نصائح خبراء للقضاء على ظاهرة التنمر في المدارس
تفاعل جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بغضب بعد انتشار مقطع فيديو يظهر معلمًا يتعامل بطريقة غير لائقة مع طلابه، ساخرًا من مظهرهم ويتعدى عليهم بالألفاظ المسيئة، أثار الفيديو، الذي انتشر على "فيسبوك"، جدلًا واسعًا ودفع كثيرين للتساؤل عن المعايير السلوكية المتبعة في بعض المدارس وأهمية التصدي لمثل هذه الممارسات داخل الأوساط التعليمية.
وكشفت مصادر أن المعلم الظاهر في الفيديو هو يوسف جرجس يعقوب، يعمل كمعلم للغة الإنجليزية بمدرسة الجرنوس الابتدائية التابعة لإدارة بني مزار التعليمية بمحافظة المنيا، وكان قد التحق بالوظيفة مؤخرًا ضمن مسابقة "30 ألف معلم".
من جانبه، أوضح الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة، أن التنمر من المعلم تجاه طلابه قد يعكس عوائق سلوكية وتربوية لدى بعض المعلمين، مؤكدًا ضرورة مواجهة التنمر في المدارس من خلال مجموعة من الإجراءات التي تتبناها المدارس والإدارات التعليمية. وتشمل هذه الإجراءات تنظيم ندوات ومحاضرات للتوعية بمخاطر التنمر، إلى جانب متابعة المعلمين وخصوصًا الجدد منهم، والتأكيد على ضرورة المعاملة الحسنة للطلاب.
كذلك شدد حجازي على أهمية تفعيل آليات لمتابعة أداء المعلمين بشكل دوري، ومراجعة الشكاوى المقدمة من الطلاب أو أولياء الأمور. كما طالب بتطبيق لائحة الانضباط المدرسي بحزم، وضرورة تنظيم جلسات تدريبية لتحسين أداء المعلمين المهني وتعزيز قدرتهم على التعامل مع الطلاب بصورة تربوية إيجابية.
المدرسة مسؤولة عن ترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع
وأضاف الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن التنمر يُعد من أخطر المشكلات التي قد يواجهها الطلاب في المدارس، سواء كان ذلك بين الطلاب أنفسهم أو من قبل المعلمين، موضحًا أن المدرسة مسؤولة عن ترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمع. وأشار شوقي إلى أهمية تعاون مختلف الجهات، بما في ذلك الأسرة ووسائل الإعلام، للحد من انتشار هذه الظاهرة. كما أكد على ضرورة توعية الطلاب بشكل يومي بأضرار التنمر عبر الإذاعة المدرسية وتنظيم ندوات بالتعاون مع مختصين في علم النفس والدين والقانون.
وأوضح أن وزارة التربية والتعليم يمكنها اتخاذ خطوات صارمة لمكافحة التنمر داخل المدارس، مثل تطبيق قوانين صارمة على المتنمرين، سواء من الطلاب أو المعلمين، وتعزيز قيم الاحترام بين جميع أفراد المدرسة. واقترح شوقي تكريم الطلاب والمعلمين الذين يتميزون بسلوكهم الإيجابي ليصبحوا نموذجًا يحتذى به، مما يساهم في خلق بيئة تعليمية آمنة ومشجعة للجميع.