نادية مصطفى: لا أفضل إعادة تقديم أعمالى القديمة.. والشركة المتحدة «عنوان النجاح» (حوار)
المطربة الكبيرة نادية مصطفى حاضرة بشكل كبير فى ذاكرة عدة أجيال، خاصة جيلى الثمانينيات والتسعينيات، فمن ينسى أغنيتى «سلامات» و«جاى فى إيه وسافرت فى إيه»، اللتين كانت تغنيهما بصوتها القوى والشجى والدافئ؟
وتشارك المطربة نادية مصطفى فى فعاليات الدورة الـ٣٢ لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذى تنظمه دار الأوبرا المصرية، بحفلين غنائيين، الأول غدًا الأربعاء، على خشبة مسرح الجمهورية بالقاهرة، بقيادة المايسترو حازم القصبجى، والثانى يوم ١٩ أكتوبر الجارى، على خشبة مسرح سيد درويش بـ«أوبرا الإسكندرية».
وخلال حوارها مع «الدستور» كشفت المطربة عن سر حرصها المستمر على المشاركة فى هذا الحدث بشكل سنوى، كما كشفت عن تفاصيل برنامجها الغنائى خلال المهرجان، وعبرت أيضًا عن رأيها فى قضية اعتذار بعض الفنانين اللبنانيين عن عدم المشاركة بسبب الأحداث فى لبنان، وغير ذلك من التفاصيل المهمة.
■ بداية.. حدثينا عن سبب مشاركاتك المستمرة فى مهرجان الموسيقى العربية؟
- بالطبع سعيدة وفخورة بشكل كبير لمشاركتى فى مهرجان مثل «الموسيقى العربية»، فهذا المهرجان له ثقله ووزنه الكبير، ويعتبر من أضخم المهرجانات الموسيقية بالمنطقة العربية، ولا يقل أهمية عن المهرجانات التى تقام فى كل البلاد العربية مثل «قرطاج» أو «جرش»، وهى أيضًا مهرجانات كبيرة ذات أهمية وثقل.
ومن المؤكد أن كل مطرب يشارك فى مهرجان الموسيقى العربية يشعر بالفخر الشديد نظرًا لأهميته الكبيرة، كما أنه يعد مهرجانًا أصيلًا لا يقدم إلا الأصالة، وكل المطربين المشاركين فى المهرجان لهم ثقلهم فى الوطن العربى.
■ كيف ترين الدورة الجديدة التى تحمل اسم الموسيقار سيد درويش؟
- حملت الدورة الـ٣٢ من المهرجان اسم الموسيقار الراحل المبدع سيد درويش، لأنه يستحق التقدير، ويستحق أن يحمل مهرجان مثل الموسيقى العربية اسمه، ولأن له رصيدًا فنيًا كبيرًا وحافلًا، ويشهد له العالم العربى كله، بما قدمه من إبداع وروائع موسيقية، لدرجة أنه أطلق عليه لقب «فنان الشعب».
فى النهاية هو فنان الشعب ليس المصرى فقط ولكن العربى كله، وكبار نجوم الطرب فى الوطن العربى غنوا أعماله، لذلك سعيدة وفخورة جدًا بهذه الدورة من المهرجان التى تحمل اسم هذا النجم الكبير الذى أثرى حياتنا الغنائية.
■ بعض المطربين اللبنانيين أعلن عن اعتذاره عن عدم المشاركة فى المهرجان حدادًا على الضحايا فى لبنان.. كيف تقيمين موقفهم؟
- هذا الأمر يتوقف على قدرة وطاقة كل إنسان، فالمطرب وائل جسار، وكذلك المطرب عاصى الحلانى، اعتذرا عن عدم الغناء بسبب الحرب على لبنان، فمن الممكن أن يكونا قد شعرا بأنهما ليست لديهما الطاقة بأن يقفا على المسرح وبلدهما يتألم، والحقيقة أن الشعب العربى كله يشعر بالألم.
فى المقابل لدينا المطربة عبير نعمة التى أعلنت عن مواصلتها الغناء، فلديها القدرة والطاقة بأن توصل صوتها الذى يحمل رسالة سامية، وفى الوقت ذاته قدمت المساعدة لوطنها الحبيب بإهداء أرباح حفلها لشعب لبنان، فالمسألة بشكل عام «طاقة وقدرة» وفى كلتا الحالتين التصرف صحيح جدًا.
