سعوديون: قمة السيسى وبن سلمان خطوة مهمة لتعزيز العلاقات ودعم التعاون الاقتصادى لمواجهة التحديات المتعددة فى منطقة الشرق الأوسط
جاءت زيارة ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، الثلاثاء، مصر ولقاؤه الرئيس عبدالفتاح السيسى، كخطوة مهمة فى مسار تعزيز العلاقات بين القوتين الإقليميتين فى المنطقة، وفى سياق حالة الاضطراب الإقليمى التى تشهدها المنطقة، بما يُسهم فى التنسيق المشترك تجاه قضايا الأمن الإقليمى.
ورأى الدكتور عبدالوهاب بن سعيد القحطانى، الأستاذ بجامعة اليمامة فى الخُبر، أن الزيارة لها أهمية كبيرة فى توطيد العلاقات السعودية المصرية، وتسهم فى التفاعل والتعاون المشترك لمواجهة التحديات فى المنطقة.
وأوضح «القحطانى» أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية دولتان محوريتان فى المنطقة ولهما دور سياسى مؤثر لحماية المصالح العربية، ودعم واستقرار السلام العالمى.
وأضاف: «التشاور السعودى المصرى ضرورة فى ظل هذه الظروف السياسية الصعبة فى منطقتنا العربية التى تمر بظروف حرجة منذ زمن طويل، خاصة فى ظل التطورات الأخيرة المتعددة الأطراف والجوانب، بحيث أصبحت المنطقة على بركان من الصراعات التى تمتد إلى دول كثيرة، ما يعرقل التنمية الاقتصادية».
وتابع: «المملكة ومصر تعيشان استقرارًا سياسيًا قويًا، لذا لا غنى للعالمين العربى والإسلامى عنهما لما تتمتع به الحكومتان من حكمة سياسية، ناهيك عما للمملكة على وجه الخصوص من دور كبير فى مجال استقرار سوق الطاقة العالمية التى تتأثر بالصراعات والحروب فى المنطقة».
وأردف أن التشاور بين الأخوة القادة فى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية منفعة مشتركة تخدم العرب فى مجالات عديدة، أهمها السياسية والاقتصادية، سواء على مستوى المنطقة أو على المستوى العالمى، حيث تسعى القيادتان إلى تحقيق السلام العادل الذى يحقق للفلسطينيين قيام دولة عاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن الظروف الحالية فى المنطقة تتطلب التعاون والتشاور المستمر لتحقيق السلام المستدام، الذى يساعد على تنمية اقتصادية مستدامة فى المنطقة لخدمة شعوبها.
وأكمل: «الاستقرار فى المنطقة يجذب الاستثمارات لدولها، بما فى ذلك المملكة ومصر اللتان تطوران جميع السبل الممكنة للتنمية الاقتصادية الطموحة، وكانت الأوضاع الحالية فى المنطقة محور النقاش بين القيادتين، إضافة إلى الوضع فى غزة ولبنان والملاحة فى البحر الأحمر التى كانتا ضمن اهتمامات القيادتين اللتين تحرصان على استتباب السلام والأمن الإقليمى والعالمى».
واختتم قائلًا: «كمواطن سعودى عربى مسلم أتمنى الاستقرار والأمن والسلام فى المنطقة وبقية دول العالم، لأننا اليوم نعيش فى قرية عالمية تتأثر بالصراعات والحروب التى لا تسهم فى الاستدامة الاقتصادية، والسلام يسهم فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لأنه الأساس فى الاستقرار والتنمية والاستدامة».
بدوره، قال الكاتب والباحث السعودى عماد المديفر، إن لهذه الزيارة أهمية كبرى ثلاثية الأبعاد، الأول يتمثل فى بُعد الزمان والتوقيت، حيث المنطقة تمر بوقت حرج على وقع الأحداث الملتهبة والمتصاعدة، والثانى يتمثل فى المكان والمكانة لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وما تمتلكانه من ثقل القيادة الممثلة فى ولى العهد والرئيس المصرى، وكذلك الثقل السياسى والاقتصادى والعسكرى لكلا البلدين وليمثلان معًا حصن العرب الحصين.
وأضاف: «البعد الثالث لأهمية الزيارة أنها تأتى فى ظل الأوضاع، ليس فقط السياسية والأمنية الحرجة بالإقليم؛ بل والأوضاع الاقتصادية الحرجة التى تأثر فيها المواطن العربى، وتسببت بها ظروف خارجة عن السيطرة، من بعد أزمة كورونا، ثم حرب أوكرانيا، ومحاولات زعزعة أمن البحر الأحمر الذى يأتى كمهدد حقيقى للاقتصاد والملاحة البحرية فى المنطقة، وانعكس سلبًا على شعوب المنطقة».
وتابع أن هذه الزيارة تأتى مفعمة بروح التفاؤل، خاصة أن السعودية ومصر لهما تاريخ من الأخوة والعلاقات الاستراتيجية الثنائية القوية والمتجذرة والتاريخية فى مختلف المجالات، فضلًا عن رصيد التضامن النابع من أهمية البلدين وحضورهما القوى فى المنطقة، وتشابكهما مع قضايا المنطقة والإقليم، ما أثمر عن توافقات قيادتى الدولتين فى الرؤى واتفاق فى المواقف بدرجة التطابق، وتعاون فى الأزمات بهدف الحفاظ على أمن العرب والدفاع عن الإقليم وشعبه ومصالحه.
وأشار إلى أنه بحكم التقارب والتوافق الشديد بين البلدين على مستوى القيادة وشعبيهما، حملت فى الرياض والقاهرة رؤى مشتركة تجاه العديد من قضايا المنطقة التى تشهد حاليًا أزمات غير مسبوقة.
وشدد على أن زيارة ولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان القاهرة، تحمل العديد من الملفات، منها العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز صور التعاون، خصوصًا فى المجال الاقتصادى، إذ من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مرحلة من مراحل التعاون الاستثمارى السعودى المصرى، حيث تشهد مصر اليوم تسهيلات تقدمها الحكومة المصرية بتغيير فى التشريعات وتقديم الحوافز للمستثمرين.
ونوه إلى الملفات الإقليمية الحاضرة فى الزيارة، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار فى غزة والتوصل إلى هدنة وانتقال إلى مسار سياسى يقوم على حل الدولتين، مؤكدًا أن الموقف السعودى المصرى فى هذا الإطار موقف ثابت ومؤكد لدعم الفلسطينيين وتفعيل مبادرة السلام العربية الصادرة فى ٢٠٠٢، وأيضًا الأوضاع فى لبنان وما يمر به الشعب اللبنانى، ورفض العدوان الإسرائيلى ورفض استهداف البنى التحتية فى لبنان، فضلًا عن أمن البحر الأحمر، وضمان حرية الملاحة، وكذلك الأزمة السودانية.