إسرائيل فى مأزق.. التسويات السياسية خيار وحيد للخروج من الأزمة (تقرير)
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن خطايا إسرائيل في غزة وجنوب لبنان، وخطورة اعتمادها على الحلول العسكرية فقط، والتي تسببت في استنزاف الموارد العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يعني أن اللجوء إلى ترتيبات سياسية رغم ما قد تخلفه من ندوب، قد يكون أفضل.
استنزاف القدرات العسكرية الإسرائيلية
وتابعت أنه على الرغم من تعقيدات الوضع، قد يكون الآن هو الوقت المناسب لفرض تسويات سياسية عبر ترسيخ المكتسبات العسكرية، وفي ظل انتشار دعوات لإبقاء وحدات عسكرية في غزة وجنوب لبنان، إلا أن خبرات الماضي المريرة لإسرائيل تثير الشكوك حول هذه الطموحات.
وأضافت أن إسرائيل خرجت من لبنان بعد 18 عامًا من اجتياح بيروت، وانسحبت من غزة بعد 38 عامًا من السيطرة عليها، بمرور السنين، تصبح حماية المناطق العازلة مكلفة بقدر كبير، وتتزايد الخسائر بين جنود جيش الاحتلال خصوصًا في لبنان.
وأشارت إلى أنه الأفضل لإسرائيل هو تحسين الاتفاقيات السياسية وفقًا للأوضاع الحالية، لأن استمرار العمل العسكري في غزة لن يدمر حركة حماس واستمرار التصعيد في جنوب لبنان لن يردع حزب الله.
وأضافت أن من يعتقد أن احتلال إسرائيل الشريط الحدودي اللبناني حتى نهر الليطاني، أو إقامة حكم عسكري في غزة، وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية، والاحتفاظ بقوات في الجولان وغور الأردن، يمكن تحقيقه بسهولة فهو يعيش في عالم خيالي.
وأشارت إلى الأن الموارد العسكرية الإسرائيلية لن تكفي لتحقيق هذه الأحلام الخيالية حتى لو انضم جميع الإسرائيليين للخدمة العسكرية، لأن الجيش اللبناني لن يتعاون مع إسرائيل مرة أخرى وكذلك الشرطة الفلسطينية لن تتعاون مع إسرائيل وتخاطر بعد كل هذه الخسائر في المدنيين في لبنان وغزة، وبالتالي فإن العبء كله سيقع على عاتق جيش الاحتلال وقوات الاحتياط بالكامل، ما يضعف قدرات إسرائيل العسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت الصحيفة أن التغير في ميزان القوى العسكري يمثل فرصة لتحقيق ترتيبات سياسية أكثر استقرارًا، فغزة مدمرة بالكامل وستحتاج لسنوات عديدة لإعادة إعمارها، وهناك آليات ستتيح لإسرائيل منع إعادة تسلح حماس أو أي فصيل آخر.
وأفاد مسئولون عسكريون بأن تدمير حماس أمر من الخيال، ويتعين على إسرائيل البحث عن فصيل فلسطيني آخر يتولى إدارة قطاع غزة وليس العمل على تدمير حماس عسكريًا.
وأكدت الصحيفة أنه يتعين على إسرائيل العمل مع حليفها الوحيد الولايات المتحدة من أجل إبرام اتفاقيات سياسية لوقف الحرب، والعمل على إعادة الاستقرار مرة أخرى لمستوطنات الشمال والجنوب الإسرائيلي، بالشكل الذي يسمح بتحرير المحتجزين وإعادة الإسرائيليين لمستوطنات الشمال والجنوب.
وتابعت أنه يجب على إسرائيل أيضًا الانخراط في حل الدولتين بالشكل الذي يضمن السلام في الشرق الأوسط وينهي الصراع بشكل كامل.