ذاكرة حرب أكتوبر.. مصر تتصدى للعدوان الإسرائيلى المضاد وتسقط 7 طائرات
في الأيام الأولى من حرب أكتوبر 1973 وتحديدًا يوم 12 أكتوبر، تلقى جيش العدو الإسرائيلي واحدة من أقسى الضربات الجوية في تاريخه العسكري، حيث فقد 7 طائرات مقاتلة خلال محاولات القصف والهجوم على المواقع المصرية.
وينشر "الدستور" يوميًا سلسلة تحت عنوان "ذاكرة حرب أكتوبر" البطولات والمعارك المصرية على الجبهة أثناء حرب أكتوبر 1973 والتي أدت لاستعادة الأرض المسلوبة من العدو الإسرائيلي.
وخاصة بعد أن حاول باستماتة ضرب قاعدة المنصورة الجوية في أيام 7 و9 و12 أكتوبر، ما مهد بعد ذلك لوقوع معركة المنصورة الجوية يوم 14 أكتوبر والتي تعد أطول معركة جوية في التاريخ والتي استمرت لمدة 53 دقيقة تقريبًا.
كان ذلك نتيجة مباشرة لنظام الدفاع الجوي المصري المتطور آنذاك، والذي لعب دورًا حاسمًا في تغيير مجرى الحرب لصالح القوات المسلحة المصرية في الأيام الأولى من المعركة.
تفاصيل الضربة الجوية
في صباح يوم 12 أكتوبر 1973، حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تنفيذ سلسلة من الهجمات الجوية على المواقع المصرية في محاولة لشل القدرات الدفاعية المصرية وتعطيل الهجوم المصري على خط بارليف، إلا أن الجيش المصري كان مستعدًا بشكل مذهل لتلك الهجمات، حيث أنشأ نظام دفاع جوي قويًا، يتألف من صواريخ "سام" المضادة للطائرات والمدافع المضادة للطائرات التي تم تنسيقها بعناية لتغطية السماء فوق منطقة العمليات.
كانت النتيجة خلال تلك الهجمات أن فقد الطيران الإسرائيلي 7 طائرات مقاتلة بسبب هذا الدفاع الجوي المتماسك، وكانت هذه الخسائر غير متوقعة بالنسبة للقيادة الإسرائيلية، التي كانت تعتمد بشكل كبير على تفوقها الجوي لضمان السيطرة على مجريات الحرب.
تصريحات جولدا مائير عن الحادثة
عقب هذه الخسائر الكبيرة، شعرت القيادة الإسرائيلية بصدمة حقيقية، جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، وصفت الوضع في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الإسرائيلي بعبارات تعكس القلق العميق.
وقالت مائير في وقت لاحق إن هذه الخسائر جعلتها تشعر أن إسرائيل تواجه "أخطر أيامها"، إذ لم تكن تتوقع أن يتمكن المصريون من تحدي الطيران الإسرائيلي بهذه الفعالية.
أشارت مائير أيضًا إلى أن النظام الدفاعي المصري أصبح "عائقًا كبيرًا أمام الطيران الإسرائيلي"، ما دفع إسرائيل إلى إعادة النظر في خططها العسكرية والبحث عن وسائل جديدة للتعامل مع هذا التحدي الجوي الكبير.
تأثير هذه الضربة على مجريات الحرب
لم تكن هذه الحادثة مجرد انتصار عسكري مصري في الأيام الأولى من الحرب، بل كانت إشارة قوية إلى أن مصر قد استعدت جيدًا للتعامل مع الطيران الإسرائيلي المتفوق تقنيًا في ذلك الوقت، والذي كان يُعد السلاح الأقوى في ترسانة إسرائيل.
هذه الخسائر دفعت القيادة الإسرائيلية إلى تبني استراتيجيات جديدة، وتحويل تركيزها إلى التعامل مع خطر الدفاعات الجوية المصرية.
بالإضافة إلى ذلك، كان لهذه الخسائر تأثير نفسي كبير على الجنود الإسرائيليين الذين كانوا معتادين على التفوق الجوي والقدرة على التحليق بحرية فوق سماء الشرق الأوسط.
كيف غيرت الدفاعات الجوية المصرية المعادلة؟
تعتبر هذه الحادثة واحدة من المحطات الرئيسية في حرب أكتوبر، حيث أثبتت أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي لتحقيق الانتصار، وأن الإعداد الجيد والتخطيط المتكامل يمكن أن يكون لهما تأثير أكبر من المتوقع.
الدفاع الجوي المصري المتكامل، الذي تألف من بطاريات صواريخ "سام" والمدافع المضادة للطائرات، نجح في تحييد جزء كبير من القوة الجوية الإسرائيلية، ما أدى إلى تغيير استراتيجيات الحرب.
هذه الضربة الموجعة لإسرائيل في الأيام الأولى لحرب أكتوبر 1973 كانت مجرد بداية لمجموعة من الخسائر التي تكبدتها القوات الجوية الإسرائيلية على مدار الحرب، وأصبحت أحد أسباب استمرارية المعارك على الجبهات المختلفة حتى الوصول إلى وقف إطلاق النار.