رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكوليرا" يفتك بالسودان جراء استمرار الحرب.. ويسجل 681 وفاة و24116 إصابة

السودان
السودان

أكد تقرير بريطاني أن وباء الكوليرا بات يهدد السودان جراء الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، إثر تمرد ميليشيا الدعم السريع ضد الجيش السوداني، ما أسفر عن انهيار القطاع الصحي، وضعف مؤسسات الدولة في مواجهة تفشي الأمراض.

وأوضحت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، في تقرير اليوم، أن ولايات شرق السودان، وهى من المناطق الآمنة نسبيًا، تواجه معركة خاصة بها لمكافحة انتشار الأمراض المهددة للحياة، مثل الكوليرا، الذي بات ينتشر في ظروف غير صحية تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة والنزوح الجماعي والبنية التحتية المنهارة.

تفشى الكوليرا جراء حرب السودان يهدد الملايين

وسلطت الشبكة الضوء على الأوضاع في مستشفى كسلا التعليمي، حيث يتوافد المئات على المستشفى للعلاج من الكوليرا، بينما يصلون بصعوبة بالغة إلى المستشفى لتلقي لعلاج. 

وقال الدكتور علي آدم، وزير الصحة في ولاية كسلا، في جناح الحجر الصحي: "هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها الولاية شيئًا كهذا، على الأقل خلال السنوات الأخيرة، لم يكن هناك تفشٍ للكوليرا مثل هذا".

وحسب الشبكة، يوجد ضغط شديد على خدمات الولاية، حيث تعد كسلا موطنا لثلاثة ملايين شخص، وقد تضاعف هذا العدد تقريبًا جراء وصول النازحين إليها من الحرب.

وعلى الرغم من الحالة الصعبة للأشخاص الذين يتم علاجهم داخل مستشفى كسلا التعليمي، فإن من يصلون إلى جناح الحجر الصحي هم المحظوظون لعدم وجود أماكن شاغرة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات، وحتى من يتلقى العلاج معرض للوفاة بشكل كبير.

وتُظهر أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفيدرالية السودانية أن حالات الكوليرا آخذة في الارتفاع، ففي 26 سبتمبر الماضي تم الإبلاغ عن 15557 حالة إصابة منذ أواخر يوليو، وبحلول أمس قفز هذا العدد إلى 24116 حالة تم الإبلاغ عنها، بزيادة بلغت 55% في غضون أسبوعين ونصف الأسبوع فقط.

كما أن الوفيات المرتبطة بالكوليرا في نفس الفترة تشهد ارتفاعا كبيرا، فقد توفي 681 شخصًا، بزيادة بنسبة 34% عن 507 حالات وفاة، وتعد هذه الأرقام، سواء الوفيات أو الإصابات، أقل من الواقع بشكل كبير.

استمرار حرب السودان ينذر بكارثة صحية

وأكدت "سكاي نيوز" أن تفشي الكوليرا في السودان أصبح حقيقة متزايدة ومظلمة يغذيها العنف المسلح والنزوح المستمر للناس إلى مناطق آمنة مكتظة بالسكان، حيث يشهد السودان حاليًا أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم.

وقالت كيارا لودي، مديرة منظمة أطباء بلا حدود في السودان، إن المشكلة الرئيسية في الكوليرا هي الاكتظاظ السكاني، مشيرة إلى أن الانتقال من ولاية إلى أخرى يؤثر على النظام الصحي؛ لأنه لا يستطيع استيعاب البنية التحتية، فهو لا تملك مساحة كافية للجميع وليست مبنية لاستيعاب هذا العدد الكبير من الناس.

كما أعاقت البيروقراطية الحكومية حركة الإمدادات الحيوية والدعم الإنساني في الأراضي التي تشهد حربًا.

وتابعت كيارا: "إذا كان علينا التدخل في غضون 24 ساعة، كما نفعل عادةً، فهذا مستحيل لأننا بحاجة إلى اتباع إجراءات معينة".