سمير جريس لـ الدستور: اخترت ترجمة روايات الألماني إريش كستنر لهذه الأسباب
طرحت دار الشروق للنشر والتوزيع، حديثًا، روايتين لليافعين وهم "إميل والمخبرون" و"مؤتمر الحيوانات" من تأليف الكاتب الألماني إريش كستنر، وترجمة المترجم سمير جريس.
وتواصلت "الدستور" مع المترجم عن الألمانية سمير جريس، للكشف عن أسبابه لاختيار هذه الأعمال تحديدًا للألماني إريش كستنر؟ وتفاصيل ترجمتها للعربية.
لماذا اخترت ترجمة روايات الكاتب الألماني إريش كستنر؟
بعد أن ترجمتُ رواية إريش كستنر الشهيرة "فابيان"، والتي صدرت ترجمتها العربية لدى دار المنى، السويد 2024، انتبهت إلى أن أشهر أعماله غير متوفرة بالعربية في ترجمة مباشرة عن الألمانية، وأعني رواياته لليافعين، لذا قررت اختيار أبرز عملين له، وتقديمهما للفتيات والفتيان العرب وهما "إميل والمخبرون" و"مؤتمر الحيوانات".
ما انطباعك الأول حول رواية "مؤتمر الحيوانات" لإريش كستنر؟
وجدت أن رواية "مؤتمر الحيوانات" التي صدرت عام 1949، ما زالت تتمتع براهنية كبيرة رغم مرور كل هذه السنوات.
فهذه الرواية كانت هي الرواية الأولى التي كتبها كستنر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التي قضى سنواتها كلها (من 1939 – 1945) في ألمانيا، مُعارِضا صامتا، ممنوعَا من الكتابة والنشر.
وماذا تتناول رواية "مؤتمر الحيوانات"؟
في هذه الرواية تقرر حيوانات الغابة عقد مؤتمر لإنقاذ الأرض من جنون البشر، ومن الحروب والمجاعات والإضرابات.. كان ما يهم الحيوانات هم الأطفال في المقام الأول، فالبالغون- في رأي الحيوانات- لا أمل فيهم.
والكتاب أمثولة رائعة لليافعين والبالغين على حد سواء، إنها رواية عن جنون البشر الذي يبدو أنه لن ينتهي إلا بنهاية العالم.
حدثنا عن الترجمة الثانية وهي رواية "إميل والمخبرون"؟
الترجمة الثانية هي رواية بوليسية بعنوان "إميل والمخبرون"، والتي صدرت عام 1928، وتعد أشهر أعمال كستنر على الإطلاق، وأشهر رواية لليافعين في ألمانيا، وقد انتقلت الرواية إلى السينما والمسرح أكثر من مرة، وفي أكثر من بلد، وترجمت إلى قرابة الستين لغة.
بماذا تتسم أعمال الألماني إريش كستنر عن غيرها لليافعين؟
في هاتين الروايتين، كما في كل أعمال الموجهة لليافعين، تتسم بنبرة كانت ولا زالت غير مألوفة بالنسبة لكتب الأطفال، وخصوصا في عالمنا العربي، فهي تبتعد عن الوعظ والإرشاد المباشر، ويظهر فيها الأطفال واليافعون أشخاصا أذكياء، مستقلين، معتمدين على أنفسهم، متعاونين، وعقلانيين متحررين من الخوف.
من خلال تجربتك في ترجمة أعماله.. ماذا تخبرنا عن الألماني إريش كستنر؟
ليس هناك ألماني لم يقرأ في صباه لإريش كستنر (1899 – 1974) الذي تنوعت أعماله بين أدب اليافعين والرواية والمسرح والشعر، هذا بالإضافة إلى شهرته كصحفي.
ولد إريش كستنر في مدينة درسدن في أسرة متواضعة الحال بذلت كل ما في وسعها حتى يتعلم ابنها الوحيد، كانت الأسرة تعيش على الكفاف، رغم أن الأب كان سروجيا ماهرا، كانت المهنة تنقرض مع تزايد عدد السيارات، فلم يعد أحد يحتاج إلى سروج الخيل، أفلس الأب، والتحق عندئذ بأحد مصانع الحقائب عاملا بسيطا بعد أن كان صاحب ورشة، أما أمه فقد عملت في خدمة البيوت، ثم مصففة شعر.
اشترك إريش كستنر في الحرب العالمية الأولى، ثم واصل دراسته في جامعة لايبتسج حتى نال في عام 1925 درجة الدكتوراه في الأدب الألماني، ومُنع من الكتابة والنشر خلال الحقبة النازية في ألمانيا (1933 – 1945).
عبر أشعاره الساخرة حقق كستنر شهرة واسعة داخل وخارج ألمانيا، لا سيما بأعماله الموجهة لليافعين التي تحول بعضها إلى أفلام ومسرحيات، ومن أشهرها: "إميل والمخبرون" (1928)، و"مؤتمر الحيوانات"(1949).
وبرأيك.. ما سبب شهرة أعمال إريش كستنر لدي الألمان؟
نجحت أعمال كستنر للشبيبة، لأنه قدم كتبا ذات نبرة جديدة، تبتعد عن الوعظ والإرشاد المباشر، ويظهر فيها الأطفال واليافعون أشخاصا أذكياء، مستقلين، وعقلانيين متحررين من الخوف، وقد طغت شهرة كتبه لليافعين على بقية أعماله السابقة واللاحقة، وحتى اليوم يرتبط اسمه في أذهان الألمان بتلك الروايات، وخصوصا "إميل والمخبرون" التي حولت أكثر من مرة، وفي أكثر من بلد، إلى فيلم سينمائي أو عمل مسرحي، وترجمت إلى قرابة الستين لغة، لذا لن نندهش عندما نعرف أن مئات المدارس في ألمانيا تحمل اسم إريش كستنر.
كما حصل كستنر على عديد من الجوائز الأدبية، منها جائزة "جيورج بوشنر" عام 1957، وهي أهم جائزة أدبية في ألمانيا.