نجلاء مرعى لـ"الدستور": قمة أسمرة الثلاثية هدفها تعزيز أمن واستقرار القرن الإفريقى
قالت أستاذ العلوم السياسية والباحثة في الشئون الإفريقية نجلاء مرعي، إن العلاقات بين مصر وإريتريا والصومال شهدت تطورات هامة، حيث تم عقد القمة المشتركة أمس في أسمرة بين قادة الدول الثلاث يهدف إلى تعزيز إمكانيات المؤسسات الحكومية في الصومال لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ذلك يشمل تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي من التصدي للإرهاب وحماية الحدود البرية والبحرية.
دعم الأمن في منطقة القرن الإفريقي
وأشارت "مرعي" إلى أن اللقاء جاء في سياق تجاذبات إقليمية متزايدة في منطقة القرن الإفريقي، لا سيما مع سعي إثيوبيا لتوسيع نفوذها من خلال نشر قواتها في المنطقة.
كما تأتي هذه التحركات بالتزامن مع اكتمال بناء سد النهضة، الذي يُعتبر تهديدًا وجوديًا لمصر والسودان، ويساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ولفتت إلى أن أزمة سد النهضة تتفاقم، حيث أثرت على العلاقات بين الدول المجاورة مثل الصومال وجيبوتي وإريتريا والسودان.
وفي ظل ذلك، يحاول إقليم الصومال استغلال هذه الوضعية للحصول على منفذ على البحر الأحمر، ما أدى إلى خلافات مع أديس أبابا حول السيادة والأمن، حسبما أشارت الباحثة في الشأن الإفريقي.
وقالت "مرعي" إن الفترة الأخيرة شهدت توقيع بروتوكول عسكري بين مصر والصومال، اعتبرته إثيوبيا تهديدًا. كما طالبت الحكومة الصومالية الاتحاد الإفريقي باستبدال القوات الإثيوبية في بعثة حفظ السلام بقوات أخرى.
وتابعت "في ظل هذه التوترات، اقترحت جيبوتي على إثيوبيا إنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها، ما زاد من المخاوف الإريترية من التوسع الإثيوبي في البحر الأحمر.. يعتبر هذا التطور جزءًا من صراع أكبر حول السيطرة على الموانئ والموارد".
وأكدت "مرعي"، أن مصر تسعى من خلال تحركاتها في منطقة القرن الإفريقي إلى حماية أمنها القومي وتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي، مع توقيع اتفاقيات مع الصومال وإريتريا، بما في ذلك تدشين خط طيران مباشر ورفع مستوى التبادل التجاري.