رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خلال المؤتمر العربي النمساوي في فيينا:

اتحاد الغرف العربية: مصادر الطاقة المتجددة "مفتاح" بناء المستقبل

الدكتور خالد حنفي
الدكتور خالد حنفي

قال الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، إننا في وقت يتغير فيه العالم بسرعة، حيث تلعب التطورات التكنولوجية والدفع نحو الاستدامة دورًا مهمًا في تشكيل كيفية المضي قدمًا نحو مستقبل افضل، ولهذا السبب يأتي منتدى اليوم في الوقت المناسب.

جاء ذلك خلال مشاركته في أعمال الملتقى العربي النمساوي الرابع عشر، الذي عقد في فيينا تزامنا مع ذكرى مرور 15 عامًا على تأسيس الغرفة العربية النمساوية واجتماعات الجمعية العمومية للغرفة، وذلك تحت رعاية الرئيس النمساوي الدكتور الكسندر فاندر بلين الذي ألقى كلمة مسجلة في افتتاح أعمال الملتقى، ومشاركة وزير العمل والاقتصاد في الحكومة الفدرالية الدكتور مارتن كوشر، ورئيس الغرفة العربية النمساوية وارنر فاسلبند، ورؤساء غرفة قطر، وغرفة البحرين واتحاد الغرف الليبية، ورئيس صندوق opec للتنمية الدولية، أمين عام الغرفة العربية النمساوية، وأمين عام منظمة opec، ومجلس السفراء العرب في النمسا.

 

مفتاح لبناء المستقبل 

ولفت الدكتور خالد حنفي، إلى أن المناقشات التي سنجريها حول الطاقة سواء أكان الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة المتجددة أو طرق استخدام الطاقة بكفاءة أكبر - هي مفتاح كيفية بناء المستقبل، ليس فقط في العالم العربي أو النمسا، بل على الصعيد العالمي.

وأشار إلى أن تركيز النمسا على الصناعات المستدامة والابتكار يجعلها شريكًا طبيعيًا للعالم العربي بموارده وإمكاناته، حيث هناك العديد من الفرص للشركات النمساوية في العالم العربي. ونحن نشهد بالفعل فوائد العمل معًا، وهناك الكثير ما يمكننا القيام به لتعميق هذه الشراكات، خاصة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية.

وأوضح أن الهدف ليس زيادة حجم التجارة البينية، بل المطلوب العمل على جعل العلاقة ترقى إلى مستوى التحالف والشراكة الاستراتيجية، حيث إن المشهد العالمي يتغير، وفي بيئة التغيير السريع هذه، فإن قدرتنا الجماعية أصبحت قدرتنا الجماعية على التغيير والابتكار والتكيف والقيادة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

فالنمسا والعالم العربي يتميزان بموقع فريد، وبالتالي فإن مواقعنا الاستراتيجية، ومواردنا الغنية، واقتصاداتنا النابضة بالحياة تشكل حلقة وصل تربط بين القارات والثقافات والتجارة.

 

تمهيد طريق للمرحلة المقبلة 

ونوه إلى أنه اليوم، ينبغي أن نستكشف كيف يمكننا الاستفادة من نقاط القوة هذه لخلق سبل جديدة من النمو والشراك، وكيفية البناء على الأسس المتينة التي أرساها العقد الماضي، وكيفية تسخير قوة التكنولوجيات الجديدة، وكيفية تحويل اقتصاداتنا لتكون أكثر مرونةً واستدامةً واستشرافًا للمستقبل.

واعتبر أمين عام الاتحاد، أنه في عالم تتزايد فيه الخطوط الفاصلة بين المادي والرقمي، المحلي والعالمي فإن المناقشات لا تتعلق فقط بما يمكننا تحقيقه الآن، بل تتعلق بكيفية تمهيد الطريق للمرحلة القادمة من تطورنا الاقتصادي. يجب أن نتعمق في الفرص الناشئة في مجالات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا المالية والخدمات اللوجستية، والنظر في كيفية تعزيز الابتكار الذي لا يدفع عجلة النمو الاقتصادي فحسب، بل يحسّن جودة الحياة أيضًا في جميع أنحاء مناطقنا.

ورأى أن القطاع الخاص في كلا الجانبين يستطيع أن يلعب دورًا بارزًا واستثنائيًا على صعيد التعاون الذي لا بديل عنه بالنسبة لنا، حيث لن يُقاس نجاح النمسا والعالم العربي بالمقاييس الاقتصادية فحسب، بل بقدرتنا على خلق قيمة مشتركة، وبناء شراكات تتخطى الحدود، والمساهمة بشكل هادف في تحقيق الازدهار العالمي.

ورأى الأمين العام أن "مؤتمرنا اليوم هو أكثر من مجرد إقامة صفقات تجارية واستثمارات، إنه يتعلق بمشاركة المعرفة، والتعلم من بعضنا البعض، وإيجاد طرق لجعل اقتصاداتنا أقوى وأكثر وأكثر مرونة".

ويعد التحول في مجال الطاقة، على وجه الخصوص، أحد أكبر التحديات التي نواجهها جميعًا. فالتحول نحو مصادر طاقة أنظف ليس أمرًا ضروريًا فحسب، بل هو أمرٌ نتحمل جميعًا مسئوليته. وسيتطلب الأمر منا جميعًا التعاون من أجل إنجاحه.

وذكر أن اتحاد الغرف العربية ملتزم التزامًا كاملًا بدعم التعاون الاقتصادي الوثيق بين النمسا والعالم العربي،  وسنواصل تشجيع الاستثمار وتعزيز التجارة، وخلق المزيد من الفرص للشركات من كلا الجانبين. وأنا واثق من أن المحادثات التي لدينا اليوم ستؤدي إلى نتائج عملية وفرص جديدة.