مخيم جباليا.. مذبحة صبرا وشاتيلا جديدة يقودها الاحتلال لتهجير شمال غزة
يبدو أن إسرائيل تعتزم تنفيذ مذبحة كبيرة في شمال قطاع غزة على غرار مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين قبل 42 عامًا التي راح ضحيتها الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين اللبنانيين في بيروت المحتلة آنذاك.
قبل أسبوع وتحديدًا يوم الأحد بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية في جباليا، زاعمًا أنها تهدف إلى "منع حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بعد ساعات من الهجمات الشرسة على المناطق الشرقية والغربية من شمال غزة في أعنف قتال منذ مايو.
وفي اليوم التالي، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي تهجير الفلسطينيين قسرًا من ثلاث بلدات في شمال غزة، في ما بدا وكأنه تنفيذ غير رسمي لـ"خطة الجنرالات" التي تهدف إلى تطهير شمال غزة وفرض حصار كامل عليها، الأمر الذي قد يمهد الطريق أمام التوسع الاستيطاني.
وصباح اليوم السبت، أصدر أمر إخلاء جديدًا لسكان شمال غزة المحاصرون، جاء فيه، أن جيش الاحتلال يعمل ""بقوة كبيرة" في منطقتي جباليا ونزلة، شمال مدينة غزة، وسيستمر في ذلك لفترة طويلة"، مضيفًا: أن "المنطقة المحددة، بما في ذلك الملاجئ الموجودة هناك، تعتبر منطقة قتال خطيرة".
أمر الإخلاء الجديد وصياغته يذكرنا بشكل صارخ بالمذابح العنيفة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بما في ذلك عمليات التهجير القسري المتواصلة، وإنكارها لحق اللاجئين في العودة، مثلما حدث في مخيمي صبرا وشاتيلا اللذان كان أغلب سكانها من عائلات اللاجئين الفلسطينيين الأصليين الذين تعرضوا للمذابح والتطهير العرقي المنهجي والتهجير على يد قوات الاحتلال، في ما أصبح يُعرف بالنكبة عام 1948.
الاحتلال يرتكب مجازرعديدة في محافظة شمال غزة
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني مساء الثلاثاء أن جيش الاحتلال ارتكب مجازر في محافظة شمال غزة خلال هجمة واسعة، أسفرت عن استشهاد العشرات ومئات الجرحى.
وأضاف الدفاع المدني في بيان له أن "الوضع الإنساني في المحافظة الشمالية يزداد خطورة مع استمرار الاحتلال في هجمته على بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا لليوم الرابع على التوالي، ويفرض حصارا مشددا يمنع دخول المياه والغذاء والدواء".
وأشار إلى أن جثث الضحايا بقيت في الشوارع حيث لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليها بسبب استهداف جيش الاحتلال لسيارات الإسعاف وطواقم الدفاع المدني.
وأشار البيان أيضا إلى أن جيش الاحتلال "هدد أكثر من 200 ألف مواطن في مناطق وأحياء شمال غزة بالتهجير، وارتكب مجازر لإجبار المدنيين على النزوح".
في الأثناء، أفادت وزارة الصحة في غزة بإن جيش الاحتلال طالب بإخلاء المرضى والعاملين في مستشفى كمال عدوان والمستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة، وهدد بـ"التدمير والقتل والاعتقال" إذا لم يتم إخلاؤها، على غرار ما حدث في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والذي يحاصر منذ أسابيع منذ نوفمبر الماضي.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة إن سكان شمال غزة حوصروا بسبب إطلاق النار والغارات الجوية بالقرب من طرق الإخلاء.
كما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن الخدمات الصحية في شمال قطاع غزة تكاد تكون معدومة، بسبب استمرار منع الاحتلال لفرق الإغاثة من الدخول إلى المنطقة.
وفي منشور له على منصة إكس، أوضح جيبريسوس أن كيان الاحتلال منع مجددًا بعثتين تابعتين لمنظمة الصحة العالمية من الوصول إلى شمال غزة. وأكد أن "الناس لا يجدون مكانًا يلجؤون إليه".
المذبحة التي رعتها إسرائيل في صبرا وشاتيلا قبل 42 عامًا
ووقعت مذبحة صبرا وشاتيلا أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وكان الهدف الرئيسي منها سحق منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة هناك. منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني الأصلي.
في 16 سبتمبر 1982، فرضت القوات الإسرائيلية، بقيادة وزير الدفاع آنذاك أرييل شارون، حصارًا محكمًا على المخيمات لتسهيل دخول قواتها وقوات ميليشيا الكتائب اللبنانية الفاشية المدعومة منها، حيث كانت إسرائيل على مر السنين تقدم الأسلحة والتدريب والمساعدة العسكرية لهذه الكتائب.
وبمجرد أن تم إغلاق المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين داخل المخيم، على مدار ثلاثة أيام، من 16 إلى 18 سبتمبر 1982، قامت القوات المدعومة من إسرائيل والقوات الإسرائيلية باغتصاب وقتل وتشويه وتعذيب الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين والمدنيين اللبنانيين. وتم ذبح ما يصل إلى 3500 بوحشية.
هذا، وواصلت إسرائيل هجومها الوحشي على غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار.
ومنذ ذلك الحين، استشهد ما يقرب من 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب حوالي 97600 شخص، وفقًا للسلطات الصحية المحلية.