في ذكران التاسعة
أدباء في ذكرى رحيل جمال الغيطاني: حارس أمين على تراث وطنه
قدم الكاتب الصحفي والروائي جمال الغيطاني، العديد من الأعمال الأدبية التي تجمع بين الأصالة والحداثة.
وفي ذكرى رحيل جمال الغيطاني، كتب الشاعر والروائي أحمد الشهاوي: أعرف أن الكثير ارتبط بعلاقات مع الغيطاني، لكنني ربما أكون في حالة خاصة، فصداقتنا بدأت مبكرًا، وامتدت طويلًا، و طريق بيتي في المعادي يمر من أمام بيته ومنذ مرض وغادر بيته إلى المستشفى، وأنا أرفع عيني من السيارة نحو الطابق الخامس حيث يسكن، وأسأل متى ستعود يا جمال ؟ لكنه هذه المرة لم يجب، وذهب ليكمل إجاباته عن السؤال الذي أرقه طويلا: أين؟
الكاتب الصحفي فرانسو باسيليه كتب عن الغيطاني: إنها الذكرى التاسعة لرحيل المبدع الكبير الجميل جمال الغيطاني، كانت زيارته السنوية لنا في نيويورك ونيوجرسي إحدى أعيادنا المصرية الثقافية الزاهية، وكنا دائمًا نقيم مآدب الغذاء الروحي والعقلي والجسدي فنجمع الأصدقاء فيتحلقون حول الضيف يستمتعون بحديثه الممتع المليء بالفكر والفن والفكاهة والمحبة.
في إحدى المرات اصطحبته إلى متحف في نيوجرسي في لبرتي بارك، حديقة الحرية، وكان ملحقًا به سينما من نوع جديد وقتها - يمكن من 20 سنة - ليس فقط من النوع الدائري - سينيماكس - ولكن كانت عبارة عن كرة كاملة هائلة، الشاشة فيها ليست فقط أمامك لكن أيضًا حولك في الحيطان وفوقك في السقف، مع إستخدام سماعات صوت قالوا لنا أنها هي الأضخم في العالم حاليًا، وكان العرض هو فيلم تسجيلي عن هجرة الأسماك في المحيط من الشمال إلي الجنوب، وما أن بدأ العرض ألمذهل بكل المقاييس حتي قال الغيطاني، "كأن الواحد ما شافش سينما قبل كدا".
صلاح زكي: جمال الغيطاني جاء عطاؤه جميلا راقيا
من جهته يرى الكاتب الصحفي صلاح زكي أن جمال الغيطاني الذي عرف طريقه إلى عالم الإبداع، من باب عشقه وإتقانه لمهنته الأولى " صناعة النسيج " يتميز عن بعض من شاركه هذا الفضل، بأنه جمعّ على نحو نادر واستثنائي بين: التراث والمعاصرة في حياتنا على نحو فريد وعريق، كان جمال الغيطاني حارسًا أمينًا لتراث وطنه، تراه يُناجي الحجر والأثر في شوارع وميادين القاهرة العتيقة، في الجمالية والحسين والسيدة زينب وغيرها وغيرها.
أما في الأدب، فقد جاء عطاؤه جميلًا وراقيًا، فمن الزيني بركات الى متون الأهرام الى " رّن " الى التجليات ومنها الى حكايات المؤسسة.