ومن وجهة نظرى، الفن ليس رفاهية بل رسالة، ونحن صوتنا سلاحنا، فمن الممكن نوصل بصوتنا رسالة للعالم كله بأن الذى يحدث فى بلداننا العربية من اعتداءات أمور لا تمت للإنسانية بصلة.
■ ما رأيك فى اهتمام «المتحدة» بنقل فعاليات المهرجان والمساهمة فى تطويره؟
- بعدما رأيت التنظيم الرائع فى بيع تذاكر الفعاليات فى كل المسارح الخاصة بالمهرجان هذا العام وجدت أنه لا يسعنى إلا أن أكون واحدة من الأشخاص الذى يجب أن يتوجهوا بالشكر لشركة «تذكرتى»، وإلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، على مجهودهما الكبير، وحرص المتحدة على نقل الفعاليات عبر قنواتها الفضائية، فأى عمل تنفذه «المتحدة» يمتاز بالتنظيم، ويحقق نجاحًا كبيرًا ومهمًا، وفى الحقيقة «المتحدة» هدفها دائمًا هو النجاح، وبالتنظيم تصل لهذه الغاية، بالتأكيد أيضًا جميعنا مهتمون بنجاح المهرجان.
■ ماذا عن البرنامج الفنى الخاص بك فى المهرجان؟
- حضّرت لبرنامجى الغنائى فى الحفل، وسأقدم باقة من الأغانى الخاصة بى بين القديم والحديث، ومجموعة أخرى للغير، واخترت باقة من الأغانى الطربية التى تليق بأجواء المهرجان، فكل رواد مهرجان الموسيقى العربية يريدون سماع طرب عربى أصيل، لذلك حرصت فى اختياراتى الأغانى التى سأغنيها على هذا الأمر، وأجرى حاليًا بروفات قبل الحفل، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور بى، وسأنتقى أعمالًا تنال إعجاب كل الحضور.
■ حدثينا عن طبيعة تعاونك مع المايسترو حازم القصبجى.
- أنا تعاونت مع كل موسيقيى مصر، ومن ضمنهم المايسترو حازم القصبجى، فهذه ليست المرة الأولى التى أتعامل فيها معه، لكن هو من الأشخاص الذين يهتمون بالتفاصيل الخاصة بالأغانى، وأشعر بارتياح كبير فى التعامل معه، وأعلم جيدًا أن اهتمامه بهذه التفاصيل سيضيف لنا وسيكون فى صالحنا، لذلك متأكدة أننا سنحيى حفلًا ناجحًا، وبالنسبة لى أنا أثق فى الموسيقى المصرى الذى نفتخر به جميعنا، فكل الحفلات القائمة بكل بلداننا العربية قائمة على الموسيقى المصرى، وشرف كبير لى أن أعمل مع فرقة حازم القصبجى.
■ إلى أى مدى يحافظ مهرجان الموسيقى على التراث الموسيقى؟
- بالتأكيد المهرجان يسهم فى الحفاظ على التراث الموسيقى، فالأغانى التى قُدمت فى حفل الافتتاح قبل صعود الفنان مدحت صالح للمسرح كانت كلها تعتمد على التراث الموسيقى الذى ترعرعنا عليه ويمثلنا جدًا ويتميز بالأصالة. ومن المهم جدًا أن يقدم كل مطرب يحيى حفلًا غنائيًا خلال المهرجان أغانى تراثية، أنا أفكر جديًا فى أن أقدم خلال حفلى أغنية للموسيقار الراحل سيد درويش، ودورنا أن نوصل هذا التراث لأجيالنا الجديدة التى لم تعِش هذه الأغانى، وهناك مطربون كثر أسهموا فى نجاح وإعادة الأغانى القديمة، وهو أمر مهم جدًا.
