دور الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر.. الأب بولس يكشفها
كشف الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، عن دور الرهبنة الفرنسيكانية بمصر.
وقال الفرنسيسكاني في تصريحاته: اولأً وقبل كل شيء نتعرف على من هو مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية، لأن هذه الرهبنة هي جوهرة الكنيسة الكاثوليكية، والذي ولد القديس فرنسيس الأسيزي في بلدة أسيزي وهي مدينة صغيرة بمقاطعة أومبريا بايطاليا في عام 1182 وكان والده بطرس برنردوني تأجرًا من كبار تجار الأقمشة بالمدينة والأم حنة التي اشتهرت بين الناس باسم بيكا وهى فرنسية الأصل.
وتابع: وفي عام 1219 جاء القديس فرنسيس إلى مصر مع زميله الراهب اللومنياتو بصحبة الجيوش الصليبية بقيادة الملك لويس التاسع نحو مصر، حيث تقابل مع السلطان الملك الكامل في دمياط حيث صنع السلام بين الشرق والغرب وهذا هو أول حوار بين المسيحية والأسلام. وجاء يحمل سلام المسيح في وسط الحروب وكانت نتيجة هذا السلام أعطاه السُلطان الكامل مفاتيح بيت المقدس. ومنذ ذلك الحين والرهبنة الفرنسيسكانية تخدم حتى الآن في ربوع مصر الحبيبة.
وتابع: نجد مسيرة طويلة لخدمة الرهبنة وتأسيس الكنيسة القبطية الكاثوليكية ولكن لا ننكر إن وجود الكنيسة الكاثوليكية في مصر منذ عصرالقديس مرقص الرسول وحتي بعد انقسام الكنيستين في مجمع خلقدونية 451م عين رئيس الأساقفة بالإسكندرية بروتيروس من قبل مجمع خلقدونية وقد قتل على يد مجموعة من المتعصبين لـ ديوسقورس.
وتابع: أن مسيرة الكنيسة الكاثوليكية في مصر تمارس الخدمة الروحية وفي عام 1231 جاء أحد الرهبان الفرنسيسكان المبعوثين من قبل البابا غريغوريوس التاسع يطلب بطريقة ودية الإفراج عن بعض التجار من انكونا كانوا قد أسروا ظلما في الإسكندرية وبعد عامين بعث البابا غريغوريوس التاسع بعض الرهبان برسالة "ارتفاع السماوات" يوحي بها إلى السلطان مشاعر الإيمان المسيحي القريب من قلبه الإنساني وفي هذه الرسالة تظهر رغبة البابا أن يهتم الرهبان بالرعاية الروحية للمسيحيين المقيمين في الاسكندرية.
ولفت: وفي نهاية القرن الثالث عشر نجد أن رسالة الرهبنة الفرنسيسكانية كلفت بعض الرهبان أن يدفعوا الثمن بسفك الدماء وقد حصدت الرهبنة العديد من الشهداء من أجل الرسالة. وأول شهيد للرهبنة الفرنسيسكانية بمصر في عام 1287 الراهب فرنشيسكو دا سبوليتو استشهد في دمياط بسفك دمه من أجل المسيح، قد اختلط دم هؤلاء الرهبان بالتراب المصري ومنهم الذين استشهدوا في السجون ومنهم الذين استشهدوا في الشوارع ومنهم من شق إلى نصفين.
وتابع: وتستمر رسالة الرهبنة على مر الأجيال والعقود، لخدمة الرسالة الإيمانية والمجتمع والسعي إلى المحبة والوحدة بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية وفي زمن البابا أوجينيوس الرابع 1431- 1447) ارسل الراهب الفرنسيسكاني "البرتو دا سارتيانو برسالة إلى البطريرك الإسكندري" يوحنا الحادي عشر بتاريخ 12 سبتمبر 1440 وكان الرد على الرسالة ايجابي وقد شارك وفد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مجمع فلورنسا برئاسة القمص أندراوس رئيس دير الأنبا أنطونيوس حاملا معه رسالة من بطريرك الإسكندرية إلى بابا روما وكان مضمونها يبنُي عن استعداد للوحدة وفي 2 فبراير 1442م وقع المندوب البطريركي على وثيقة الوحدة إلا أن الوحدة لم تفعل لأسباب كنسية وسياسية.
