استثمارات ضخمة.. خبير يكشف مكاسب مصر من "بريكس" (خاص)
قال الدكتور محمد سعد الدين، نائب رئيس الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين ورئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة "بريكس" تؤكد أهمية الدور المصري في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وأشار الدكتور محمد سعد الدين إلى أن مصر تعمل بنشاط ضمن مجموعة "بريكس"، بعد أن أصبحت عضوًا كامل الحقوق في هذا التجمع، وهذا يعكس الدور المتزايد لمصر في الساحة الدولية.
تعزيز التعاون بين مصر ودول بريكس
ولفت "سعد الدين"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن قمة "بريكس بلس" أكدت أهمية تعزيز التعاون والتشاور بين مجموعة "بريكس"، لافتًا إلى أن مصر ستستفيد من اتفاقيات الشراكة مع بنك التنمية الجديد والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، لضمان توفير التمويل الميسر للدول النامية، بما في ذلك المشاريع المتعلقة بالمناخ.
وتابع: "نشهد حاليًا تنفيذ عدد من المشاريع التي تحمل في طياتها الكثير من الفرص التنموية، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر ودول مجموعة بريكس"، لافتًا إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمثل نقطة انطلاق استراتيجية للتنمية الصناعية والتجارية، حيث تستقطب استثمارات ضخمة من دول "بريكس"، خاصة من الصين.
ولفت إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون بين الحكومات والشركات، حيث يسعى العديد من المستثمرين لتأسيس مصانع جديدة ومراكز لوجستية، ما يُسهم في خلق بيئة أعمال ملائمة ويعزز من القدرة التنافسية لمصر على المستوى الإقليمي والدولي.
وقال إن هناك اهتمامًا متزايدًا من دول بريكس بالاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، حيث تعد مصر واحدة من الدول الواعدة في هذا القطاع، مشيرًا إلى أن المشاريع مثل محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تمثل فرصة كبيرة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
استثمارات جديدة
وتوقع أن تجدذ مصر استثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، مع توقعات بتوفير نحو 20% من احتياجات مصر من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
ونوه رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، بأن مشروع محطة الضبعة النووية يعد من المشاريع القومية الكبرى، مشيرًا إلى أن حجم استثماراته يبلغ حوالي 25 مليار دولار، ويعد هذا المشروع تحولًا كبيرًا في استراتيجية الطاقة الوطنية، متوقعا أن توفر هذه المحطة طاقة نظيفة ومستدامة، ما سيسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتقليل الفجوة في الطاقة التي تعاني منها البلاد.
وعن قطاع الصناعات الثقيلة، لفت "سعد الدين" إلى أن هناك خططًا جادة لإنشاء مصانع جديدة للحديد والصلب والمعدات الثقيلة، متوقعًا أن تصل حجم استثمارات هذه المشاريع إلى 4 مليارات دولار.
أما قطاع الأدوية، لفت إلى أنه يحظى باهتمام كبير، حيث تسعى العديد من الشركات العالمية والمحلية لإقامة مصانع جديدة لتصنيع الأدوية تصل الاستثمارات المتوقعة في هذا القطاع إلى حوالي 2 مليار دولار، مع أهداف واضحة لتحسين الوصول إلى الأدوية وزيادة فرص التصدير، تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية وطنية لتعزيز الصحة العامة والاعتماد على الإنتاج المحلي.
ومع اقتراب مواعيد الانتهاء من هذه المشاريع، توقع "سعد الدين" أن يتم تنفيذ هذه المشروعات بين عامي 2024 و2026، ما سيؤدي إلى رغبة قوية من قبل المستثمرين الأجانب والمحليين في المساهمة في تنفيد خطة البناء والتنمية لمصر الاقتصادية، مشيرًا إلى إن التعاون مع "بريكس" ليس فقط مجرد استثمارات، بل هو فرصة لتبادل المعرفة والتكنولوجيا، ما يعزز من قدرة مصر على المنافسة عالميًا.
وقال "سعد الدين": إن "مشاريع دول بريكس في مصر تعكس التوجه نحو تعزيز التعاون الدولي، وهو ما يعزز من آمالنا في تحقيق التنمية المستدامة"، موضحًا أن الالتزام بالاستثمار في مختلف القطاعات يضع مصر على مسار النمو، ويفتح الأبواب أمام فرص عمل جديدة ويعزز من مستوى المعيشة للمواطنين.
وواصل: "نحن في الاتحاد المصري لجمعيات المستثمرين نؤمن بأهمية هذه المشروعات، ونعمل على دعمها وتيسير الإجراءات اللازمة لجذب المزيد من الاستثمارات، ما يعزز من مكانة مصر كوجهة رائدة للاستثمار في المنطقة، مضيفا أنه تم التأكيد على أهمية استخدام اجتماعات "بريكس بلس" لتعزيز التعاون بين الدول، مع التركيز على تبادل الخبرات وتنفيذ مشروعات مشتركة تحقق المنفعة المتبادلة".
ولفت إلى "أهمية استمرار التعاون بين الدول النامية لضمان فعالية النظام الدولي متعدد الأطراف، والتصدي لمحاولات فرض سياسات أحادية تضر بمصالح الجميع، وتعكس هذه المواقف الالتزام بالتعاون الدولي والتنمية المستدامة".