■ لماذا لم يكرم الراحل حلمى بكر فى هذه الدورة رغم وجوده فى اللجنة التحضيرية السابقة للمهرجان؟
- الموسيقار الراحل حلمى بكر تم تكريمه العام قبل الماضى، لكن فى العام الماضى تم إلغاء المهرجان تضامنًا مع القضية الفلسطينية، وكنت بالفعل موجودة أيضًا فى اللجنة العليا التحضيرية للمهرجان وذُكر اسمه، ولكن كنا حريصين على اختيار أسماء لم يتم تكريمها من قبل، واستبعدنا الأسماء التى كُرمت من قبل، وحلمى بكر فى قلوبنا، وتكريمه عند الله أكبر وأعظم بكثير.
■ ما رأيك فى واقعة غياب المطرب محمد منير عن تكريمه بالمهرجان؟
- لا أعلم ظروف المطرب محمد منير، ولكنى أعلم أنه يعانى من وعكة صحية، وكل شخص لديه ظرف سنحترمه بالتأكيد، خاصة إن كانت ظروفه الصحية تمنعه، وخاصة عندما يكون الفنان بحجم محمد منير، فلا أعتقد أن عدم حضوره تعالٍ، فجميعنا رأينا فى آخر حفل له كيف كان يمر بظروف صحية سيئة، فمعه عذره، وله كل الحب والتقدير، وهو يستحق التكريم، وأبارك له.
■ هل عملك النقابى شغلك عن تقديم أعمال جديدة؟
- من المستحيل أن يبعدنى عملى النقابى عن عملى كفنانة، ولكن عملى كفنانة يتوقف على أمور أخرى، مثل سوق المزيكا، وشركات الإنتاج، فليس معى شركة إنتاج تدير أعمالى، وأى صوت موجود على الساحة الغنائية يمتلك موهبة ولم يجد شركة تدير صوته وتنتج له أغانى وتنشرها بالشكل الصحيح فلن ينجح أبدًا.
وأغنية «جاى فى إيه وسافرت فى إيه» كانت من إنتاجى، ولكنى توقفت عن الإنتاج، فليست لدى الخبرة الكافية لإدارة شركة إنتاج، فالإنتاج له ناسه، وهو ما ينقصنى، وأتمنى أن أحضر بشكل مكثف أكثر وأظهر مع الجمهور دائمًا فى أعمال ناجحة.
■ ما رأيك فى إعادة تقديم الأغانى القديمة بشكل حديث؟
- لا أمانع أبدًا، ولكن لا أفضّل ذلك، وبالفعل طالب عدد كبير من الجمهور بإعادة تقديم أغنية «سلامات» فى شكل مغاير، بالرغم من أننى أراها ناجحة حتى وقتنا الحالى بنسختها القديمة، وكذلك «الصلح خير»، وخضت تجربة إعادة تقديم أغنية «لولا الملامة» بتوزيع جديد، ولكن لم أشعر بها كما كانت من قبل، ولم أجد أى إضافة، وليس هناك داعٍ لإعادة تقديمها، وبالنسبة لى، وتحديدًا فى مهرجان الموسيقى العربية، أحب أن أغنى الأغانى القديمة بتوزيعها الأصلى ولا أغير فيها، فأنا أحبها وأحب غناءها بصوتى ولن أشوهها، مع العلم أن إعادة توزيع الأغانى القديمة بشكل جديد قد يستهوى الجمهور من الأجيال الجديدة.
ما تقييمك لأغنيات «الراب» والمهرجانات الشعبية؟
- فى وجهة نظرى الشخصية، كواحدة من الجمهور وليست كمطربة، أنا لست من هواة سماع هذه النوعية من الأغانى، سواء الراب أو «المهرجانات»، التى تتبع «شعبة الأداء» كما نطلق عليها فى نقابة المهن الموسيقية، لكن لهذه النوعية جمهور يحب الاستماع لها، وشئنا أم أبينا لها متابعون ومحبون وجمهور ليس بقليل، لكن الأهم بالنسبة لى أن يتم اختيار كلمات الأغنية بحرص شديد وبعيد كل البعد عن الكلمات الخادشة للحياء، وألا تسىء إلى الذوق العام، مع الالتزام بالمبادئ والأخلاق الخاصة بالمجتمع الذى نعيش فيه، ومع احترام تقاليد البيوت والعائلات، فإن توافرت هذه الشروط فلا أمانع من وجودها أبدًا «هشيلهم فوق راسى».