًا غير متناسب».
وتطرق الأستاذ المساعد فى كلية «والش» للخدمة الخارجية إلى كيفية إدارة «ترامب» و«هاريس» اللحظات الأخيرة من السباق إلى البيت الأبيض، قائلًا: «لقد غيرا مسار مناقشة سياساتهما بالفعل إلى شن هجمات شخصية على بعضهما البعض، مع استخدام الرئيس السابق دونالد ترامب لغة أكثر حدة فى حملته».
وعن توقعاته لموقف «ترامب» حال خسارته الانتخابات الرئاسية، وإذا ما يمكن أن تشهد البلاد موجات عنف، كما حدث عام ٢٠٢١، قال «والكوت»: «أتوقع استمرار المعارك القانونية من قبل ترامب. ويبدو أن بعض أتباع الرئيس السابق الأكثر تطرفًا يستعدون لاتخاذ إجراءات، كثير منها قانونى وبعضها عنيف، لمحاولة ضمان فوزه»، وفق تعبيره.
أدريان كالاميل: استطلاعات الرأى أخطأت كثيرًا فى الانتخابات السابقة
وصف أدريان كالاميل، الباحث فى الشأن الأمريكى، التنبؤ بالمرشح الأكثر قربًا من حسم الانتخابات الرئاسية بأنه أمر مستحيل، مشيرًا إلى أن استطلاعات الرأى أخطأت مرارًا وتكرارًا فى الانتخابات السابقة.
وقال «كالاميل»: «من المستحيل التنبؤ بمن سيفوز، وأنا لا أثق فى استطلاعات الرأى، التى أخطأت مرارًا وتكرارًا فى الانتخابات الرئاسية الماضية. نتيجة الانتخابات تُحدد من نسبة إقبال الناخبين، الذين يمكنهم دفع أكبر عدد من الناس إلى صناديق الاقتراع، وهذا يكون أكثر صدقًا، عندما يأتى شهر نوفمبر المقبل».
وأضاف: «فى يوم الانتخابات عام ٢٠١٩، شهدت الانتخابات ناخبين فى منتصف العمر يظهرون لأول مرة، بهدف وحيد هو هزيمة ترامب، وهم أشخاص لم يكونوا ليصوتوا أبدًا لو لم يكن ترامب موجودًا فى بطاقة الاقتراع. أتوقع المزيد من هؤلاء فى الانتخابات المقبلة».
فى المقابل، رأى أن كامالا هاريس تعانى مشاكل متعددة أيضًا، بدءًا من عدم القدرة على التعبير عن سياسات متماسكة، والافتقار إلى المساءلة على مدى السنوات الأربع الماضية، فضلًا عن عدم فوزها أبدًا فى انتخابات جادة، فقد ارتقت فى المناصب السياسية وليس بالانتخاب، وهو أمر غير ديمقراطى بالتأكيد.
وعن إدارة الحملات الانتخابية فى اللحظات الأخيرة من السباق إلى البيت الأبيض، قال الباحث فى الشأن الأمريكى: «تحاول هاريس ببساطة التخلص من باقى الوقت إلى يوم الانتخابات، خاصة أن ظهورها العلنى كان كارثيًا، وستستمر فى الظهور على منصة لا تتناول السياسة، مع تقديم نفسها على أنها الخيار الوحيد ضد ديكتاتورية ترامب».
وأضاف: «فى المقابل، يحاول ترامب كسب تأييد الديمقراطيين المحبطين، ولن نعرف ما إذا كان ناجحًا أم لا، إلا بعد فرز جميع بطاقات الاقتراع»، متوقعًا أن يقضى المرشح الجمهورى الكثير من الوقت فى الدفاع عن شخصه، وشن هجمات مضادة، فى حين ينبغى له أن يناقش سياساته، وكيف تختلف عن نهج «بايدن/هاريس»، من خلال أمثلة ملموسة دون مبالغة.
