رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللواء محفوظ مرزوق: إغراق «إيلات» بداية التفوق البحرى على إسرائيل

التفوق البحرى على
التفوق البحرى على إسرائيل

أكد اللواء بحرى محفوظ مرزوق، مدير الكلية البحرية الأسبق، أن مصر حققت إنجازًا حقيقيًا على العدو الإسرائيلى، فى انتصار السادس من أكتوبر ١٩٧٣.

واعتبر «مرزوق»، فى حواره مع «الدستور»، أن بداية التفوق البحرى على القوات الإسرائيلية لم يكن وليد اللحظة، بل بدأ منذ يونيو ١٩٦٧، خاصة بعد نجاح البحرية المصرية فى إغراق المدمرة «إيلات»، وحتى حرب أكتوبر ١٩٧٣.

 

وقال مدير الكلية البحرية الأسبق إن إسرائيل فوجئت بنجاح القوات المصرية فى الهجوم على ميناء «إيلات»، دون أى توقع من جانبهم، خاصة لما لهذا الميناء من أهمية بالنسبة لإسرائيل.

وأوضح اللواء «مرزوق» أن ميناء «إيلات» كانت به أنبوبة لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، كبديل لقناة السويس التى أُغلقت بعد عام ١٩٦٧، وبالتالى فإن الهجوم على ميناء «إيلات» حرم إسرائيل بشكل نهائى من النفط.

وأضاف: «القوات المصرية، بما فى ذلك الصاعقة والضفادع البشرية، ضربت منشآت الميناء الإسرائيلى، من تحت الماء، وهذا أثر بشكل كبير فى قدرة إسرائيل على تأمين إمدادات النفط».

كما أشار إلى نجاح القوات البحرية فى غلق باب المندب الرئيسى، ما منع الطيران والوحدات البحرية من الوصول إلى العدو، مضيفًا: «أثناء مفاوضات الكيلو ١٠١، أبلغ وزير الخارجية الأمريكى، هنرى كيسنجر، الرئيس السادات بأن إسرائيل لديها مطلب رئيسى، وهو فك الحصار البحرى عند باب المندب، وهذا يظهر الأثر الاستراتيجى العميق الذى تركته تلك العمليات على إسرائيل».

وواصل: «القوات البحرية المصرية كانت تمتلك مجموعة من لنشات الصواريخ التى تستطيع إغراق السفن المعادية على مسافة ١٧ ميلًا، والضربة القوية التى نفذتها البحرية المصرية بتدمير المدمرة إيلات، دفعت العدو إلى إعادة النظر فى قواته البحرية».

وأكمل: «هذا التفوق المصرى جاء على الرغم من الحرب الباكستانية الهندية، التى دفعت الغرب، بما فى ذلك الولايات المتحدة، إلى تجهيز القوات البحرية الإسرائيلية بأحدث تكنولوجيا فى الإعاقة الإلكترونية، لكن مصر استطاعت أن تكبدهم هزيمة ساحقة».

وتابع: «ساعدت القوات البحرية القوات البرية، عن طريق مهاجمة مناطق تمركز العدو فى راس بيرون وشرم الشيخ، وإطلاق الصواريخ الموجهة وغير الموجهة، باستخدام مبتكر للنشات الطوربيد الصغيرة، بجانب قذائف الطوربيد الموجهة (بى إم ٢١)، مع قصف تجمعات العدو أكثر من مرة، ومهاجمة منصات البترول بالصواريخ وبالضفادع البشرية والصاعقة البحرية، فضلًا عن «تلغيم» الممرات الملاحية».

وقال اللواء بحرى محفوظ مرزوق إن المخطط المصرى استطاع تحديد نقاط القوة لدى العدو، ونجح فى غلق باب المندب الرئيسى، ما منع طيرانه ووحداته البحرية من الوصول إليه.

وأضاف اللواء «مرزوق»: «كما نجحنا فى منع تعرض العدو لحركة النقل البحرى من وإلى ميناء الإسكندرية، طوال فترة الحرب، ما ساعد فى نقل السلع الاستراتيجية، دون أى صعوبات، بفضل الجهود الكبيرة للبحرية المصرية فى صد هجمات العدو».

وأكد أنه خلال الفترة من أكتوبر ١٩٧٣ إلى يناير ١٩٧٤، لم تتعرض القوات البحرية لأى محاولة هجومية من إسرائيل، بسبب الاستعدادات العسكرية التى كانت تتوقع العمليات المحتملة للعدو، مضيفًا: «الوضع كان أصعب مما تصورت إسرائيل، خاصة مع تمكن القوات المصرية من الوصول إلى أعماق البحر الأحمر بمسافة ١٢٠٠ ميل، وهو أمر فاجأ العدو تمامًا، فلم يتوقعوا أن يصل المصريون إلى هذه النقطة».

وواصل: «إسرائيل كانت تظن أنها قد سيطرت على سيناء وشرم الشيخ فى عام ١٩٦٧، ما يعنى أنها تحكمت فى خليج العقبة، وكانت تأمل أن تضمن الملاحة فى ميناء إيلات، لكنها فوجئت بنجاح مصر فى هدم نظرية الأمن الإسرائيلى».

ونبه إلى أن «حرب الاستنزاف» كانت تعتمد على التخطيط العلمى المبنى على خبرات متراكمة، وهو ما شكل أساسًا من أسس نجاح القوات البحرية، والقوات المسلحة بشكل عام، مضيفًا: «كان لى الشرف أن أشارك فى قصف تجمعات العدو شرق بورفؤاد، فى منطقتى رمانة وبلوظة، فى ٨ و٩ نوفمبر ١٩٦٩، باستخدام المدمرات، تحت قيادة العميد عادل شراكى، وبوجود قائد اللواء، العقيد جلال فهمى».

وأوضح أنه «تم تحديد مواقع تجمعات العدو، بما فى ذلك مواقع الصواريخ التى كانت تؤثر على عمليات قتال قواتنا البرية فى المنطقة، ثم قصفت هذه المواقع بالمدفعية عيار ١٣٠ ملى، وأثناء العودة تعرضنا إلى هجوم فى سجم الناصر، هجوم جوى استمر حوالى ٤ ساعات. وبفضل قيادة العميد عادل شراكى، استطعنا تفادى الهجمات الجوية والعودة بسلام، علاوة على إسقاط طائرة فى هذه المعركة».

وأضاف: «هذه أول عملية هجومية لنا فى حرب الاستنزاف. كان المخطط أن نضرب فى منطقتى رمانة وبلوظة، فى الوقت الذى كانت فيه قوات الضفادع البشرية تستعد لاقتحام ميناء إيلات فى البحر الأحمر، لكنهم تأخروا أسبوعًا، لذا كانت أول عملية لاقتحام إيلات يوم ١٥ نوفمبر. وكل هذه العمليات جزء من رد فعلنا على اعتداءات إسرائيل فى رأس غارب والجيزة الخضراء».