الأمم المتحدة: ذوو الإعاقة الفلسطينيون يواجهون مخاطر لا تطاق فى غزة
حذر خبراء الأمم المتحدة، اليوم، من أن الفلسطينيين ذوي الإعاقة يواجهون مخاطر حماية لا تطاق في غزة، بما في ذلك الموت والإصابات التي لا مفر منها، وسط الهجمات العشوائية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي دمرت البنية التحتية الحيوية، وأبادت إمكانية المساعدات الإنسانية.
حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية تركت الأشخاص ذوى الإعاقة بلا حماية تمامًا
وقال الخبراء، في تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: "إن مأساة تجري في غزة، حيث تركت حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأشخاص ذوي الإعاقة بلا حماية تمامًا، يُقتل الأشخاص ذوو الإعاقة ويصابون بهجمات عشوائية على الرغم من عدم تشكيلهم أي تهديد أمني، ما يجسد الهجوم المتعمد على المدنيين من قبل إسرائيل".
ولاحظ الخبراء أن أوامر الإخلاء المتعددة تجاهلت تمامًا الأشخاص ذوي الإعاقة الذين غالبًا ما يواجهون صعوبات بالغة في اتباع التعليمات أو فهمها. وقالوا: "كانوا في وضع مستحيل، إما مغادرة منازلهم والأجهزة المساعدة التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة، أو البقاء دون عائلاتهم ومقدمي الرعاية والتعرض لخطر متزايد من القتل.. أثناء محاولات الإخلاء تتعرض النساء والفتيات ذوات الإعاقة بشكل خاص لمخاطر متزايدة ومزيد من الصدمات".
الفلسطينيون ذوو الإعاقة بغزة يعانون تحديات مركبة
وحسب الخبراء، لا توجد أماكن آمنة لأكثر من 1.9 مليون مدني نزحوا قسرًا في غزة، ولكن الملاجئ المكتظة التي تتعرض بشكل روتيني لهجمات عشوائية، غير آمنة بشكل خاص، ولا يمكن الوصول إليها من قبل النازحين الفلسطينيين ذوي الإعاقة. فهم يفتقرون إلى المرافق الصحية والنظافة الكافية ومياه الشرب والغذاء وغيرها من الأشياء الأساسية لحياتهم.
وشدد الخبراء على أن الحواجز المادية والإعلامية والتواصلية تجعل من المستحيل تقريبًا على الأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إلى المساعدات الإنسانية النادرة للغاية المتاحة، حيث تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة تحديات مركبة تزيد من عزلتهن.
قوات الاحتلال رفضت إنشاء نظام للإجلاء الطبى ولم تسمح بدعم منقذ للحياة
وقال الخبراء: "مع تدمير النظام الصحي في غزة، وعدم توافر الإمدادات الطبية، رفضت السلطات الإسرائيلية إنشاء نظام للإجلاء الطبي، ولم تسمح بدعم منقذ للحياة، حتى يتمكن الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة الأطفال، من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها بشدة. حيث يحتاج الأشخاص ذوو الإعاقة إلى إمدادات طبية متخصصة".
وحذر الخبراء من أن الفلسطينيين ذوي الإعاقة، بمن في ذلك الأطفال والنساء والفتيات وكبار السن، يواجهون أذى نفسيا شديدا وصدمات نفسية، وأن الأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية والنفسية الاجتماعية هم أيضا في مواقف هشة للغاية.
وقالوا: "إن العديد من الفلسطينيين المصابين في غزة، والذين يبلغ عددهم نحو 100 ألف شخص، سوف يصابون بإعاقات طويلة الأمد تتطلب إعادة التأهيل والأجهزة المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي وغيرها من الخدمات التي تفتقر إليها بشدة".
وأضافوا: "إن التأثير يمتد إلى ما هو أبعد من الإصابات الجسدية، مع صدمات عاطفية ونفسية خطيرة وتأثيرات أوسع على النسيج الاجتماعي واحتياجات الأسر والمجتمعات، خاصة النساء اللواتي يتحملن العبء الأكبر من الرعاية".