وبالنسبة لموقف «هاريس» و«ترامب» فى «الولايات المتأرجحة»، قال الباحث فى الشأن الأمريكى: «لا أراهن كثيرًا على استطلاعات الرأى، لكن إذا كنت تصدقها، يبدو أن ترامب يكتسب ميزة ببطء فى هذه الولايات المهمة، التى تضم مجموعات انتخابية كبيرة، خاصة ميشيجان وأوهايو وبنسلفانيا، بالإضافة إلى كارولينا الشمالية وفيرجينيا وفلوريدا».
وتوقع أن تتمكن «كامالا» من الحصول على الأصوات فى المدن ذات الكثافة السكانية العالية، مثل ديترويت وكليفلاند وفيلادلفيا، بينما يحوز «ترامب» الأصوات من المناطق الريفية.
وتطرق إلى مصير «ترامب» حال خسر الانتخابات، قائلًا: «سواء فاز أو خسر، أتوقع أن يستمر الديمقراطيون وعناصر وزارة العدل فى ملاحقته قضائيًا، حيثما أمكن ذلك، مع تقييده فى معارك قانونية، حتى لا يصبح رئيسًا، ويظل بعيدًا عن المشهد السياسى».
وأشار إلى أنه «بعد فترة وجيزة من فوز ترامب عام ٢٠١٦، وزالت الصدمة بالنسبة للديمقراطيين الذين صدقوا استطلاعات الرأى وهيلارى كلينتون، بُذلت جهود متضافرة لتقويضه عبر مستويات متعددة».
ورأى أن السؤال الأهم هو: ما الذى سيفعله الحزب الجمهورى فى حالة خسارة «ترامب»؟ هل سيبقى مع علامته الشعبوية، أو يعود إلى نزعة «ريجان» المحافظة، والتى خلقت كتلة تصويت كبيرة تُعرف باسم «ديمقراطيى ريجان»، تم إبعادها عن الحزب المعارض.
وعمّا إذا كان من المحتمل أن تشهد الولايات المتحدة موجة جديدة من العنف إذا خسر «ترامب»، قال «كالاميل»: «العنف السياسى موجود هنا، وعلينا أن نفهم أنه ليس نتاجًا لرجل واحد اسمه دونالد ترامب، لقد كانت هناك محاولتان لاغتياله بمؤامرة نشطة بدأتها إيران وفاعل أجنبى معادٍ وأمريكيان اثنان ما زلنا لا نعرف عنهما شيئًا مع الخدمة السرية التى تفتقر إلى كل الشفافية والأجوبة».
واعتبر أن «٦ يناير» حدث تم «تهويله» و«استخدامه» من قبل الديمقراطيين لقطع أى نقاش، من خلال الإشارة والتركيز على أن «ترامب» مسئول عن محاولة استيلاء عدائية على الحكومة، وبالتالى فهو يشكل تهديدًا لأساس الدولة.
وأضاف: «كان هذا الحدث بمثابة نقطة اشتعال سياسية تم تثبيتها على ترامب. لكن إذا نظر أى شخص إلى العام الذى سبق مشاهد الانتخابات من المدن التى يسيطر عليها الديمقراطيون، سيجد أنه كان مروعًا، حيث أصر رؤساء البلديات وحكام الولايات على حق الناس فى الاحتجاج».
وواصل: «ومع ذلك، لم تكن هذه احتجاجات سلمية، بل استخدمت العنف، وخلقت مشاكل أمنية وكلفت الملايين من الأضرار، ما أضر بالاقتصاد وحرض الحكومة الفيدرالية ضد ولايات معينة فى الفترة التى سبقت الانتخابات».
وأتم «مع اقترابنا من هذه الانتخابات، لدينا نفس الديناميكية. لكنها أصبحت أكثر خطورة، من خلال تنظيم وتمويل العديد من الاحتجاجات التى شوهدت فى أمريكا والحرم الجامعى، من قبل منظمات تم تصنيفها على أنها منظمات إرهابية أجنبية»، وفق وصفه.