"الكحريته" بين الخرافة والحقيقة.. أغرب طقوس الصعيد لإنجاب النساء وتخفيف آلام الرجال
تُعَد "الكحريته" من الطقوس الشعبية الفريدة والمتوارثة في بعض قرى صعيد مصر، خاصةً في سوهاج، حيث يُمارَس هذا الطقس لدعم النساء اللواتي يواجهن صعوبة في الإنجاب.
ويعتبر طقس "الكحريته" تجسيدًا للموروث الشعبي الذي يعتمد على التقاليد والعادات المرتبطة بالمعتقدات الروحانية وضرورة الحصول على البركة ودفع الأذى.
تتمحور "الكحريته" حول طقوس تشمل تجمع النساء من الأهل والجيران حول المرأة التي ترغب في الحمل، وغالبًا ما تتضمن هذه الطقوس إشعال النار واستخدام الأدعية الشعبية، بالإضافة إلى "الأهازيج" التي تُردد بصوت عالٍ.
ويعتقد المشاركون أن هذه الطقوس تُسهم في رفع الحسد أو العين التي تكون قد أصابت المرأة، وتهدف أيضًا إلى منحها دعمًا نفسيًا ومعنويًا.
وفي بعض الأحيان، يتم إعداد الطعام الجماعي كجزء من هذا الطقس، مما يجعل الاحتفال أقرب إلى مناسبة اجتماعية تُسهم في توطيد الروابط بين أفراد المجتمع.
تعد "الكحريته" مظهرًا من مظاهر التلاحم الاجتماعي، حيث يقوم الجميع بالالتفاف حول المرأة في محاولة لتخفيف ضغوطها النفسية وتشجيعها على تجاوز المحنة، كما أن هذه الطقوس تعكس مدى اعتقاد الأهالي بوجود قوى روحانية قد تكون قادرة على التأثير في الحياة اليومية، وتجسد أيضًا إرثًا قديمًا يبرز عمق التواصل بين الأجيال والثقافات الشعبية التي تمزج بين القيم الدينية والروحانية.
وعلى الرغم من تطور المجتمع وتزايد المعرفة الطبية حول أسباب تأخر الحمل، لا يزال بعض الأهالي في الصعيد يؤمنون بفعالية هذه الطقوس، ففي قرية بني حميل بمركز البلينا بسوهاج بالتحديد داخل مقابر بني حميل حيث توجد قطعة أرض فضاء مستوية يستغلها الأهالي لعمل طقس الكحريته لعلاج الإنجاب وآلام الضهر.
ويقول ممدوح السباعي أحد أبناء القرية، إن في تلك القطعة توجد قوة تجعلك تتدحرج دون أن تشعر بمجرد أن قومت بأول لفة اعتقادًا من أهالي القرية بأنها قوة مباركة، مضيفًا أن القرية بها العديد ممن أنجبوا من السيدات بعد تجربة "الكحريته".
فيما تقول الحاجة هدى، إن "الكحريته" يتوافد عليها الآلاف سنويًا ويجب ألا تكون المرأة حائض وعدى عليها أكثر من ٣ شهور بدون حمل لتجربة "الكحريته" وتوزع بعدها المخبوزات والحلوى على أطفال وسيدات القرية.
وأضافت الحاجة هدى، أن العديد من الأطباء بمركز البلينا عند عدم الإنجاب ينصحون بالتوجه للكحريته قبل تطبيق أي برنامج علاجي.
وأشارت إلى أنه يستخدمها الرجال أيضًا في القضاء على آلام الظهر، لتبقى الكحريته هي سر لا يعلمه إلا من قام بتجربتها وصدق بها.