القومي للترجمة يرتكب أخطاء كارثية في كتاب "طريق الحرير" (خاص)
قبل أيام طرح المركز القومي للترجمة، أحدث إصداراته، تحت عنوان “التاريخ الكامل لطريق الحرير”، تأليف المؤرخ الصيني "وو بن"، وترجمة، ريهام سمير سعد، ويُعدُّ هذا الكتاب موسوعة تاريخية ثقافية.
إلا أن المفاجأة كانت في الإخراج الفني النهائي للكتاب ــ والذي طرح للقراء بسعر 320 جنيها للنسخة ــ والتي تتلخص في أن الصورة التوضيحية والخرائط التي تمثل جزء مهم في الكتاب، وليس فقط كونها صور توضيحية مطموسة لا تؤدي الغرض منها، ألا وهو أن هذه الصور جزء من متن الكتاب نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه، من القراء سيقبل بدفع مثل هذا المبلغ في كتاب سيء الإخراج، بدءا من الغلاف الذي يقدم تعريف بالكتاب ومحتواه، والذي وضع اسم مؤلف الكتاب عليه بطريقة خاطئة، حيث يظهر اسم المؤلف على الغلاف كمقطع واحد، بينما الصحيح أن اسم المؤلف يتكون من مقطعين بحسب المختصين في اللغة الصينية.
الكتاب بكل هذه الأخطاء الكارثية، من أول الغلاف إلى الصور شديدة الرداءة والتي تكاد لا تظهر معالمها ــ وبمنطق أن هذه الصور باللونين الأبيض والأسود فهو مردود عليه وأن هناك المئات من الكتب التي تنشر فيها الصور بالأبيض والأسود لكنها تكون واضحة المعالم ــ لمن يقدم على شرائه، ولماذا يتكبد من يشتريه هذا المبلغ ثم يكتشف أن الكتاب بكل هذه العيوب والأخطاء؟ وهل فكر القائمين على إدارة المركز فيما قد تسببه هذه الأخطاء من مشكلات مع ناشر الكتاب الأصلي، أو أن تقع نسخة من الكتاب في يد أحد من المركز الثقافي الصيني، قد لا يصل الأمر إلى أزمة دبلوماسية، إنما وأضعف الإيمان أن يضعف الثقة في المنتج الثقافي المصري في الوقت الذي يدعو وزير الثقافة إلى الاستثمار الثقافي، بل ويضعف الثقة في قوة مصر الناعمة والكتاب أحد روافدها.
من المسئول عن هذه الكارثة؟
بحسب التسلسل الذي يمر به الكتاب حتى يطرح بين أيدي القراء، يظهر السؤال عن المسئول عن الكارثة الجديدة في المركز القومي للترجمة؟ وكيف مرت هذه الأخطاء على إدارات المركز.
وبحسب هذا التسلسل، وأولى خطواته أن تتسلم إدارة المكتب الفني ــ بالمركز القومي للترجمة ــ الترجمة العربية من المترجم/ة، ثم بعد فحصها وقبولها، ثم تسلم إلى إدارة التحرير الذي يقوم بمراجعة الترجمة العربية بصحبة الأصل الأجنبي، والتأكد من سلامة المادة العلمية وإجازتها وصلاحيتها للنشر، تسلم الترجمة إلى إدارة المراجعة اللغوية، وبعد إجراء التصحيح تسلم لإدارة التجهيزات الفنية التي تقوم بتمكيت الكتاب ومراجعة الصور والمراجع وتسكينها، وإعداد بروفة ورقية للمراجعة النهائية والاعتماد من المترجمة والمشرف على التصحيح ومديرة المركز، وبعد الطباعة يعرض الكتاب مطبوعا على لجنة الفحص، والتي بدورها اعتمدتها للقراء والبيع والقراءة والتوزيع، ثم لجنة التسعير الذي سعرت الكتاب بمبلغ 320 جنيها مصريا.
فكيف تم اعتماد هذا الكتاب للنشر- سواء قبل الطباعة أو بعدها - بهذا الشكل بكل ما فيه من أخطاء ومن دون مراجعة الصور والتأكد من صلاحيتها للنشر؟!، الصور التي تشكل جزءا جوهريا من الكتاب، والتي خرجت مطموسة الملامح.
فضلا عن كتابة اسم المؤلف الصيني مرتين على الغلاف (ووبن)، والاسم طبقا لويكيبيديا والكتابة الأجنبية مقطعين (وو بن). وكل تلك التساؤلات مطروحة على المسئولين في المركز القومي للترجمة، والمسئول الأول عن الثقافة في مصر، الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.