سودانيون: مصر تلعب دورًا كبيرًا لوقف الحرب..وعودة النازحين قريبًا
أكد خبراء وكُتاب سودانيون أن مصر هى أفضل من يفهم مشاكل السودان، وأن القاهرة تلعب دورًا كبيرًا لوقف إطلاق النار ودعم الحل السياسى، منذ اليوم الأول للحرب.
وقال الدكتور أحمد المفتى، أستاذ القانون الدولى، إن الجيش السودانى حقق تقدمًا كبيرًا جدًا فى العاصمة الخرطوم، خلال الآونة الأخيرة، تمثل فى السيطرة على مداخل ٣ كبارى كان يسيطر عليها «الدعم السريع»، وهى: السلاح الطبى والحلفاية والفتيحاب.
وأضاف «المفتى»، لـ«الدستور»: «الجيش السودانى دخل الخرطوم من الجهة المواجهة لمدينة أم درمان، لأول مرة، وسيطر على أكبر عمارتين، وهما زين وبنك السودان، إلى جانب سيطرته على جزء من مقرن النيلين»، مؤكدًا أن «القصر الرئاسى أصبح يبعد حوالى ٣ كم فقط عن الجيش».
وواصل: «حاصر الجيش جزيرة توتى، وبها قيادات من الدعم السريع، ودخل السوق العربية، وأصبح ما بينه والقصر الرئاسى والقيادة العامة للجيش ومطار الخرطوم حوالى ٣ كم فقط، بالتزامن مع إحكام حصار المصفاة، والتقدم جنوبًا فى الخرطوم بحرى، وتحرير الحلفاية وجزء من شمبات».
وأكد نجاح الجيش فى إعادة المدنيين إلى العاصمة الخرطوم، سواء النازحين فى الداخل أو فى دول الجوار، قائلًا: «بدأ ذلك بالفعل تدريجيًا، حتى وصل متوسط عدد العائدين من مصر يوميًا إلى حوالى ١٢٠٠ مواطن، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى عشرات الآلاف فى القريب العاجل».
وأشار إلى إقدام ميليشيا «الدعم السريع» على التدمير المتعمد للكثير من البنى الأساسية فى السودان، من مستشفيات ونقاط شرطة ومدارس وجامعات ومصانع ومكاتب وأسواق وكبارى، وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة.
وأضاف: «الدعم السريع تواصل الحرب، وترفض وقف إطلاق النار أو التوصل إلى حل سياسى، لأنها أسست إمبراطورية مالية ضخمة جدًا، ومن المؤكد أن أى حكومة تُشكل ستشرع فورًا فى فتح هذا الملف، لذا تريد تلك الميليشيا حكومة تشكلها على هواها، لكن هذا أصبح فى حكم المستحيل، بعد تقهقر قواتها فى ميادين القتال». وعن دور مصر فى دعم السودان، قال أستاذ القانون الدولى: «مصر أفضل من يفهم مشاكل السودان، فى ظل الارتباطات التاريخية للبلدين الشقيقين، وهى حريصة على وقف القتال، لأنه يهدد أمنها القومى، لذا هى من تصدر لكل مبادرات الحل، وتلعب دورًا كبيرًا لتحقيق السلام».
وأتم بقوله: «السودان يمر بمنعطف حرج، يتطلب رؤى شاملة توافقية فى ٣ ملفات، هى: إنهاء القتال وإدارة الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات، وأى رؤية لا تغطى الملفات الثلاثة لن تؤدى إلى استقرار سياسى، بل ستنتهى إلى إعادة إنتاج الأزمة».
وقال الكاتب والسياسى السودانى، عماد السنوسى، إن الجيش السودانى وصل إلى مراحل متقدمة فى خطة تنظيف العاصمة الخرطوم من متمردى «الدعم السريع»، عن طريق العملية العسكرية الكبيرة التى أطلقها لاستعادة العاصمة.
وأضاف «السنوسى»، لـ«الدستور»: «الجيش السودانى بدأ مرحلة الهجوم على الدعم السريع، بعد قرابة ١٧ شهرًا من الدفاع والحفاظ على مقاره»، معتبرًا أن الجيش الآن يعمل فى «التشطيبات النهائية»، بعد انهيار الميليشيا المسلحة.
وواصل: «أعتقد أن غياب الوطنية والتأهيل من قبل منسوبى ميليشيا الدعم السريع هو أحد الأشياء التى كان لها تأثير على تدمير الدولة، ونهب ممتلكات المواطنين، فجنودها مرتزقة، وليسوا مقاتلين ذوى أهداف وعقيدة قتالية، عكس الجيش الوطنى الذى يحافظ على مؤسسات الدولة».
وأكمل الكاتب والسياسى السودانى: «ميليشيا الدعم السريع لا يهمها أن يكون السودان آمنًا، بل يريدونه منطقة فوضى كاملة لنهب ما تبقى من ممتلكاته وثرواته، وكان آخر مشاهد هذا النهب سرقة مقتنيات متحف السودان».
وتابع: «الدعم السريع تواصل الحرب وترفض وقف إطلاق النار أو التوصل إلى حل سياسى، لأن وقف الحرب يعنى ضياع مشروعها فى السودان، بعدما أصبحت غير مقبولة، فى ظل الانتهاكات والجرائم الواسعة لمنسوبيها على المواطنين والدولة».
وأتم هذه النقطة بقوله: «لن يوافق أى شخص بدور عسكرى أو سياسى لأى من أعضاء تلك الميليشيا فى مستقبل السودان، لذا يفضلون استمرار الحرب، ومن ناحية ثانية يحاولون الظهور أمام العالم بثوب السلام».
وبشأن نجاح الجيش السودانى فى إعادة المدنيين إلى العاصمة الخرطوم، سواء النازحون فى الداخل أو فى دول الجوار، قال «السنوسى»: «مسألة إعادة المواطنين الى العاصمة تعتمد بشكل أساسى على إزالة خطر التمرد، وإعلان التحرير الكامل، وتوفير مقومات العيش، وإزالة مخلفات الحرب، لكن حسم التمرد هو الخطوة الأولى».
وانتقل للحديث عن دور مصر، الذى وصفه بالواضح منذ اشتعال الأزمة، مضيفًا: «مصر ظلت ولا تزال تنادى بوقف الحرب فى جميع المحافل، وكان لها دور واضح فى تثبيت عدم التدخل فى شئون السودان من دول الجوار، إلى جانب دعم المؤسسات الدستورية للدولة».
وأكد: «موقف مصر قائم على ضرورة وقف الحرب والجلوس إلى طاولة التفاوض، ومنح الأولوية للحل السياسى، واستطاعت مؤخرًا أن تجمع الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى جانب تحركاتها الواسعة على المستويات الإفريقية والعربية والإقليمية، رغم تدخل دول إقليمية فى الصراع».