وأضاف في تصريحاته الخاصة: أوفد البابا أوربان الثامن في سبتمبر 1623م مرسلين فرنسيسكان إلى البطريرك "يوحنا الخامس عشر الذي قد أبدى في أواخر حياته رغبته في الوحدة مع روما ولكنه توفي قبل وصول المرسلين إلى مصر.
وأوضح: وتتابعت المحاولات من الرهبان الكبوشيين الفرنسيسكان الموفودين من مجمع انتشار الإيمان لدي البطريرك متي الثالث 1623- 1642م الذي أظهرعلامات المودة والتفاهم المتبادل مع المرسلين مصرحًا لهم بالوعظ في الكنائس القبطية. ولكن في عهده لم يتحقق الاتحاد المنشود. ونصلي من أجل أن بكونوًا واحدًا في الإيمان والمحبة بيسوع مخلص البشر.
وفي عام 1697 م أسس مجمع انتشار الإيمان إرسالية للفرنسيسكان في صعيد مصر لمساعدة الأقباط واختير الأب فرانشيسكو ماريا نائبًا عاماً وكانت مهمة هذه الإرسالية هي مواصلة الحوار مع البطريرك القبطي ودعوته إلى الأتحاد ومن أهم اعمالهم قاموا بكرازة مثمرة في مصر وترجموا إلى اللغة العربية أعمال مجمع خلقيدونية كي يوضحوا للبطريرك وكبار الأقباط خطا أحكامهم ضد الكنيسة الكاثوليكية، وقدموا الخدمة بكل تواضع.
وأضاف: الرهبنة الفرنسيسكانية لها الفضل في انتشارالكنيسة الكاثوليكية بصورة عامة، لأن الرهبنة كانت ترعى وتقود الكنيسة وبعد ذلك جاءت فكرة النيابة الرسولية وأسس البابا بنديكتوس الرابع عشر (1740- 1758م) ما يُعرف بالنيابة الرسولية للأقباط الكاثوليك (الرئاسة الكنسية للأقباط الكاثوليك) واستمرت النيابة الرسولية للأقباط الكاثوليك ما يعرف بالنواب الرسوليين والذين مُنح لهم بعضهم الدرجات الأسقفية وذلك لعدم وجود أساقفة كاثوليك في مصر في ذلك الوقت.
ولفت: وفي سنة 1824 أصدر البابا "ليون الثاني عشر(1823- 1829) بتأسيس بطريركية الأقباط الكاثوليك ولكن هذا القرار لم يُفعل على أرض الواقع واستمرت الطائفة تدار من قبل النائب الرسولي.
وأضاف الفرنسيسكاني في تصريحاته الخاصة: وفي عام 1895 قرر البابا ليون الثالث عشر تعيين الأب جرجس مقار أسقفًا على الأقباط الكاثوليك باسم الأنبا كيرلس مقار. في يوم 26 نوفمبر 1895 اصدار قرار بإعادة تأسيس بطريركية الأقباط الكاثوليك وإنشاء أسقفين آخرين بالأضافة إلى أسقفيتى القاهرة والإسكندرية وهما أسقفيتا المنيا والأقصر ومقرها طهطا وتعين كل من مكسيموس صدفاوي أسقفًا على المنيا واغناطيوس برزي أسقفًا على طيبة، وتعين الأنباء كيرلس مقار " مديرًا رسوليًا للبطريركية حتي سنة 1899م حين تم إعلانه كأول بطريرك (1899- 1908 على طائفة الأقباط الكاثوليك. في سنة 1947 أختير الأنبا مرقص خزام كثاني بطريرك على الطائفة. حتي 1958 خلفه الأنبا اسطفانوس الأول حتي سنة 1986م، وبعد ذلك الأنبا اسطفانوس الثاني حتي عام 2006م بطريرك للكنسية القبطية الكاثوليكة، والأنبا انطونيوس نجيب بطريركًا على الطائفة حتي عام 2013. فتم انتخاب البطريرك الحالي الأنبا "إبراهيم إسحق بطريرك الكنيسة القبطية الكاثوليكية. الرهبنة الفرنسيسكانية قدمت العديد من الكنائس لخدمة الأقباط الكاثوليك والكنائس الأخرى على مستوي المحافظات المصرية.