الانتخابات البرلمانية 2025
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية ٢٠٢٥، وفى كتير من القوى المدنية وخصوصًا المعارضة بيناقشوا فكرة جدوى خوض الانتخابات من عدمها، وهل هى فرصة حقيقية للمعارضة للاشتباك مع الناس فى الشارع وتجسيد مشاكلهم وتمثيل مطالبهم وعرض رؤية المعارضة فى التغيير، وطرح حلولهم للملفات إللى بتأثر بشكل مباشر فى حياة المواطنين، ولا النظام مش هيسمح لحد بدون اتفاقات مسبقة إنه يقدم نفسه فى الانتخابات؟
وهل لو فضل القانون زى ما هو بين قوائم مغلقة وفردى هتقرر القوى المدنية المشاركة، ولا هتقاطع عشان هيكون التنافس شبه مستحيل؟ وهل القانون لو اتغير زى ما فى أقاويل أو تسريبات لنظام الـ٣ تتلات ما بين قايمة مغلقة ونسبية وفردى، ده هيشجع الأحزاب الصغيرة والمعارضة المشاركة أفضل لخوض الانتخابات؟
أنا من رأيى إن كل نافذة مهما كانت محدودة فهى فرصة لبناء قاعدة والاشتباك مع الناس فى الشارع وإعادة ترتيب أوراق المعارضة وتحالفاتها وإعادة صياغة رؤيتها بلغة الشارع وطرح حلول لمشاكل الناس.
ومن ناحية تانية فرصة لترتيب أوراق القوى المدنية وتحديد مشاكلها والعمل على حلها، وترتيب الفرص المتاحة قدامهم، ومسار التحالفات لدخول أعضاء ممثلين عنهم فى البرلمان، وفرصة لتدريب الأجيال الجديدة على العملية الانتخابية وصنع كوادر جديدة قادرة تتكلم بلغة الناس بمختلف طبقاتهم واتجاهاتهم.
خصوصًا أن فى نسبة كبيرة من الناس فاقدة الثقة فى الحكومة من ناحية، وفى المعارضة من ناحية تانية، فقده الثقة فى الحكومة للوعود المستمرة بدون تنفيذ، وفى المعارضة لنجاح عملية التشويه اللى طالت الكل من بعد ثورة يناير، وكمان لعدم تقديم حلول قابلة للتنفيذ بدون اشتباك مع الدولة.
لو رجعنا لأول انتخابات بعد ثورة يناير، الناس وقتها كان عندها ثقة كبيرة فى شباب الثورة، لدرجة أنهم كانوا بيتبرعوا بفلوس للحملات وعمل يفط دعائية وبمجهود على الأرض أو على وسائل التواصل الاجتماعى لما كانوا مؤمنين بيهم وبوجودهم فى البرلمان.
تفتكروا دلوقتى ده ممكن يحصل تانى؟
ممكن لو جيل يناير طرح نفسه وأعلن عن حاجته لتمويل حملاته الانتخابية ممكن الناس تستجيب وتساعد فى ده تانى؟
أنا فى رأيى إنه ممكن لو طرحنا نفسنا بخطاب قوى وقدروا يلمسوا مثابرتنا على عمل تغيير بشكل سلمى ومؤثر من خلال وجودنا فى مجلس النواب.
وفى نفس الوقت محتاجين نقنع الدولة إن وجود نسبة توازنية فى برلمان ٢٠٢٥ مفيد لكل الأطراف.
مفيد عشان الشعب محتاج يشوف مسارات طبيعية للتعبير عن مطالبهم، وإن يبقى فى فرص لمرشحين معبرين عنهم، وإن الموضوع مش قاصر على الأحزاب صاحبة راس المال أو حزب الأغلبية.
وإن المسار الديمقراطى مهما كان صعب فهو الضامن الحقيقى لتحقيق التغيير.
طيب إحنا دلوقتى قدامنا تقريبًا ٨ شهور، القوى السياسية محتاجة تشتغل كتير عشان تقدر تبنى كوادرها مظبوط، وتكون قادرة لخوض الانتخابات، ومحتاجين من دلوقتى دراسة وعمل برامج عمل للحملات الانتخابية وتحديد لغة الخطاب اللى هتشتغل بيها، ومحتاجين برامج تدريب للشباب اللى هتقدر تشتغل على الحملات.
محتاجين تنسيق حقيقى فى كل المراحل دى ما بين القوى السياسية وإدراك لأهمية الاتحاد والبعد عن أى اختلافات.
بتمنى بجد المشاركة الفعالة واستخدام كل الوسائل المتاحة للاندماج وسط الجماهير من تانى، واستخدام الانتخابات كفرصة للعمل السياسى وإصلاح كل الكيانات السياسية من الداخل، وتجاوز كل مشاعر الانهزامية والإحباطات اللى تسللت جوانا.