مثقفون يناقشون الأدب الشعبي والتداخل النصي في القصة القصيرة
واصلت هيئة قصور الثقافة، فعاليات المؤتمر الأدبي الثالث والعشرين لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، وعقدت الجلسة البحثية الثالثة، اليوم الخميس، وشارك بها كل من د. محمد فتحي السنوسي، د. محمد أحمد عبد الراضي، وأدار الجلسة الكاتبة نجوى سلام.
وتناول الدكتور محمد السنوسي في بحثه "الأدب الشعبي البدوي وآليات التلقي" الأدب الشعبي بوجه عام كشكل من أشكال التعبير الإنساني، وكعنصر مهم من عناصر التراث الشعبي على تنوع فروعه وروافده، مشيرا إلى أنه من خلاله نستطيع أن نتعرف على مظاهر حياة الشعب وأسلوب تفكير وطريقة معيشة أفراده، وجميع ما مر به من ظروف وأحداث ومحن.
وأوضح "السنوسي" خلال المؤتمر الأدبي، تعدد وتنوع أشكال التعبير فى الأدب الشعبي البدوي بتعدد الأجناس الأدبية الشعبية البدوية التي اتسمت بوفرة وغزارة تعكس اتساع ورحابة الصحراء بامتدادها المترامي الأطراف.
وقال: اتسم الأدب الشعبي البدوي بسمات أصلية لأبناء البادية كالشهامة والإقدام والتضحية والفداء والكرم والوفرة والسخاء والجود والبذل والعطاء الرحب رحابة البادية. والأدب الشعبي البدوي على وجه الخصوص له أنواع متعددة وهي المجرودة، صوب خليل، اغاني العلم، الشتاوة، قول الأجواد، الشباهة، أدب المجلاس، طق العصا، الحداء.
وأكد أن الشعر البدوي لم يقف جامدا أمام المديح والهجاء والحماسة والوصف والرثاء، بل تخطى كل هذه الأغراض إلى آفاق أرحب وأعم وأشمل ليقف صامدا وبجرأة امام قضايا الوطن وهموم المجتمع.
وأضاف أن الشاعر البدوي أصبح يتناول في إبداعاته مختلف القضايا المجتمعية المعاصرة، محاولا إلقاء الضوء عليها وبقوة وساعيا إلى إيجاد حلول جذرية لها، بل تخطى القضايا المحلية إلى القومية ومختلف قضايا أمته العربية والإنسانية.
وأشار محمد أحمد عبد الراضي في دراسته "التداخل النصي في القصة القصيرة آليات الاشتغال وجماليات الحضور" إلى أن مفهوم التداخل النصي قديمة قدم تداخل الأشياء وتفاعل المكونات فيما بينها، وأن ضمان الوجود والتواصل يستدعي علاقة قائمة على الأخذ والعطاء، كما أن طبيعة الكتابة الأدبية عموما بما فيها الكتابة السردية تقتضي الاستناد إلى مخزون لغوي يعد نتاجا لتراكمات نصية ويتطلب خلفيات معرفية متنوعة مثل الدين والتاريخ والأدب والأساطير.
وأضاف "عبد الراضي": من الطبيعي أن يكون لكل أديب أساليب وأنماط كتابية خاصة به ترجع لمعجمه اللفظي والثقافي والنفسي، ولأن التداخل النصي إجراء تفكيكي على مستوى النقد والتحليل يسمح بالكشف عن النصوص والانساق المتقاطعة في النص الأدبي الواحد، لذلك أخذنا بعين الاعتبار أسلوب الكاتب والمصادر التي يتكئ عليها من حيث البنية والدلالة.
وتابع أن التداخل النصي مقسم إلى فرعين: أولهما التداخل النصي الداخلي "الذاتي"، ويتحرى فيه الكاتب مختلف الأساليب التي تتسم بها كتباته القصصية، فيعيد بعضا من نصوصه بمبناها أو معناها، فقد يسير على وتيرة أيديولوجية واحدة وقد تتغير مع الزمن، فالكاتب ليس إلا معيدا لإنتاج سابق في حدود من الحرية، سواء كان ذلك الإنتاج لنفسه أو لغيره.
وأشار إلى أن الفرع الآخر هو التداخل النصي الخارجي، ويتضح هذا النوع عند التعامل مع الأعمال الأدبية الأخرى أو الأنساق الدلالية الأدبية وغير الأدبية، فيرتكز عليها القاص لبناء دلالات جديدة، وقد توظف هذه الأمور دون وعي من الكاتب أو قصد كالذي يحدث في إستخدام الأفكار والحوارات والبنى الأسطورية لأغلب الأجناس الأسطورية.
واختتم دراسته موضحا أن النص الأدبي يصبح مزيجا من البنى اللفظية والفكرية التي ولدتها السياقات والأنساق الخارجة عنه، فهو بذلك فضاء متعدد الأبعاد، تتمازج فيه كتابات متعددة أو هو نسيج من الاقتباسات تنحدر من منابع ثقافية متعددة.
وتواصلت فعاليات المؤتمر الأدبي بانعقاد مائدة مستديرة شارك فيها كل من د. فوزي عيسى، د. أسامة البحيري، د. محمد مخيمر، ياسر الغايش، وأدار المائدة د. شوكت المصري.
وبالتوازي عقدت ورشة إبداع الشباب قدمها حسين منصور، وشارك نخبة من الأدباء بإلقاء قصصهم وإبداء الرأي حولها وتداولت بينهم المناقشات والحوارات الأدبية.