"المرأة والجنس".. قراءة في كتاب طرد نوال السعداوي من وزارة الصحة
يصادف اليوم الموافق 27 أكتوبر، ذكرى ميلاد الكاتبة الراحلة نوال السعداوي، عام 1931، وهى الكاتبة التي واجهت الكثير من المعتقدات المجتمعية الخاطئة حول الجنس وجسد المرأة، وتمكنت من خلال أعمالها أن تدافع عن حقوقها ضد تيارات من الجهل والتطرف والثقافة الشعبية التي كانت تدعو إلى تدني دور المرأة في المجتمع.
وبعد صدور كتابها الذي جاء بعنوان "المرأة والجنس"، في عام 1972، التي تناولت فيه المفاهيم المغلوطة عن الجنس، وجميع أنواع العنف التى تتعرض لها النساء في المجتمعات العربية، كالختان والطقوس الوحشية التى تقام فى المجتمع للتأكد من عذرية الفتاة، اصطدمت نوال السعداوي بالكثير من الأشخاص والأفكار الرجعية، التي بسببهم أقيلت نوال السعداوي من عملها فى وزارة الصحة، وجُردت من منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وفُصلت من مهام عملها كأمين مساعد فى نقابة الأطباء.
قراءة في كتاب "المرأة والجنس" للكاتبة نوال السعداوي
وأثار كتاب "المرأة والجنس" جدلًا واسعًا في المجتمعات العربية بسبب تناوله لقضايا كان يعتبرها الكثيرين موضوعات حساسة في الثقافة العربية والإسلامية، ولكنه كان من أوائل الكتب العربية التي ناقشتالجنس، وقمع المرأة، والممارسات الاجتماعية والثقافية ضدها في المجتمع العربي.
ويتضمن الكتاب فصولًا بعنوان: "عن جسم المرأة"، "مفهوم العذرية"، "التربية والكبت"، "الطبيعة البريئة"، "علاقات نفعية"، "السيد والعبد"، "ما هو الحب"، وغيرها، وتناقش نوال السعداوي، بدورها كطبيبة، وامرأة من الشرق الأوسط، ما يحدث للمرأة من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (الختان)، والقيم الذكورية التي تهيمن على المجتمع، والنظرة المتدنية للمرأة، وتربط هذه المواضيع بالممارسات الدينية والاجتماعية السائدة التي ترى أنها تقمع حرية المرأة وتحد من كرامتها وإنسانيتها.
المرأة نفس وعقل وليست جسد فقط
ويعد صوت نوال السعداوي، في كتابها "المرأة والجنس"، من أوائل الأصوات التي دعت إلى تثقيف المرأة عن جسدها وحقوقها كخطوة أساسية للتحرر من هذه القيود المجتمعية، مؤكدة في كتابها أن هذه القضايا ليست شخصية فقط، بل هي جزء من معركة شاملة لحقوق الإنسان، تتطلب تغييرات جذرية في التربية والقوانين والثقافة.
وواجهت نوال السعداوي الأفكار المتطرفة، التي كانت تنظر للمرأة بأنها جسد فقط، قائلة في كتابها: لقد فرضت الظروف الاجتماعية منذ تاريخ بعيد أن تكون المرأة جسدًا فحسب، وساعد ذلك على اندثار نفسها وعقلها في طي النسيان، وجَهِلَ الناس بمرور الزمن أن المرأة يُمكِن أن يكون لها نفس وعقل كنفس الرجل وعقله.
مفاهيم مغلوطة
كما تحدثت الكاتبة المدافعة عن حقوق المرأة، في كتابها، عن تشويه المجتمع لمعنى العلاقة الجنسية، موضحة: ارتبطت العلاقة الجنسية والمرأة في الأذهان بالإثم والخطيئة والنجاسة، وغير ذلك من التعبيرات المعيبة التي جعلت الناس يخشون الحديث عن الجنس، وبالتالي أصبحوا يجهلون عنه وعنها الكثير.
وفي عبارة قوية لـ نوال السعداوي، أكدت أن: "الجهل" هنا لا يعني غياب المعلومات، لكن ترويج المعلومات الخاطئة أشدُّ أنواع الجهل، وقد يكون من الأفضل للإنسان أن يواجه الحياة بلا معلومات على الإطلاق على أن يواجهها بمعلومات خاطئة تفسد فطرته وذكاءه الطبيعي.